داخل أحد المقاهى بوسط البلد يجلس حنفى وهو يمسك نقودا فى يده اليسرى وينهمك فى عدها باليد اليمنى، وفى غمرة استغراقه فى عد النقود يدخل عليه صديقه محمد الذى يبادره متسائلا: انت بتعد ايه يا حنف؟ ايه الفلوس دى؟ يجيبه حنفى وقد بدا عليه الانزعاج لمقاطعته فى العد: دى حصيلة النهارده. -حصيلة ايه؟..- «وبعدين بقى.. ماتسيبنى أعد، هتلخبطنى!.. طب يا سيدى عشان خاطرك هابقى أعدهم وقت تانى».. ثم يضع النقود فى جيبه ويمسك بكوب الشاى ويبدأ فى رشفه بمزاج ويقول لمحمد بمنتهى الروقان: «شوف يا سيدى، الفلوس دى بقى تبقى حصيلة الضرايب بتاعة النهارده»..- ضرايب ايه؟ انت مش موظف فى السكة الحديد؟ - «أيوه يا سيدى.. بس أنا أصلى ساكن هنا فى شقة صغيرة فى وسط البلد.. صحيح الشقة مش قد كده بس قيمتها بتزيد وعرفت ان لما هيقيموها بأسعار النهارده هاضطر أدفع عليها ضرايب»..- طب ما كلنا كده!. - أيوه بس أنا بقى ماعجبنيش اننا كل شوية نزعل من البيه يوسف وهو يزعل مننا ونفرح فينا العواذل.. فبدل ما نزنقه فى حتة ان السكن مش بيدر ربح أنا قررت أخليه يدر ربح.. وأدينى أهو بقالى أسبوع مستلم الجماعة بتاعتنا والعيال باحصل منهم ضرايب.. لو جماعتنا قاعدة مريحة عالكنبة بادفعها ضريبة ترييح وضريبة فرجة عالتليفزيون.. ولو حد من العيال عايز يدخل الحمام بادفعه ضريبة فك زنقة.. وكل يوم بادخل المطبخ وأفتش عالحلل اللى فى الحوض. - اشمعنى يعنى اللى فى الحوض؟ - لا ما انا برضه مش مفترى.. الحلة اللى فى الحوض يبقوا استعملوها فباخذ عليها ضريبة عك، أصلها، كلام فى سرك، طبيخها مش قد كده.. - دا إنت ناصح قوى. - طبعا يابنى بس هى الحقيقة ابتدت تتهرب وبقت بتطبخ ليومين وساعات لتلات أيام، فده هيأثر عالحصيلة وغالبا هيزود معدل التضخم فهاضطر أزود الفايدة و... ثم ينتبه فجأة ويسأل محمد: هو النهارده إيه؟ - الخميس. فيضع حنفى كوب الشاى سريعا على المنضدة وينتفض واقفا: «يانهار مش فايت.. أنا لازم أمشى ده النهارده يوم الغسيل».. -طب وايه يعنى؟ - هو ايه اللى ايه يعنى! لازم ألحق أروح أعد وأشوف عندنا كام حتة غسيل واخذ عليهم ضرايب. - ياراجل.. مش للدرجة دى! - مش للدرجة دى؟!.. طب إيه رأيك بقى إن هى دى الطلعة الجاية للبيه يوسف.. إن ما كان يمشى على رجليه يعد حتت الغسيل اللى عالأحبال وياخذ عليها ضرايب، ما أبقاش أنا حنفى!