اعتزام د.محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة بالشروط التى أعلنها تعكس نوايا غير جادة لهذا الترشح!!.. بل تؤكد مناورة سياسية من جانب د.البرادعى يريد بها مساومة النظام فى منصب يعوضه الكرسى الدولى الذى اعتلاه سنوات طويلة بجانب الأمريكان.. هذا الترشح يعتبر فى حد ذاته مادة دسمة للصحف ووكالات الأنباء، التى يمكن أن تساعده تقاريرها فى التوصل إلى مبتغاه، من خلال الضغط على النظام الذى يجد فى ترشح البرادعى قلقاً كبيراً!! فى المقابل يواصل المطبخ السياسى إيجاد حل لهذا المأزق والقلق الذى سيطر على النخبة الحاكمة، وتحويل هذا القلق إلى مادة إعلامية، يمكن الاستفادة منها لدعم ترشح السيد جمال مبارك، من خلال الحراك السياسى بين المثقفين والمفكرين ورجال السياسة والأحزاب، وانقسام الصحف حول تأييده ومعارضته، واتهامه بالخيانة فى بعض الأحيان والتشكيك فى وطنيته!! فى قراءة سريعة لأطروحات البرادعى التى أعلنها وأكد أنها شروطه للترشح - نجد أننا أمام نموذج يستحيل تحقيقه فى ظل هذا النظام، وهو نموذج نابع من خلال مفهوم غربى - نتمنى أن يطبق فى مصر - لكنه يعلم جيداً أن هذه الشروط التى وضعها ما هى إلا مناوشات سياسية المقصود بها تحريك الرأى العام دون خطوات إيجابية.. فى نفس الوقت يمكن أن تكون رداً أمريكياً على الطبيعة السياسية فى مصر، ينقلها البرادعى من خلال موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وفى هذا السياق فإن أطروحات البرادعى تطرح قضية مصيرية وهى تحول مصر إلى دولة مدنية على أرض الواقع، وأن تصبح مصر دولة مؤسسات.. فهل نحن مستعدون لهذا النضج السياسى؟ وهل الدولة مهيأة لذلك التحول أم لا؟.. وعلى الجانب الحكومى فإن المطبخ السياسى يرصد كل أصناف التصريحات والرؤى فى هذا الصدد، ورجاله المخضرمون مستعدون فى أى وقت لعمل وجبات دسمة وسريعة الهضم لتحويل القضية لصالح النظام الحاكم، حتى لو اتهمت البرادعى بالخيانة!! هشام عياد