يبدو أن المعركة بين الحزب الوطنى والبرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصبحت تتخذ شكلا من العلانية.. فكلما وجه البرادعى انتقادا للنظام والممارسة السياسية فيه قامت قيادات وممثلو الحزب بتقليم أظافرة قبل عودته للقاهرة، وتذكره دائما بجملة واحدة "المناخ السياسى الذى تنتقده هو نفسه المناخ الذى أتاح لك حلم الترشح للرئاسة، وهو الحلم الذى لم تكن تجرؤ على إعلانه فى عهد السادات وعبد الناصر". التصريحات التى أطلقها د.البرادعى منتقداً فيها التجربة الحزبية والممارسة للحياة السياسية الديمقراطية فى مصر أغضبت عددا من أعضاء وقيادات الحزب الوطنى، خاصة بعد تأكيده بأن النظام السياسى الحالى لا يوفر مناخا شرعيا يسمح لكافة المواطنين بالترشح للمنصب الرئاسى، وهو ما استدعاه أن يترشح مستقلا دون الاحتماء بأى مظلة حزبية. المهندس محمد هيبة، أمين الشباب بالحزب لوطنى، رحب بفكرة ترشح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية خاصة أنه رجل له ثقل دولى، بحسب وصفه، مضيفا أن هذا الترشح جاء تأكيدا لنجاح سياسة الرئيس مبارك الذى فتح الباب ولأول مرة للاختيار الحر والمباشر لرئيس الجمهورية، ضمن حالة غير مسبوقة من الممارسة الفعلية للديمقراطية والحرية السياسية. وانتقد أمين الشباب فى تصريحاته ل"اليوم السابع" ما أثاره البرادعى بشأن غياب الإطار التشريعى والدستورى الذى يسمح للمصريين الترشح للمنصب الرئاسى، مؤكدا أن التعديلات الدستورية الأخيرة أتاحت لكافة الأحزاب الترشح بممثل لها فى الانتخابات الرئاسية، وسمحت أيضا للمستقلين بالترشح بعد الحصول على نسب التأييد المحددة من أعضاء المجالس المحلية ومجلسى الشعب والشورى. وحول انتقادات البرادعى للتجربة الحزبية فى مصر التى أكد أنها تعانى من الخلل، ووجه هيبة سؤالا للبرادعى قائلا: "فى عهد عبد الناصر والرؤساء السابقين.. هل كان من الممكن أن يحلم مواطن بالتقدم للترشح لهذا المنصب الرفيع؟"؛ مشيرا إلى أن جميع الأسماء التى طرحت مؤخرا للانتخابات الرئاسية دليلا على نجاح الإصلاحات السياسية والدستورية الماضية التى سيعقبها خطوات أخرى لإعطاء جرعات أكبر من الحرية والتعددية الحزبية للمواطنين بعد تعديل المادة 76 من الدستور، مضيفا "هل كنت تجرؤ على التفكير فى الترشح للرئاسة فى عهد السادات". وبرر محمد هيبة تصريحات البرادعى بأنها محاولة لكسب الشعبية والبطولة على حساب مهاجمه النظام والحزب، رغم أن هذا النظام، بحسب هيبة، هو الذى شجع البرادعى على أن يطمح هذا الطموح لتولى المنصب الرفيع. من جانبه انتقد د.خيرت عثمان، أمين الحزب الوطنى بمحافظة قنا، ترشح د.البرادعى للرئاسة، مشيرا إلى أنه لم يعش فى مصر وليس لديه أى دراية بأحوال من يعيشون فيها، بخلاف افتقاده للحنكة السياسية لقيادة دولة بحجم مصر، مضيفا "مصر تحتاج لقائد متدرب مش جاى من بره". وأضاف عثمان أن البرادعى لم يخض الحروب وغاب عن الحياة فى مصر لمدة طويلة أفقدته العلم بالأفراح والأحزان والكبوات التى مرت بها مصر، لكى يستطيع الشعب المصرى تحديد ما إذا كان مؤهلا للرئاسة أم لا. بينما وجه د.خليفة رضوان، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى، مطلبا للبرادعى يقول له فيها "إذا أردت الترشح للرئاسة فعليك الخروج من الغرف المكيفة التى أعتدت الجلوس داخلها بالوكالة.. أما إذا اعتقدت أن انتخابات الرئاسة ستكون بمستوى الرفاهية نفسه.. فأعلم أنك مخطئ". ورجح رضوان عدم جدية البرادعى فى الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة فى 2011، مؤكدا أن السياسة لا تهدى منصب الرئيس على طبق من فضة، بينما تحتاج منه أن يقتحم ويخوض التجربة السياسية المصرية، مضيفا "من يستطع أن ينتزع هذا المنصب لازم يكون اتمرمط فى الشارع". وأكد د.خليفة رضوان أن خوض البرادعى للانتخابات الرئاسية يحتاج منه بذل مجهود أكبر والنزول لكافة طبقات المجتمع وزيارة القرى والمحافظات.