بدت شوارع مصر الجديدة خالية من المارة قبل بدء المباراة بنصف ساعة، وأغلقت المحال التجارية، وتعلقت الأنظار أمام شاشات التلفاز، وهدأت الأصوات إيذانا ببدء المباراة، وعلى أحد المقاهى بمصر الجديدة، اصطف المشاهدون أمام شاشات التلفاز الكبيرة، وبينما كان الهدوء يخيم على المكان، أطلق الحكم صافرة البداية، وعلى صوت أحد الجالسين قائلاً «يارب.. يارب»، فنظر الجميع إلى هذا الرجل المقعد، الذى رفع يديه إلى السماء داعيا الله، فأخذوا يكررون وراءه الدعاء، وبدا الجميع فى حالة ترقب شديدة، وأخذوا يصيحون مهللين كلما اقترب أحد مهاجمى منتخبنا الوطنى من مرمى الخصم الغانى، ويكررون صيحات مماثلة، كلما هدد أحد مهاجميهم مرمى «الحضرى»، واستمر الحال على هذا المنوال خلال الشوطين، إلى أن أحرز اللاعب «جدو» هدف الفوز، فصاح الجميع «جدو.. جدو.. أوعى يجيلك جدو»، والتفوا حول هذا الرجل المقعد وأخذوا يقبلونه، وما إن أعلن الحكم انتهاء المباراة، حتى هرول الجميع إلى الشارع لبدء الاحتفال بالكأس السابعة لمصر. وفى الكوربة، بدأت الاحتفالات بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية فى الهواء، وأخذ الجميع يهرول فى الشارع باتجاه نفق الثورة، لبدء الاحتفال، ولكن أحد مرشحى الحزب الوطنى لانتخابات مجلس الشعب القادمة، كان قد أحضر «دى جى» كبيراً ووضعه فى أول الشارع، فأخذ الشباب والفتيات يرقصون على نغمات الأغانى، ويحملون العلم المصرى ويلوحون به فى الهواء، واعتلى الأطفال أسطح السيارات الواقفة فى الشارع، لمشاهدة الاحتفالات، والرقص على نغمات الأغانى، وأخذت الأمهات فى إطلاق الزغاريد والتلويح بالعلم المصرى. وفى شارع جامعة الدول العربية، خرجت مجموعة من الفتيات يركبن درجات بخارية ورسمن على وجوههن الأعلام المصرية، ترتدى كل واحدة منهن «تى شيرت» المنتخب المصرى. وفى شارع أحمد عرابى، وضع أحد المشجعين سماعات كبيرة داخل سيارة نصف نقل وأوصلها بجهاز لاب توب، وبدأ فى تشغيل الأغانى الوطنية، وبدأ الجمهور فى الترديد خلفه. وأمام أحد المقاهى فى شارع شهاب، تجمع عدد كبير من الجمهور السعودى والمغربى يحملون أعلام بلادهم ووقفوا يهتفون لمصر، وبعضهم راح يستخدم أغطية الأوانى فى إصدار أصوات موسيقية تلهب جموع المحتفلين بالكأس السابعة.