تتجه الأوضاع نحو الهدوء فى النيجر بعد الانقلاب الذى أطاح الخميس الماضى بالرئيس مامادو تانجا وأعضاء حكومته واعتقالهم، حيث أعلن المجلس العسكرى الحاكم أمس الإفراج عن حكومة الرئيس المخلوع، بعد تأكيده عزمه فى إجراء انتخابات ديمقراطية وسط انفتاح العسكر على العالم الخارجى لامتصاص موجة الانتقادات الدولية والإقليمية للانقلابيين بينما وصل مبعوثون من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى لبحث مستقبل البلاد غداة تظاهرة شارك فيها 10 آلاف شخص تعبيرا عن دعمهم للانقلابيين. وأعلن الكولونيل جيبريلا هاميدو هيما، أحد الانقلابيين الذين سيطروا على الحكم على هامش قمة جمعت رؤساء دول غرب أفريقيا فى باماكو، أن جميع أعضاء الحكومة الذين اعتقلوا عقب الانقلاب «باتوا أحرارا»، دون الإشارة إلى مصير الرئيس المخلوع. ونجح العسكر فى امتصاص موجة الغضب العالمى التى نددت بالإطاحة بالرئيس تانجا، إثر إعلانهم عزمهم تنظيم انتخابات حرة دون تحديد موعدها حتى تستقر الأمور، وإلغاء حالة الطوارئ التى فرضوها فور وقوع الانقلاب كما أنهم نجحوا فى السيطرة على الحكم فى انقلاب «أبيض» أدى لسقوط 3 قتلى فقط، ومثلت مظاهرات الدعم والتأييد التى شارك فيها عشرات الآلاف فى العاصمة نيامى وعدة مدن فى أنحاء البلاد رسالة قوية لرفض النظام المخلوع، والتأكيد للعالم وقوف الشعب بجانب الانقلابيين، كما يعتزم أنصارهم تنظيم مظاهرة دعم جديدة لليوم الثالث على التوالى تنطلق من مدينة زيندر ثانى أكبر مدن البلاد. وفى الوقت نفسه، أشاد الناطق باسم المعارضة بازوم محمد بقادة الانقلاب قائلاً: «نشكركم على تدخلكم لإنهاء الوضع السابق، نؤيد استعادة الديمقراطية وسنعمل مع الجيش لتحقيق هذا الهدف»، وشكر أحد قادة الانقلاب المتظاهرين على تأييدهم وقال «إن ما قمنا به هو لمصلحة النيجر ونطلب منكم التزام الهدوء ونحن هنا لخدمتكم ولسماع صوتكم ولن نخيب أملكم»، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى». وفى الوقت نفسه، أبدى قادة الانقلاب انفتاحهم على العالم الخارجى، حيث استقبلوا وفدا دوليا من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا فى بادرة لإيضاح سبب انقلابهم، وهو تأكيد الرئيس المخلوع سعيه لتمديد بقائه فى السلطة لمدة 3 سنوات اعتبرتها المعارضة أمرا غير شرعى، كما شارك أحد موفديهم فى قمة دول غرب أفريقيا التى عقدت أمس الأول فى العاصمة المالية باماكو.