فى المدارس والجامعات ملايين الشباب المصريين يشاهدون يومياً حملات تطالبهم بالتبرع لصالح أى شىء. مصالح حكومية تصرخ طالبة النجدة، مستشفيات تكدس فيها المرضى، معاهد آيلة للسقوط وأيتام وفقراء وعجزة لا تراهم حكومة رجال الأعمال . تتتبع «المصرى اليوم» ردود أفعال المتبرعين الصغار- تحت العشرين- على حملات التبرع التى جاءت معبرة عن جيل جديد يرى التبرع من منظور مختلف. يحكى محمد فتحى (16 سنة) عن تجربته مع التبرعات «الموضوع من غير إجبار ودى حاجة إنسانية بس لازم الواحد يكون واثق هاتبرع لمين، دلوقتى الواحد ما يعرفش فلوسه هاتروح فين.. شخصيا هاتبرع لضحايا السيول دول أهم حاجة دلوقتى»، يرفض محمد التبرع لمؤسسات حكومية مثل جامعة القاهرة ويعتبر الأمر «مسؤولية الحكومة.. يعنى إيه اتبرع لجامعة القاهرة، هى الحكومة فلست خلاص مش عارفة تبنى مبانى جديدة ولا أنا أغنى من الحكومة؟ أنا هاتبرع لضحايا السيول والفقراء والفلسطينيين على الأقل دى ناس محتاجة مش زى الحكومة». أما محمد عبدالحميد (18 سنة) فكان له رأى مختلف «بصراحة أنا مش باعترف بموضوع حملات التبرعات ده، أغلبهم بيضحك علينا، والفلوس اللى بتتجمع دى مش بتوصل لمستحقيها، حتى لو كانت الجهات دى معروفة.. أنا مش باثق فيهم، ولو كان معايا فلوس زيادة عن حاجتى ونويت أتبرع هايكون لشخص محتاج فعلا أنا أعرفه بنفسى أو عن طريق حد واثق فيه مش هاروح ارمى فلوسى فى أى مكان والسلام حتى لو كان الهلال الأحمر أو مركز مجدى يعقوب». نور أحمد عبدالله (13 سنة) الطالبة بالمرحلة الإعدادية كان لها وجهة نظر مختلفة «أنا أولى بالمصروف بتاعى.. قالوا نعمل حملة تبرعات عشان الفلسطينيين فى غزة.. طب وأنا أجيب حاجات منين لما أروح أدفع لهم مصروفى لمدة أسبوع.. دا أنا بيطلع عينى عشان أخده أساسا»، تجربة نور تختلف عن تجربة شقيقتها هند الطالبة بالثانوى «فكرت فى حملة تبرعات لشراء سجاد لمسجد المدرسة، جمعت فلوس كتير بصراحة عشان نغير السجادة لأن ريحتها كانت تقرف.. بعد كام يوم اكتشفت فايدة تانية للتبرعات، كنت باعرف أزوغ من الحصص الرخمة وأقعد اتمشى فى المدرسة طول اليوم واللى يتكلم أقوله: إيه ما نعملش خير لبيت ربنا يعنى؟». ويبدو أن صور وأشكال التبرع أحياناً لا تكون اختيارية، بما فيها التبرعات التى تجمع من أولياء الأمور مع مطلع السنة الدراسية لصالح المدرسة التى يلتحق بها أولادهم، تقول منى السيد (16 سنة): أنا لما جيت أنقل من المدرسة الثانوى اللى أنا دخلتها ودى مدرسة متفوقين فى الهرم طلبوا منى تبرع 500 جنيه للمدرسة، أو إنى أجيب مروحتين سقف وعلبتين متوسطة الحجم من البوية البيضاء، واللى طلبت منى كده مديرة المدرسة، وكل البنات اللى بيدخلوا المدرسة بيطلب منهم الطلب ده، ومش فى المدرسة دى بس كل زمايلى فى مدارس تانية بيطلب منهم الطلب ده».