أثار اقتحام العشرات من قوات الاحتلال الصهيونية للمسجد الأقصى، فجر الخميس، العديد من ردود الأفعال الغاضبة والرافضة للأمر، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوة إسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى، حيث كان يتواجد فيه 20 معتكفًا، وقامت باعتقال إمام المسجد أثناء سجوده، وصاحبت قوات الاحتلال مجموعة من المتشددين اليهود، وذلك قبل أن تندلع مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان والجنود بمنطقة محيطة بالمسجد «كفر عقب وقلنديا وراس العامود». وأعلن السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين، رفضه اقتحام المسجد لأقصى، مستنكرًا في تصريحات ل«المصري اليوم» السياسة المستمرة للإسرائيل لاقتحام المسجد بصحبة رجال دين يهود، فيما يعرف بذكرى خراب المعبد. وحذر صبيح من إعادة إحياء المخطط القديم لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى، وقال «هناك أطراف تسعى لدخول المنطقة في حرب دينية وخلال الفترة السابقة بدأت الأصوات ترتفع بالكنيست للحديث عن أن سيناء والأردن جزء من إسرائيل، كما أن الاقتحام الأخير يأتي بعد تصريح المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين التي ادعى فيها أن المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من إسرائيل»، مؤكدًا تطبيق ما يسمى «قانون الآثار وقانون التنظيم والبناء الإسرائيلي على الحرم القدسي الشريف، مما يؤكد أن هناك خطة محكمة بدأت تنفذ لتهويد القدس بالكامل». وقال: «خلال الأيام الماضية بدأت تنشأ العديد من المستوطنات المتنقلة بالقدسالمحتلة وعلى المجتمع الدولي أن يوقف تنفيذ ذلك المخطط»، وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد حذرت في بيان لها «إسرائيل» باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال من مغبة الإقدام على أي عمل عدواني يستهدف المسجد الأقصى المبارك، وتؤكد على أن مدينة القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأن أي اعتداء عليه سيهدد حتمًا الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. وأكدت الجامعة العربية أنه «من الضروري أن يكون هناك تدخل دولي وبشكل خاص من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية ومنظمة اليونسكو لوقف الانتهاكات في مدينة القدس والعمل فوراً على حماية القدس باعتبارها تراثاً إنسانياً للشعب الفلسطيني منذ فجر التاريخ، وكذلك ارتباطها الوثيق بشعوب ودول العالم التي لا تقبل بتهويدها». من جانبه قال الدكتور جمال عبد السلام، مقرر لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب، إن «اقتحام الجيش الصهيوني لساحة المسجد الأقصى واعتقال أحد أئمته يعتبر بداية للاقتحام الكبير الذي تنوي قوات الاحتلال تنظيمه يوم الأحد القادم الذي يوافق عندهم ذكرى خراب المعبد». ودعا عبد السلام كل المسلمين والعرب بأشخاصهم وهيئاتهم إلى اتخاذ موقف لوقف عملية التهويد لمخططه للمسجد الأقصى، مطالبًا الحكومة المصرية «بطرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية في مصر»، داعيًا الجماهير للمشاركة في وقفة، السبت، أمام دار الحكمة في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا. وأضاف عبد السلام: «من المقرر أن يحضر الوقفة الدكتور جمال عمرو، مهندس أعمال الصيانة بالمسجد الأقصى، والذي يقص على الجميع ما حدث وحقيقة اعتقال وتقييد إمام المسجد الأقصى بالكلبشات أثناء سجوده خلال صلاة القيام». من جانبه أعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن إدانته لقيام قوات الاحتلال الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى الشريف واعتقال إمامه وإخراج المصلين، وطالب المركز بضرورة إتاحة الحرية الكاملة للفلسطينيين بممارسة شعائرهم بحرية تامة، وعدم ممارسة الضغط والإرهاب عليهم تحت دعاوى زائفة، كما يطالب الحكومات العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع بالضغط على السلطات الصهيونية، لوقف تلك الممارسات الاستفزازية، وفضح أي انتهاكات للمقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة.
