محافظ الغربية يشارك في الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة السابع للمياه    تفاصيل رسائل السيسي عن المياه ونهر النيل    محمد ممدوح: ملتقى منظمات المجتمع المدني هدفه الرئيسي رفع الوعي بحقوق الإنسان    «الوزاري الأفريقي»: «أسبوع القاهرة» يهدف لمشاركة معلومات إدارة المياه    85 جنيهًا لكيلو البلطي.. أسعار السمك والمأكولات البحرية اليوم الأحد في سوق العبور    "سلامة الغذاء": 20 مأمورية رقابية على المصانع بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية    إجراء القرعة العلنية لحجز 32 وحدة طعام متنقلة بمدينة العاشر من رمضان    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يزور مركز تميز شركة دل تكنولوجيز Dell Technologies الأمريكية الرائدة عالميا في مجال التكنولوجيا    موقع استراتيجى.. هيئة السكة الحديد تكشف أسباب اختيار موقع محطة بشتيل.. فيديو    الطاقة النظيفة.. مصر مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030    وسائل إعلام إسرائيلية: نقل جنود إسرائيليين أصيبوا في جنوب لبنان إلى مستشفى في حيفا    جيش الاحتلال يعلن اعتراض 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه حيفا    اعتقال 30 فلسطينيا بالضفة الغربية خلال اليومين الماضيين    أوكرانيا: مقتل وإصابة 13 شخصا في هجمات روسية على إقليم دونيتسك خلال ال 24 ساعة الماضية    إعصارا ميلتون وهيلين.. هل يؤثران على مجرى الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل؟‬    فتوح أساسي ومركز جديد لبنتايك.. تشكيل الزمالك لودية إيسترن كومباني    "على العين والرأس".. شوبير يعلق على اختلاف رأي حسام حسن بشأن محمد صلاح    "أتمنى أن يكون معنا في معسكر نوفمبر".. الركراكي يتحدث عن إصابة بونو    ظهور بوكيتينو الأول.. أمريكا تعود للانتصارات بالفوز على بنما وديا    منتخب إنجلترا ضيفا ثقيلا على فنلندا في دوري الأمم    مصابون ووفاة.. ننشر أسماء ضحايا حادث قطار المنيا    أمطار رعدية اليوم.. الأرصاد تكشف حالة الطقس وموعد انخفاض درجات الحرارة    من هم المتهمون ال6 ب سرقة أجهزة تابلت وزارة التعليم؟    13 نصيحة للاستفادة من الواجبات اليومية والتقييمات الأسبوعية لطلاب المدارس    الخميس.. فرقة مقام الفلسطينية تشارك في مهرجان الموسيقى العربية    بالأسماء.. رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات جديدة لشغل عدة مناصب    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض دار المعارض للكتاب    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا بجنوب قطاع غزة    تطورات درامية مفاجئة في "برغم القانون": هل تكشف الحلقات القادمة أسرارًا جديدة؟    أسباب انتشار تطبيقات المراهنات في المجتمع    إجراء عمليات معقدة بمستشفى بئر العبد المركزي تحت إشراف فريق طبي متخصص    استقرار أسعار اللحوم اليوم الأحد 13 أكتوبر    احذر صديقك ألف مرة.. تطور جديد في مقتل شاب بالسلام    إصابة 7 سائحين ومصري في تصادم سيارتين بطريق الغردقة رأس - غارب    رئيس التخطيط القومى يشارك بجلسة ضمن فعاليات المنتدى الإقليمى للبيانات    رد حاسم من وكيل القندوسي على مفاوضات الزمالك بعد قرار الأهلي    من الميلاد حتى الاستشهاد.. السادات أشجع الشجعان بطل الحرب والسلام.. للسادات وجوه كثيرة    العرابي: دول إفريقيا تثق في جهود مصر من أجل تعزيز السلم والأمن    تشريح جثامين زوجين وأبنائهم الثلاثة المتوفين في حادث تسرب غاز بالعاشر من رمضان    فرح الرافعى مؤسسة «فيلم ماى ديزاين» أول مهرجان للتصميم فى الشرق الأوسط: هدفنا سرد قصص ملهمة عن التصميم والعمارة من خلال الأفلام    «تُضيع الوقت».. تحرك برلماني لإلغاء التقييمات الأسبوعية للطلاب: هل هذا هو المنهج الجديد؟    رسائل تفتيش الحرب المهمة وتحية لأبطال القوات الجوية    هل اقترب بلعيد من الانضمام إلى الزمالك؟.. مفاجأة كبرى    لهذا السبب.. جان رامز يتصدر تريند "جوجل"    الأوراق المطلوبة لاستخراج القيد العائلي وخطواته إلكترونيًا لعام 2024    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 13-10-2024 في محافظة البحيرة    إسرائيل تحت وابل من 320 صاروخًا خلال "عيد الغفران"    عالم أزهري: إعصار ميلتون هو جند من جنود الله ضرب أمريكا    القرآن الكريم| نماذج من البلاغة في كتاب الله    اقتربت من هدفك.. حظ برج الجوزاء اليوم 13-10-2024    اللهم آمين| من دعاء الصالحين ل «الفرج والرزق والشفاء»    الاحتلال يستخدم روبوتات لتفجير منازل في غزة    قد تؤدي إلى التسمم.. 5 أطعمة ممنوع حفظها في باب الثلاجة    الدبوماسي محمد غنيم يسلم أوراق اعتماده كسفيراً لمصر في فنلندا    «الأزهر»: نسعى لإدخال الروبوتات الجراحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي ل«المستشفيات»    نجم الأهلي السابق: عمر كمال أفضل من لاعب منتخب مصر    الصحة تكشف تفاصيل المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل    تصل ل 9100 جنيه.. تفاصيل زيادة أسعار الانتقال بسيارات الإسعاف والفئات المعفاة منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ايام الفساد في السودان« المصري اليوم» تحصل على مستندات خطيرة عن تهجير «الفلاشا» ودفن النفايات وبيع الثروة.. فى عهد «نميرى»: الحلقة الرابعة

حصلت «المصرى اليوم» على وثائق ومستندات سرية وخطيرة، تكشف العديد من الأسرار حول فساد نظام الرئيس السودانى الراحل جعفر نميرى ورجاله ودورهم فى عمليات تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل فى ثمانينيات القرن الماضى، وهى العمليات التى بسببها واجه الرئيس نميرى تهمة الخيانة، إلى جانب دفن النفايات الذرية فى الأراضى السودانية، وبيع ثروات السودان لرجل الأعمال عدنان خاشقوجى.. وغيرها من وقائع الفساد، التى شهدها البلد الشقيق خلال عهد الرئيس الراحل.
وجاء الحصول على المستندات عن طريق مصدر مهم، قضى وقتاً من عمره فى السودان وتحديداً فى منطقة «القضارف» التى شهدت أهم مرحلة من مراحل ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، استطاع أن يحتفظ بهذا الملف أكثر من ربع قرن، لكنه طلب عدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد،
واستحلفنا بشرف المهنة وأمانتها أن نحافظ على سريته طوال الحياة، وأن نلتزم بضمير وشرف المهنة فى نشر الوثائق، دون زيادة أو اختصار فى المعلومات وهو ما التزمنا به فلم نضف إلى محتوى الوثائق شيئاً وفضلنا الابتعاد عن التفسير أو التحليل، رغم ما يحتويه من أسرار خطيرة، تزيح الستار عن فترة حكم رئيس بلد عربى، أثار الكثير من الجدل حوله، فهو أول رئيس يطبق الشريعة الإسلامية، وهو الرئيس المتهم بالمشاركة فى توطين اليهود فى أرض فلسطين.
وقد يسأل البعض: ولماذا فتح هذا الملف الآن؟.. أو قد يتطوع البعض الآخر بالتحليل والتفسير، كلٌ حسب أهوائه وأغراضه، وقد يتساءل آخرون: ولماذا السودان ونميرى؟ ولماذا لا يكون هذا أو ذاك؟
ونرد بأن الحسابات السياسية والنظرة التآمرية لا مجال لها عند البحث فى مهنة الصحافة، والهدف وحده هو تقديم معلومات موثقة بمستندات رسمية عن فترة مهمة من تاريخ السودان، أثّرت بشكل مباشر فى مسيرة الأمة العربية والإسلامية كلها، لأنها تتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى، خاصة أن هذه المستندات هى نفسها التى استند إليها السودان عندما طلب من مصر تسليم الرئيس نميرى، لكن مصر رفضت.
رشاوى النظام السودانى فى صفقة «يهود الفلاشا» ب«ملايين الدولارات»
استمرت المواجهات التى أجرتها لجنة التحقيق المشكلة بقرار من النائب العام السودانى، مع المتهمين فى تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، وهى المواجهات التى كشفت عن وجود تلاعب فى عمليات النقل، التى استخدمت فيها ملايين الدولارات، والطائرات الأمريكية، وتم الاتفاق على الخطة السرية فى فندق ووتر جيت أحد أهم الفنادق التى تفضلها المخابرات المركزية الأمريكية فى الاتفاق على صفقاتها مع الأنظمة الأخرى .
وداخل غرف «ووتر جيت» نزل بعض رجال النظام السودانى وفى الصباح ذهبوا إلى مبنى ال C I A للاتفاق على تفاصيل العملية.
بعدها زار نائب الرئيس الأمريكى جوج بوش السودان وسلم رسالة من الرئيس رونالد ريجان إلى الرئيس السودانى جعفر نميرى ذكر فيها أنهم عايزين يستفيدوا من طائرات الإغاثة لنقل اليهود بالنهار، لكن نميرى طلب أن تتم ليلا وفى سرية، هذا ماأكدته المواجهات بين العقيد الفاتح عروة واللواء عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس الجمهورية المتهم الثانى فى القضية، كالتالى.
- العقيد الفاتح: فى وقت لاحق، وبعد إيقاف العملية اتصل بى چيرى ويفر وقال لى: الدكتور بهاء الدين بيراوغ فينا كتير، وأضاف الفاتح: «هم كان عندهم رغبة يواصلوا العملية بطائرات أمريكية، وبهاء الدين وعدهم وقال: إنه هيعمل لهم ترتيب مع اللواء عمر، لكنهم شعروا بأن اللواء عمر ليس عنده اتجاه للقيام بالعملية أو حتى تتم فى هذا الوقت، وچيرى ويفر طلب منى أبلغه بهذا الكلام، وفعلاً كتبت مذكرة بخط اليد وأرسلتها للواء عمر، وأذكر أننى سلمتها لهاشم أبورنات ولم يأتنى الرد لأننى لم أكن أتوقع الرد، لكن أنا كتبتها للعلم.
- اللواء عمر: العقيد الفاتح فعلاً أبلغنى بهذا، وقال لى: إن بهاء الدين بدأ يتلاعب فى المسائل دي، وأنا سألت بهاء الدين سؤالاً غير مباشر هل اتصل به «زول» من الإدارة الأمريكية فيما يختص بترحيل اللاجئين فقال: هذا لم يحدث، وإن شاء الله خير فى «شنو»، وأنا أظهرت له أننى بسأل من باب العلم، وابتديت اتحرى عن الموضوع ده، ولم أخبر الرئيس لأننى لا أملك بيانات ضد بهاء الدين، وبالنسبة لموافقتى على تعيين العقيد الفاتح عروة بعد طلب السفير الأمريكى ترحيل اللاجئين الفلاشا، أنا فعلاً وافقت على الطلب، على أساس أنهم لاجئون وليسوا يهود الفلاشا، وكل الخطة وضعت بواسطة الأمريكان.
- العقيد الفاتح: بعد حفل الشاى الذى أقيم فى منزل الرئيس نميرى أثناء زيارة بوش، كنت أنا ضمن التيم المفروض يؤمن الزيارة، لكننى لم أحضر الحفل، قال لى چيرى ويفر: كل الترتيبات مشيت زى ما وضع لها، ووافق الرئيس على العملية، وذكر لى أنه علشان نسهل الأمور أوفينا بالتزامنا، وذكر أنه أجرى الترتيبات مع چنيف لتحويل مبلغ 2 مليون دولار اللى سبق ووعدوا بيها اللواء عمر من أجل دعم مبنى جهاز أمن الدولة لحسابه فى لندن يقصد «حساب نائب نميرى اللواء عمر محمد الطيب»، وأنا سألت چيرى ويفر: لماذا تحول أمريكا «قروشها» من چنيف بالذات يعنى معناها هل رئاستكم فى چنيف، وهو قال لى: هذه القروش مش مدفوعة من الحكومة الأمريكية، وإنما مدفوعة من المنظمات اليهودية التى تعمل فى إعادة الفلاشا وذكر لى بالحرف الواحد:
يعنى لماذا يجب أن ندفع لهم واضح جدا بما فيه الكفاية أنهم يستغلوننا هناك «يمتصون دمنا» « هذه العبارة ذكرت بالانجليزية».
- اللواء عمر: أنا كنت فى حفل الشاى الذى أقامه الرئيس لنائب الرئيس الأمريكى، وبعد انتهاء الحفل خرجنا، وكضيف أخذت بوش إلى خارج الدار وودعته هو وقرينته والضيوف الذين معه، ولا أدرى شيئاً عن الاتفاق الذى تم بينه وبين الرئيس، ولم يخطرنى الرئيس بذلك، وأنفى جملة وتفصيلاً ما قاله چيرى ويفر بأن هناك مبلغ 2 مليون دولار سددت لحسابى فى لندن، لأننى لاأمتلك حساباً فى لندن، ولا الجهاز له حساب فى لندن، ومشروع تشييد مبنى الجهاز الجديد لا يحتاج إعانة من أمريكا أو من اليهود لأنه مخطط له منذ خمس سنوات، وهناك حساب البطاقة الشخصية وكان يديره فرع من الجهاز لهذا الغرض وله حساب منفصل بلغ حوالى «6 ملايين» جنيه سلم للجنة الحصر بالجهاز مع ما وعدت به السعودية وجهاز أبوظبى إذا احتجنا لأى شىء من الخارج.
- العقيد الفاتح: چيرى ويفر أخطرنى فى نوفمبر 1984 ومع أول بداية عملية ترحيل الفلاشا، بأن اللواء عمر محمد الطيب طلب منهم يساعدوه مادياً فى بناء الجهاز الجديد وقال بالضبط: «اللواء عمر طلب أتعابه فى العملية» وهذه العبارة ذكرت بالإنجليزية، وهو هنا يقصد عملية ترحيل يهود الفلاشا، وأضاف جيرى: قلنا له- يقصد اللواء الطيب- سنعمل كل ما فى جهدنا لنلبى الطلب، ونحصل على مبلغ ال2 مليون دولار، وهذا الكلام عندما قيل لي، أنا كنت مع اللواء عمر، وقلت له: أنا عرفت من الأمريكان أنهم هيساعدوا فى بناء الجهاز الجديد واللواء عمر رد بسرعة قبل ما أكمل كلامي، قائلاً: أنا فى الحقيقة طلبت منهم يساعدونا فى بناء الجهاز الجديد لأن همى
وقبل ما أمشى من الجهاز عاوز المبنى يقوم على رجليه وهم وعدونا ب 2 مليون دولار، ونفس الكلام ده ذكره موسى وكرره لي، وفى وقت لاحق جانى چيرى ويفر وقاللى خلاص مبلغ ال 2 مليون دولار «aprroved»، وعاوزينك تجيب لنا نمرة حساب الجهاز، اللى عاوزين يضعوا فيه القروش، وأنا قلت له: يستحسن تقابل اللواء عمر بنفسك و«تشليها منه براك»، وفى وقت لاحق قابلنى چيرى ويفر وقال لى: قابلنا اللواء عمر، وطلبنا منه نمرة الحساب، فقال: الحساب ليس باسم الجهاز، وفتح الBrifecase بتاعته، وطلع نمرة الحساب منها.
وأضاف الفاتح: بعد ذلك أخطرت اللواء عثمان السيد مدير جهاز الأمن الخارجى «الأمن القومى» بما دار وذكر لى اللواء عثمان، أنه عارف لأن موسى كلمه والخواجات كلموه.
- اللواء عمر: أولاً أحب أن أنفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً، وإذا كنت أطلب عوناً لتشييد الجهاز كان، وبكل سهولة أطلبه من الحكومة الأمريكية «أو رئيس الجهاز»، كما أننى أنفى مقابلتى لچيرى ويفر لأننى شخصاً لا أتعامل معه، وتعاملى مع السفير ومع مندوب المخابرات وأنا أتساءل: صلتى بالعقيد الفاتح صلة القائد بضابطه أو صلة الأب بابنه، وأنا صديق لوالده وأسرته، ووالده كان قائدى عندما سمع مثل هذا الكلام الجارح والماس بسمعتى وسمعة الجهاز لماذا لم يحضر ويبلغنى به؟
فهذا واجب من واجباته وليس كل ما يقال يؤخذ على أنه حقيقة. وأحب أسأل العقيد الفاتح، ما هى الخصوصية التى ربطته بچيرى ويفر حتى يخبره بمثل هذه الأشياء، وهناك شائعة فى البلد بأن العقيد الفاتح عروة قُرر له شيك ب28 مليوناً وذهب لصرفها ولما أوقف الشيك رجع إلى البلاد هل هذا صحيح؟ فلماذا يصدق العقيد الفاتح مثل هذا الحديث ويدلى به فى لجنة التحقيق.
- العقيد الفاتح: أنا حتى هذه اللحظة أعتبر طلب 2 مليون دولار لبناء الجهاز و الكلام ده قاله عمر، وچيرى ويفر، لما جاء يسألنى، سألنى على أساس أن العملية طلبها عمر «Official»، والأمريكان قالوا الكلام ده لموسى ولعثمان السيد، وأنا أستغرب كيف ينفى اللواء عمر كلاماً دار بينى وبينه.
وچيرى ويفر كان قد أخطرنى بأن هناك ترتيباً لترحيل بقية الفلاشا الموجودين فى المعسكرات، والعملية ستتم بطائرات حربية أمريكية بعدد يتراوح ما بين «8» إلى «10» طائرات تحت ستار إحضار مواد إغاثة وكل الترتيبات تم الاتفاق عليها مع اللواء عمر، واللواء عمر قال لهم أن يأخذوا الضوء الأخضر من الرئيس، وچورج بوش هيطلب المسألة دى من نميرى فى حفل الشاى،
وفى هذا الوقت ذكر لى ويفر أنهم أجروا الترتيبات اللازمة مع چنيف علشان يحولوا مبلغ ال2 مليون دولار، وفى اليوم الثانى أخطرنى ويفر بأن الرئيس وافق على العملية، واتفقوا على أن يسافر اللواء عمر إلى أمريكا لكى يقابل «كاس» للاتفاق على الترتيبات النهائية والخطة التفصيلية، وذكر لى أن كل شىء مُعد وجاهز والعملية ستتم نهاية الأسبوع الخميس أو الجمعة، افتكر كان موافق 22 مارس وقال لى: مسألة المشى لأمريكا حاجة سيكرت، علشان خاطرى.
وفيه نقطة نسيتها، وهى أنه أثناء ماكلمنى چيرى ويفر عن الخطة قال لى: إنه غالباً ما يتم تنسيق مع القوات المسلحة لأن عملية تزويد الطائرات بالوقود ستتم فى الخرطوم أو مطار وادى سيدنا، وبعد الحكاية دى بيوم أو يومين، اتصل بى چيرى ويفر وقال لى:
Dome A Fafour يعنى «قدم لى معروفا»، اعتبر الكلام الذى قلته لك عن العملية الثانية، كأنك ما سمعته وقال: «For my oun Sike»، لأننى عندما أخطرتك كان باعتبار أنك عارف اللى حاصل من زمان، لكن دلوقتى اللواء عمر طلب عدم إخطارك بالعملية دى، وذكر لى أنه قال إن لى دوراً فى تسريب معلومات عن العملية السابقة، وبالذات للإخوان المسلمين لإنه لهم معى «Commections»» أى اتصالات،
عن طريق أبناء عمى، وأنا قلت له خلاص اعتبرنى ما سمعت وبعدها أبلغت اللواء عثمان السيد وأخطرته بما دار، فقلت له: والله لو ذاته قال لى: تعالى اشتغل فى العملية دى، مابشتغل فيها لأنه كفاية المقلب اللى شربناه المرة اللى فاتت، وطلبت منه وقلت له اعمل فينا معروف أنا عاوز إجازة، وفعلاً ده تم.
وتابع الفاتح: اللواء عمر استدعانى فيما بعد فى بيته قبل ما أمشى على الإجازة، وذكر لى أن الإخوان المسلمين استغلوا المعلومات اللى أنا طلعتها عن الفلاشا، وأن عنده مصادر وسطهم رصدوا اجتماعاً فى الصافية ناقشوا فيه موضوع الفلاشا، وأشاروا لى كمصدر وقال لى «Cutting you».
- اللواء عمر: لم يتصل بى أى أمريكى من المسؤولين فى «القضارف» أثناء وجود چورج بوش عدا الحديث الذى أخبرنى به الرئيس فى أول يوم جاء فيه بوش حاملاً رسالة من ريجان، ثانياً: سفرى لأمريكا حدد مع جورج بوش خلال زيارتنا لكسلا حيث معسكر اللاجئين، وأوضحت الأهداف من تلك الزيارة،
ثالثاً: لم أقابل مستر كاس مدير الوكالة إلا فى مأدبة الفطور التى أقامها لى جورج بوش فى منزله وكان ذلك يوم السبت وإنما اجتماعى كان مع ممثل الخارجية والخزانة ومكتب نائب الرئيس الأمريكى ومكتب المعونة حسب أغراض الزيارة،
ورابعاً: يؤسفنى للمرة الثانية: يبدو أنه حصل اختراق للجهاز بواسطة الأمريكان وأنا لا أدرى، لأننى لا أفهم حسب العلاقة التى بينى وبين العقيد الفاتح أن يقول له چيرى ويفر مثل هذا الكلام، ويطلب منه أن ينسى هذا الكلام، وأنا قائد للفاتح، وليس بينى وبينه سر، وكان ينبغى على الفاتح أن يبلغنى فوراً بهذا الحديث إما لتأكيده، أو لنفيه واتخاذ الإجراءات اللازمة بصدده وفيما يختص بزيارة العقيد الفاتح لى بالمنزل، فقد جاء ليودعنى لأننى صدقت له على الإجازة،
وكانت أسبابه أنه نفسياً غير مرتاح بعد الاعتقالات التى حدثت لأبناء عمومته بواسطة الجهاز، وفيما يختص باجتماع الصافية وما قلته له من حديث هذا يرجع أصلاً إلى حديث قاله له الفاتح بالمكتب إن هناك إخواناً فى منزله يتحدثون فى موضوع ترحيل اللاجئين، وما قالته الإذاعات عن الفلاشا وهل تم بعلم الرئيس أم لا.
فأجابهم العقيد الفاتح بأنها تعليمات الرئيس، وهو على علم بكل كبيرة وصغيرة، وعندما حضر لى ذكَّرته بهذا الحديث، والذى استُغل كما ذكر فى اجتماع فى الصافية، وأيضاً يؤسفنى أن چيرى ويفر لسبب لا أعلمه استطاع أن ينقل حديث الفاتح لرئيس الجهاز حتى يخلق غلاً فى صدر الفاتح، فيجعله فى حالة ضيق، ويطلب بعدها إجازته السنوية، وأنا كنت أعتقد أن طلب الإجازة كان لأسباب أسرية.
وفى اليوم التالى مباشرة كانت هناك مواجهة أخرى بين العقيد موسى إسماعيل واللواء عمر محمد الطيب.
- العقيد موسى: اللواء عمر عند زيارتنا لأمريكا اجتمع لمدة نصف ساعة مع مستر كاس مدير المخابرات المركزية فى مكتبه.
- اللواء عمر: لم يحدث هذا.
- العقيد موسى: بعد خروج اللواء عمر من اجتماعه مع مستر كاس كان فى اجتماع آخر بمبنى ال C.I.A، وكان هناك عدد من ضباط سلاح الطيران الأمريكى وواحد من ال C.I.A كان قابلنا فى المطار واللواء عمر طلع ورق مكتوب باللغة الإنجليزية من جيب البدلة وكان عبارة عن خطة لاحتمالات نقل الفلاشا، واللواء عمر سرد الاحتمالات دى على المجتمعين وكانت احتمالات النقل من مطار بورسودان ومطار الخرطوم، وفضل النقل من مطار القضارف وتم تحديد توقيتات النقل بتاعة الطائرات وهى طائرات حربية أمريكية تنطلق من القاعدة الحربية فى قبرص لتنقل الفلاشا من القضارف والعودة بهم مرة أخرى للقاعدة الأمريكية فى قبرص.
- اللواء عمر: هذا الاجتماع لم يتم والخطة أعطيت لنا من السفارة الأمريكية بعد رجوعى، وأقصد بالخطة التوقيت وأعطى لنا يوم الأربعاء.
- العقيد موسى: أثناء العملية الأولى الفاتح عروة ذكر لى أن اللواء عمر طلب باقى المبلغ بتاع أجهزة الاتصال التى تم الاتفاق عليها لتيسير العملية على أن يُحضر الباقى نقداً، وأن الفاتح أخطر چيرى ويفر بذلك وبعد توقف العملية اتصل بى چيرى ويفر وذكر لى أن هناك مبلغ 150 ألف دولار عبارة عن قيمة باقى الأجهزة جاهزا، واتصلت باللواء عثمان السيد لأخذ التوجيهات بخصوصه، وذكر لى أنه سيتصل باللواء عمر وسيبلغني، وبالفعل اتصل بى اللواء عثمان وذكر لى أن اللواء عمر أمر باستلام المبلغ وتسليمه لمدير مكتبه العقيد هاشم أبورنات، وأخطرت چيرى ويفر لإحضار المبلغ، وقمت باستلامه وتسليمه للعقيد هاشم أبورنات وذكر العقيد هاشم لى أن اللواء عمر كلمه على مبلغ ال150 ألف دولار ليقوم باستلامه وحفظه.
- اللواء عمر: أنا لم يكن لى أى علم بأن هناك أجهزة اتصال يتم شراؤها لتستعمل فى العملية الأولى، وعلشان كده لم يحدث أن قلت سيبوا باقى الأجهزة وجيبولى القروش، وثانياً أنا طلبت من ميلتون إمدادنا ببعض العربات التى تستعمل فى الأقاليم قيمتها من 150 إلى 200 ألف دولار، وذكر أنه سيتحصل على التصديق من رئاسته، وبعد ذلك أخطرنى اللواء عثمان بأن المبلغ الذى طلب جاهز، وأنا عادة لا أستلم أى مبلغ فى يدى ووجهت اللواء عثمان لإعطاء المبلغ لمدير المكتب حتى نستطيع تحويله للسعودية لشراء عربات، والمبلغ استلمه العقيد هاشم أبورنات ومازال موجوداً، وطلبى لميلتون كان فى يناير 1985.
- العقيد موسى: موضوع الأجهزة كان ضمن الخطة التى وضعها چيرى ويفر وتم تسليمها إلى اللواء عمر ووافق عليها.
- اللواء عمر: هذه الأجهزة متوفرة عندنا فى الجهاز.
- العقيد موسى: فى الخطة كان توفير هذه الأجهزة على الأمريكان، وبعد زيارة بوش ذكر لى چيرى ويفر أن موضوع ترحيل بقية الفلاشا تم حسمه فى لقاء بالرئيس نميرى وچورج بوش بحضور اللواء عمر ودكتور بهاء الدين والسفير الأمريكي، وقال لى إنه ذاهب إلى چنيف للحصول على 2 مليون دولار مساعدة للجهاز طلبها اللواء عمر، وطلب من چيرى ويفر أن يودع هذا المبلغ فى حساب خاص به فى لندن.
- اللواء عمر: لم يعقد الاجتماع بين الرئيس وچورج بوش فى وجودى مع د.بهاء الدين والسفير الأمريكي، وإنما حضرنا التصوير وخرجنا نحن الثلاثة وتركنا الرئيس نميرى فى اجتماع مغلق مع بوش ودخلنا الصالون. ثانياً: لم أطلب مساعدة للجهاز من چيرى ويفر، ولا من الأمريكيين لأن ما يمكننى من البدء فى تشييد الجهاز موجود وحتى إذا احتجت لمبالغ بعملة صعبة لحصلت عليها من جهات أخرى وليس من الأمريكيين.
- العقيد موسى: أثناء سير العملية الأولى ذكر لى اللواء عمر أنه سيطلب من الأمريكان دفع تكلفة بناء الجهاز الجديد فى مقابل المساعدات التى قدمت لهم فى نقل الفلاشا.
- اللواء عمر: لم يحدث ذلك وتكلفة الجهاز لم تتم حتى الآن، لأن الدراسات لم تكتمل بعد، ثم عقدت لجنة التحقيق مواجهة أخرى بين العقيد موسى إسماعيل المتهم فى القضية والشاهد محمد دفع الله.
غداً.. الحلقة القادمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.