رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" اليوم الأحد أن هناك محاولات من الجانبين التركي والسوري لإحتواء التوتر المتصاعد بينهما، على خلفية اسقاط الأخيرة لطائرة حربية تركية، بدت من عملية البحث المشترك عن الطيارين المفقودين في المياه السورية اثر الحادث. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه إلى جانب هذا، صرح مسئولون أتراك أن الطائرة التركية التي سقطت قبالة السواحل السورية كانت قد دخلت المجال الجوي السوري عن غير قصد، ما يظهر رغبة الجانبين في تجنب الخطاب العدائي حيال هذا الصدد. وأضافت بقولها "بالرغم من تسبب هذا الحادث في تصاعدت حدة التوتر بين البلدين بشكل كبير والتي بدأت بسبب دعم أنقرة المستمر لمطالب الثورة السورية بسرعة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لوحظ خلو الخطابات الصادرة من أنقرة ودمشق من النبرة العدوانية تجاه بعضهما البعض". إلى جانب ذلك، تناولت الصحيفة ما أعلنه الرئيس التركي عبدالله جول يوم أمس من احتمالية أن تكون الطائرة التركية من طراز فانتوم (إف-4) قد حلقت فوق المجال الجوي السوري.. مشيرا إلى أن مثل هذا الاجراء غير معتاد. وأوضح الرئيس جول قائلا: "علينا الانتظار لحين ظهور بعض التفاصيل حيال هذا الشأن، وبعدها سيتم بالتأكيد فعل كل شئ ينبغي فعله". أوضحت الصحيفة الأمريكية أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لذا من المرجح أن تتشاور أنقرة مع واشنطن وبعض حلفائها حول هذا الأمر قبل أن تقرر أي رد فعل ستتاخذه؛ إلا أنه لا يوجد حتى الأن أي دلالة واضحة تفيد بسعي أنقرة لتلقي دعم من "الناتو" لأجل القيام برد فعل انتقامي. وعلى صعيد آخر، أفادت "لوس أنجلوس تايمز" أن دبلوماسيين غربيين قد أعربوا عن مخاوفهم البالغة من ظهور بوادر غير مباشرة لآثار الصراع الذي يدور حاليًا في سوريا بالدول المجاورة لها ومنها تركيا ولبنان والأردن.. مستشهدة بهروب طيار سوري بطائرة من طراز "ميج-21" إلى الأردن وطلبه منحه حق اللجوء السياسي بها. وبينت أن مسألة اندلاع حرب بين البلدين، اللتين تمتلكان جيشًا قويًا ومعدات جوية حديثة وقدرات فائقة على إطلاق الصواريخ ، من شأنها أن تخلق أجواء عير مستقرة عى نطاق واسع في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابًا. واعتبرت الصحيفة أن لهجة تركيا حيال هذا الحادث لا تشير إلى أن أنقرة تراه مبررًا للحرب، ويبدو أن الرأي العام التركي صامت حياله رغم وجود بعض الاشارات في الصحافة التركية. وعلى الصعيد السوري، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي خلال حديثه مع بعض وسائل الإعلام التركية عدم وجود أية نية عدوانية من جانب بلاده تجاه تركيا.