استأجرهم عضوان بالحزب الوطني و مقابل القتل 2000 جنيه و الاتفاق تم قبل 10 أيام بتاريخ 5 فبراير 2012، كشفت "المشهد" عن المتورط الحقيقى فى أحداث مذبحة بورسعيد، والتى راح ضحيتها 73 شخصًا من مشجعى رابطة الألتراس الأهلوية، فى ذلك التوقيت لم تتعدى الأخبار المتناثرة فى جميع وسائل الإعلام، التصريحات الخاصة من المسؤلين وشهادات الأهالى، وحصر التهمة فيما بين زملاء وأصدقاء، ربما تصل قسوتهم فى الشجار إلى السباب وبعضًا من المشاكسات، كان الجميع يبحث عن الفاعل دون جدوى، ربما كان أمام أعينهم، وربما لم تتوقع عقولهم أن يكون هناك من دبر ونفذ وخطط بقلوب قاسية أن وجدت، وربما ظنوا أن أعضاء الحزب الوطنى، وأسيادهم فى المناصب الحساسة للدولة، قد أنتهوا.. إلى نص التحقيق الكاشف عن المتهم الحقيقى. القصة بالضبط .. قياديان بالحزب الوطني أحدهما نائب سابق ، وبلطجية ينتمون لقريتين تقعان على ضفاف بحيرة المنزلة ، وقادة كبار في جهاز الأمن ، هم الذين دبروا و نفذوا المذبحة التي تعرض لها جمهور النادي الأهلي في بورسعيد . أما التفاصيل فجمعتها " المشهد " عبر تحقيق زارت خلاله مواقع التخطيط و التجهيز ، ثم التقت بعدد ممن لعبوا دورا رئيسيا فيه ، قبل أن تجمع معلومات مكملة عن الأسماء التي وردت على السنة المصادر. استاد بورسعيد ، مسرح الجريمة الرئيسي لازال يحمل بصمات الجريمة ، لكن ذلك يبقى مجرد جانب في الصورة التي تشكلت على امتداد يوم المباراة ,فقد بقيت بوابات الملعب بالكامل بعيدة عن رقابة الأمن ، فلما امتلا المدرجات بالمشجعين ، ظهرت على شاشة العرض الداخلية لقطة تلفزيونية تظهر أفراد من جمهور الاهلي يقذفون ، وهم في طريقهم للملعب ، حجارة علي بعض أهالي بورسعيد . بدا ذلك غريبا مقارنة بما قيل عن مساعي مسئولي المحافظة لحماية جماهير النادي الأهلي ، و الأغرب منه أن أحدا لم يتدخل لوقف الشماريخ التي القيت بغزارة على لاعبي الفريق الضيف ليبدأ بذلك الفصل الأول من سيناريو التهييج ، الذي تبين من خلال لقاءات " المشهد " مع عدد ممن تورطوا في الأحداث ، أنه كان جزءا من خطة كبيرة . لم يكد جمهور بورسعيد يهدأ ليتابع اللقاء ، حتى عادت الشاشة لتعرض جماهير الأهلي وهم يحملون لافتة مسيئة لاهل بورسعيد ، فكان منطقيا أن تثور الجماهير مجددا و تعود لالقاء الشماريخ .. خطوة ثانية نحو سيناريو الإشعال الذي ظن واضعوه أنه سيحدث إذا اقتربت المباراة من نهايتها و المصري مهزوم . لكن هذا التوقع خاب تماما بأقدام لاعبي بورسعيد الذين تمكنوا من قهر نادي القرن بثلاثية تاريخية ، فبدأ ان الجماهير ستنصرف دون اشتباك ، الأمر الذي جعل واضعو الخطة يلجأون إلي البديل الأقسى ، و هو الفتك بجماهير الأهلي من خلال فوضى متعمدة في ذات اللحظة التي احتفل فيها لاعبو المصري بالفوز . أغلق الامن بوابات المدرج الغربي الخاصة بالاهلي من الملعب وأبقي بوابات دخول المدرج البحري الخاصة بالمصري والمؤدية الي أرضية الملعب ليبدأ التشابك بدون مبرر بمختلف الاسلحة البيضأء تحت سمع ونظر مصطفي الرزاز مدير مباحث بور سعيد وفي وجود حوالي 50 الف جندي أمن مركزي رفض قائدهم الامتثال لاي أوامر بحماية الجماهير ، مكتفيا بفرض كاردون أمني حول الاعبين والجهاز الفني . حجة قائد الأمن أنه غير مسئول عن المدرجات ، رغم علمه بأن هناك تشكيلات مسلحة تنتشر بين الجماهير الحمراء المحاصرة . أكثر من ذلك أصدر قائد الأمن المكزي مرا للمهندس محمد ملكان المسئول عن غرفة التحكم بالاستاد بأطفاء الأنوار تماما ، بينما المشاجرات مشتعلة .. الحجة التي قالها إن ذلك سيجبر الجميع على الإنصراف ، غير أن ما يدل على تواطئه أن الظلام استمر 20 دقيقة كاملة تمت خلالها معظم عمليات قتل الشباب . اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل وبنص ما ذكره شهود عيان ل " المشهد " فإن هذه فترة اطفاء الأضواء شهدت أخطر لحظات الجريمة ، إذ وجد الجناة فرصتهم كاملة للقتل بدم بارد ، ثم الهرب بهدوء . يؤكد ذلك أن تقارير الطب الشرعي أظهرت أن معظم الوفيات حدثت بسبب طعنأت نافذة . وذكرت مصادر " المشهد " أن رئيس هيئة الاستاد محمد يونس حاول اقناع قائد الأمن المركزي العميد عبدالعزيز فهمي بضرورة فتح الانوأر لان هناك مصابين ملقين علي أرضية الملعب يجري قتلهم فرفض في البداية ثم سمح بعد فترة لتصطف الجثث تحت الاضواء الكاشفة . أهالي بورسعيد تابعوا المجزرة بأسى واثقين أن كرة القدم التي اعتادوا على مشاهدتها جماعات لا يمكن أن تكون سببا في القتل ، و لذلك يبدو بينهم اقتناع تام بأن هذه المجزرة وراءها عقل شرير ، وهم في غالبهم يوجهون أصابع الاتهام للنائب السابق الحسيني أبوقمر . كان أبوقمر ، الذي يملك مزارع أسماك في بحر البقر و الجرابعة و الكاب و المناصرة ، عضوا في لجنة السياسات و قريبا من جمال مبارك ، ولذلك تمتع بسطوة كبيرة في كل المصالح ، بما في ذلك مديرية الأمن . و يقول الأهالي إن أبوقمر عندما ايقن سقوط نظام مبارك دفع مستأجيره من منطقة "زرزارة"لاحرأق مبني المحافظة ، كما أنه متهم – وسط المواطنين – بتوفير الحماية للبلطجية من مناطق مختلفة ، وهؤلاء ذهبت اليهم " المشهد" و استمعت لرواياتهم حول ما حدث في يوم " الأربعاء السود" . في حي الزهور مثلا ، أقر عدد من البلطجية أنهم جميعا مستعدون لفعل أي شيء نظير المال ، لكنهم لا يشاركون في أعمال القتل ، فمثل هذه المهمة لها رجالها المعلومين بقرية تقع على بحيرة المنزلة و تسكنها عصابات منظمة تمتلك أسلحة وتشكيلات خارجة عن القانون . قال المسجلون خطر أنهم يعرفون أسماءبعينها في قرية " الشبول " ، يتم اللجوء اليها في مثل هذه الظروف . وذكروا أن كان خاطفي لاعب الأهلي محمد شوقي ، كانوا من هذه القرية ، وقد أكد هذه المعلومات لواء سابق-رفض ذكر اسمه – حين أوضح أن عصابات "الشبول"قامت بدور مهم خلال الثورة ، حيث قامت بتوفير الحماية لقيادات الداخلية . وقال اللواء نفسه إن رجال الداخلية لم ينسوا لعصابات الشبول هذا الصنيع ، فاصبحوا حلفاء لهم ، تماما كتحالفهم بنائب الوطني السابق الذي تعود أصوله لهذه المنطقة. ذهبت " المشهد " إلي "الشبول" و هناك توالت الشواهد فالتشكيلات العصابية تقيم في العلن ، و قائدها يجلس في بخيمة كبيرة من الخوص حولها مخأزن للدرجات النارية والسيارات المسروقة . و بحيلة شراء صفقة أسلحة ، التقينا بأحد أقطاب التشكيل ويدعي "رزق الله" وأثناء ذلك دار حوار سريع مع مساعدي رزق الله حول أحداث بورسعيد ، فجاءت المعلومات مذهلة .. قالوا إنهم شاركوا في هذه الأحداث ، و أن الترتيب لها تم من خلال مجموعة وسطاء لحساب الحسيني أبو قمر و رجل الأعمال جمال عمر ، مشيرين إلي أن الاتفاق تم قبل 10 أيام من المباراة ، وكان الهدف الأساسي منه هو افساد المباراة وحرق الاستأذ والقيأم بأعمال شغب وأطلاق النيران . وذكروا أن المقابل المتفق عليه وقتها كان 1000جنيه و20تذكرة مجانية لكل منهم ، لكن هذا المقابل تمت زيادته لتصل إلي 2000 جنيه ، بعد أن طلب الوسطاءخدمات اضافية منها الاعتداء على جماهير الاهلي . و اشار رفاق رزق الله إلي أن عدد من بلطجية قرية المطرية شاركوا في الأحداث، حيث وصلوا إلي بورسعيد ب 4أتوبيسأت "دايهاتسو" . و قالوا إن المشجعين ارتدوا تي-شيرتات خضرأء لاظهار أنفسهم وكأنهم جمأهير ذاهبة للمباراة وللعبور من البوابات بسهولة .