ناقشت شركات كبرى إمكانية الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها البرمجيات كتابة الأخبار ونصوص المعلومات كالبشر أو ربما أفضل. لم يكن الأمر مجرد تخمينات بل كان مليئاً بالأمثلة من شركات ناشئة بدأت تظهر في الولاياتالمتحدة وبريطانيا متخصصة في هذا المجال، الآن ومع التطور النسبي الذي وصل إليه الذكاء الصنعي بعد ظهور أوائل هذه الشركات في 2010 تقريباً، يبدو أن بداية عمل هؤلاء "الصحفيين الآليين" هي الصحافة المالية المتخصصة والرياضية وحتى تقارير الوكالات الأمنية. عن هذا يخبرنا توم سيمونايت أنه وجد أحد البرامج والذي كان مصمماً للعمل على كتابة تقارير إخبارية مجالاً آخر للعمل: كتابة مسودات تقارير للشركات الاقتصادية العملاقة ووكالات الاستخبارات الأمريكية. يحمل البرنامج اسم Quill، طور في البدء في شركة Narrative Science التي تتخذ من مدينة شيكاغو مركزاً لها في عام 2010 للتسويق لتكنولوجيا طورت في مجموعة من جامعات الولاياتالمتحدة ليحول البيانات الرقمية إلى تقارير مكتوبة. لم يطل الزمن حتى استخدم Quill في كتابة تقارير عن مباريات البيسبول لمحطات التلفزة الرياضية وكتابة تقارير عن أرباح شركات اقتصادية مثل Forbes. سرعان ما استخدم البرنامج لكتابة تقارير عن نجاحه هو، ونظر البعض إلى البرنامج كدليل يؤكد قدرة البرامج الذكية على القيام بعمل البشر . ويقول المدير التنفيذي لشركة Narrative Science أن الدعاية وحتى لو كان جزء منها سلبياً كانت مبشرة بالخير. ويقول ستوارت فرانكيل Stuart Frankel "شعر كثيرون بالتهديد مما كنا نفعل، ونلنا قسطاً كبيراً من التغطية. أدى هذا إلى وصول طلبات من مختلف الصناعات وإلى التطور والانتقال إلى مجالات عمل أخرى." وتقوم Narrative Science الآن باستثمار القدرات الكتابية لبرنامج Quill في زبائن يعملون في مجال الاقتصاد مثل T. Rowe Price، Credit Suisse، وUSAA لكتابة تقارير معمقة ومطولة عن أداء الودائع الاسثمارية والتي يتم توزيعها على المستثمرين. يقول فرانكل: "يمكن لهذا البرنامج القيام بعمل يتطلب جيشاً صغيراً من الناس أسابيع لإنجازه في ثوان فقط، نقوم بكتابة تقارير من 10 إلى 15 صفحة لبعض الزبائن." أدى استثمار البرنامج من قبل قسم الاستثمار في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA والمسماة In-Q-Tel بشركة Narrative Science للعمل مع عدة وكالات استخباراتية تابعة للولايات المتحدةالأمريكية. وعند سؤاله عن هذا الشق من العمل يقول فرانكل أن "التحديات المتمثلة في التواصل مع الاستخبارات الأمريكية ودوائرها مماثلة لتلك التي نواجهها مع باقي الزبائن لدينا." ويقوم برنامج Qill الآن بتوليد ملايين الكلمات يومياً. "يمكن لخرج البرنامج أن يكون مذهلاً، لكنه لا يستطيع الكتابة دون توافر بعض البيانات الرقمية لتكون أشبه بمصدر إلهام له، حيث يقوم البرنامج بالتحاليل الإحصائية لتلك المعلومات، ويبحث عن أحداث معينة، ويرسم بعد ذلك بناء على معرفته بمفاهيم أساسية مثل الإفلاس، الأرباح، والعائدات، وكيف تتصل هذه المفاهيم ببعضها. يظهر المقطع التالي من أحد التقارير عن الاستثمار قدرة Quill على كتابة نصوص مقبولة عن مواضيع مماثلة، لكنه لا يزال يعطي إحساساً بأن هذا التقرير مكتوب من قبل حاسوب (يفضل الاطلاع على النص الأصلي على MIT Techonology Review) "كان قطاع الطاقة المساهم الرئيسي في الأداء النسبي، الذي قاده اختيار الأسهم في معدات الطاقة وشركات خدماتها. فيما يخص المساهمين الإفراديين، كان أحد الناصب في شركة معدات الطاقة وخدماتها Oceaneering International المساهم الأكبر في مجال العائدات. أدى انتقاء الأسهم أيضاً إلى نتائج مرتبطة بقطاع الرعاية الصحية. ما ساعد بالشكل الأكبر هو التصحيح في المواقع في معدات الرعاية الصحية وصناعة مستلزماتها ." تمت برمجة Quill بقواعد للكتابة يستخدمها في بناء الجمل، المقاطع، والصفحات، ويقول كريستيان هاموند Kristian Hammond وهو بروفسور في علوم الحاسوب في جامعة نورثويسترن وكبير العلماء في Narrative Sciencs "نعرف طريقة تقديم الفكرة، وكيف نتجنب التكرار، وكيف نجعل التقارير أقصر." يمكن للشركات الي تستخدم Quill أن تعدل أسلوبه واستخدامه للغة بناء على ما يريدون منه أن يكتب، كما يمكن للبرنامج أن يبرز الجوانب الإيجابية في النسخ التسويقية من التقارير، أو أن يكون دقيقاً جداً في التقارير أيضاً. ويمكن للبرنامج أيضاً أن يأخذ زاوية أثناء كتابته عن مواضيع معينة. فعند الكتابة عن الرياضة لجمهور يفضل فريقاً معيناً على سبيل المثال، يمكن أن يكتب تقريراً يخفف من وقع الخسارة. لا تنشر شركة Narrative Science تفاصيل تقنية عن برنامج Quill وكيفية عمله، لكن مايكل وايت Michael White، وهو بروفسور مساعد في جامعة ولاية أوهايو، يقول أن قدرة البرنامج على تحسين الزاوية وتحيز تقرير ما يفصله عن برمجيات سابقة كانت قد برمجت لأداء نفس الغرض. كان موضوع برمجيات "توليد اللغة الطبيعية Natural Language Generation" موضع بحث لسنوات، لكن بدأ يظهر علامات استثمار تجاري محتملة مؤخراً. ويقول وايت: "هناك وعي متنامٍ يقول أن كميات كبيرة من البيانات والتصورات لن تكون مفيدة مالم تكن قابلة للتفسير، كنت لأقول أن الوقت قد حان ليكون لتوليد اللغة الطبيعية تطبيق في المجال التجاري." وهناك شركات أخرى تعمل على نفس التقنية ومنها شركة Arria وهي شركة بريطانية تفرعت عن أبحاث كانت تجري في جامعة أبردين Aberdeen، في اسكتلندا، وتخطط شركة ناشئة في بيتسبرغ باسم OnlyBoth أن تطلق أول برمجية كتابة لها في عام 2015. تركز جميع هذه الشركات على تقديم الخدمات لعملائها في مختلف مجالات العمل، لكن يقول هاموند أنه وكما السيارات وأدوات الصحة والتجهيزات المنزلية التي تتصل بالانترنت شيئاً فشيئاً، قد لا تكون المحارف البسيطة والرموز التي تستخدمها للتواصل معنا كافية. ويتابع هاموند :"ستكون هذه التكنولوجيا صوتاً لكل ما يجمع المعلومات."