- برامج السباب خارج التقييم ولا تمت للإعلام بصلة - القنوات الفضائية تدنت بلغة الخطاب الاعلامى - مقدمى البرامج غير مؤهلين للعمل الاعلامى - نسبة كبيرة من الإعلاميين يتسم أدائهم بالعنف والحدة شهد الإعلام المصرى نوعا من التدنى فى مستواه المهنى والإعلامى حيث اقتحم عليه فى الفترة الأخيرة بعض الدخلاء ومدعى الوطنية فى تقديم الكثير من البرامج على القنوات الفضائية وأصبح هناك تحيز ملحوظ فى أسلوب التناول للمادة الإعلامية كل حسب اتجاهه والتعبير عن رأى بعينه فقط مما يؤثر ذلك سلبيا على المشاهدين الذين يعتمدون فى ثقافتهم وتلقى معلوماتهم على تلك القنوات. ترى الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا، إنه من الصعب تقييم الأداء الإعلامى أو ما تقدمه وسائل الإعلام المختلفة فى تلك الفترة الحرجة حيث أن مصر تواجه حاليا حربا حقيقية ضد الإرهاب وحرب نفسية وإعلامية على المصريين. وأضافت عبد المجيد، فى تصريح خاص "للمشهد" أن البرامج التى تقدم فى وسائل الإعلام المرئية خاصة "التوك شو" تحتاج لإعادة النظر فيها وتطويرها بعد أن أصابها التقليدية والملل. وقالت عميد كلية إعلام القاهرة سابقا "للمشهد" : "هناك بعض من الإعلاميين ممن يعتمدون على رأيهم الشخصى دون تنوع فى الأراء التى تعرض على الشاشة أو أى نوعا من الموضوعية وإنما فقط التحيز التام لرأى معين وهو ما أشبه بعمود الرأى فى صحيفة مما يؤثر ذلك على مصداقيتهم وينقص أدائهم المهنى أما عن البعض ممن يستخدمون السباب والشتائم فى برامجهم فهم خارج التقييم ولا تمت للإعلام بصلة مستنكرة ذلك الأسلوب الخارج عن السياق الإعلامى حيث ينتقد المذيع حياة حاكم بعينه نقدا لاذعا ويوجه له السباب على الهواء ويظل يشتم فيه هو وعائلته وهذا ضد ميثاق شرف المهنة". وطالبت أن تحاول كل البرامج عامة إلى تطوير أدائها الإعلامى حتى يكون أكثر مهنية والاعتماد أكثر على المعلومات الدقيقة والموضوعية والتنوع فى التناول والتجديد لجذب المشاهدين . من ناحية أخرى ، قال الخبير الإعلامى الدكتور محمد بسيونى أستاذ الإعلام وحقوق الإنسان ل"لمشهد": إن "القنوات الفضائية تدنت بلغة الخطاب الإعلامى الذى تقدمه حيث تضمن استخدام ألفاظ بذيئة وعبارات يعاقب عليها القانون نتيجة انفعال المذيع الزائد وتأثره بالأحداث الجارية وتوجيهه شتائم السب والقذف لشخصيات بعينها وكونه غير محايد فى تناول موضوعات برامجه وكان من المفترض أن لا يتأثر ولا يبكى مع الباكيين أو يرقص مع الراقصين". وأضاف بسيونى ل"المشهد"، أن البرامج الإعلامية أصبحت لا تعتمد إلا على شخصيات بعينها كمصدر واحد ثابت يتحدث فى أكثر من موضوع مختلف ليس لها علاقة به مما أثر ذلك على الذوق العام للمشاهدين وأصبحت لغة التخاطب عند الجمهور خاصة فئة الشباب نسخة تقليد وتكرار للألفاظ ذاتها دون وعى . وأكد الخبير الإعلامى أن كل الظواهر السابقة تتناقض مع القيم الأخلاقية والمهنية للإعلام دون الحفاظ على المجتمع أو الذوق العام حيث ساءت صورة القدوة واستسهال حالة الخطاب بهذا الأسلوب وعلى مواقع التوصل الاجتماعى "فيس بوك". وتابع: "التليفزيون المصرى وما يقدمه من برامج حوارية وعامة أخرى لا يراعى حق المشاهد فى المعرفة المتكاملة للحدث أو الاستماع للأراء المتنوعة حوله وانتقاء اللغة المستخدمة فى مضمون هذه البرامج"، مضيفا أنه على المستوى المهنى أيضا هناك إشكالية مستمرة أن ما يقومون بالعمل الاعلامى غير مؤهلين وليسوا خريجى كليات أو أقسام الإعلام بل أنهم لا يحملون مؤهل علمى على الإطلاق فنجد لاعب الكرة والمحامى والممثلة والراقصة والطبيب والمهندس تحولوا إلى تقديم البرامج وأصبحت اجتهادات شخصية لكل منهم حتى يبرز مواهبه على حساب مهنة الإعلام وخريجها". وتابع بسيونى: " كل القنوات التليفزيونية العامة والخاصة والتجارية تعانى من عدم وجود سياسة مهنية واضحة لها بل هناك تذبذب فى البرامج التى يقدمونها وتغيير مواقفهم بين الحين والأخر مما لا يجعلنا نعرف بدقة الرسالة التى تريد أن تقدمها وذلك لعدم وجود كتاب أكواد معلن لكل قناة بأهدافها وسياستها بوضوح وهو يعتبر خطأ مهنى واجتماعى وسياسي مستمر". وحذر الخبير الاعلامى من الاستمرار فى تلك الظواهر، حيث أنها تهدد مهنة الإعلام فى مصر، وتزيد من حالة الجفاء للمشاهدين ولا بديل عن الإلتزام بالقيم المهنية والأخلاقية حرصا على مصلحة الوطن والجمهور واستمرار المهنة ذاتها. من جانبه أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلامي السياسي بجامعة القاهرة، أن الإعلام الآن يتسم بالفوضى وعدم المهنية، مشيرا إلى وجود بعض الممارسات غير اللائقة من الإعلاميين التى تؤثر سلبيا على الوطن. وأضاف العالم، في تصريح خاص ل"المشهد"، أن نسبة كبيرة من الإعلاميين يتسم أدائهم بالعنف والحدة ويصل في بعض الأوقات إلى الشتائم والسباب إلى بعض المسؤلين أو الشخصيات السياسية، واصفًا إياه بالأمر المعيب الذي لا يليق بإعلامي. وقال العالم، أنه بمرور الوقت أصبح مقدمي البرامج الصفة الرئيسية في برامجهم ويتحكموا في نوعية الضيوف وطرح الأسئلة التي يريد أن يتناولها حسب أهواءه، الأمر الذي يتنافى مع المهنية. وتابع:"علينا جميعا كأسرة إعلام أن نعمل وننتج قوانين، نجري النقاش حولها بشرط احتواء خلافاتنا فى سبيل البداية الجادة لتطوير الإعلام المصري"، مطالبًا بضرورة الإسراع فى إصدرا قوانين تحدد اختصاصات، ومهام ونمط الشخصيات وأساليب التمويل التى تنظم الممارسة الإعلامية فى مصر، فى إطار حراك مهني يتسم بقدر عال من الشفافية.