د. صفوت العالم مع استمرار حصار جماعة حازم أبواسماعيل لمدينة الانتاج الاعلامي في محاولة لارهاب مقدمي القنوات الفضائية وضيوفهم ومنعهم من اداء رسالتهم الإعلامية، ومع الضغوط الشديدة التي شكلها هذا الحصار ومدي تأثيره علي الاداء المهني للإعلام، حول التوازن الذي تسعي اليه وسائل الاعلام في ضوء الضغوط الجماهيرية والسياسية المفروضة عليها كان لنا هذا الحوار مع الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة الذي يرفض حصار مدينة الانتاج الإعلامي لانه يخلق حالة من الارهاب الفكري، ويدعو لاحترام ثقافة الخلاف في الرأي. ويدعو وسائل الاعلام الي الالتزام بالضوابط المهنية والموضوعية في تغطيتها للاحداث وعرض وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة لاي موضوع، دون اللجوء لما يثير الجماهير وأن يعلوا مصلحة الوطن. كأستاذ للاعلام السياسي كيف تري اداء وسائل الاعلام في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد. في مرحلة التحول يريد الجميع أن يعمل الإعلام لصالحه، ويفترض في الاعلام المهني ان يقدم مزايا اتجاه سياسي معين ان يراعي في نفس الوقت كشف الاخطاء والعيوب لهذا الاتجاه، لكن جميع القوي السياسية تطالب الاعلام بعرض وجهة نظره فقط وهذا لا يتفق مع الجوانب المهنية والموضوعية بالاضافة الي طموحات الجمهور من مشاهدين أو قراء ينتظرون التعبير عن رأيهم فقط ولا يقبلون الاراء المخالفة لهم. وهل لك ملاحظات علي اداء بعض الاعلاميين في الفترة الماضية؟ بعض الاعلاميين اتسم اداؤهم بعدم الموضوعية، واكتفوا بعرض جانب واحد من الحقيقة، أو انحازوا مع اتجاه ضد اتجاه اخر، ولم يبدوا الاحترام الكافي لارادة الرأي العام بكل فئاته واتجاهاته مما جعل بعض فئات الجمهور تنتقد الاداء الاعلامي. بدون بوصلة هل تري المشهد الاعلامي مرتبكا مثل المشهد السياسي في الوقت الحالي؟ المشهد الاعلامي مرتبك في مرحلة التحول وتأثر بعدم وجود برنامج حكومي يتسم بالتكامل والشمول كبوصلة للتحرك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبالتالي صارت الاحداث اليومية بما فيها من فعاليات ومظاهرات واضرابات واضطرابات ومشاحنات هي الخبز اليومي لوسائل الإعلام لانه لم يجد بوصلة يتحرك حولها وبالتالي يبحث عن الاحداث التي تثير اهتمامات المشاهدين. واذا اضفنا رغبات بعض المشاهدين نتأكد من حجم الاشتباك والاضطراب في العلاقة بين المشاهدين والاعلاميين. التوازن والمهنية ما الرسالة التي توجهها لوسائل الاعلام لعبور هذا المأزق؟ علينا ان نحترم ثقافة الاختلاف في الرأي دون محاولة لفرض رأي معين،، وهذا لا يعني تقنين التظاهر امام القنوات الفضائية وارهاب الاعلاميين ومنعهم من ممارسة مهنتهم لانه يمثل ضغطا عصبيا ومهنيا عليهم وتدخلا غير مرغوب من الجمهور في محتوي الرسالة الاعلامية، وعلي كل وسيلة اعلامية ان تحرص علي التوازن والمهنية في جميع ممارساتها سواء في اسلوب مخاطبة المشاهد أو القاريء واختيار الضيوف والصور والافلام واعداد وتقديم البرامج والحرص علي عرض اراء المؤيدين والمعارضين لاي قضية يتم مناقشتها مما يزيد من مصداقية الجمهور وثقته في الوسيلة الاعلامية. الإعلام والمواطنة كيف تعبر عن فكرة المواطنة في وسائل الاعلام؟ حقوق المواطنة تتطلب من كل وسيلة اعلامية اتاحة الفرصة لجميع الفئات لتعبر عن رأيها في وسائل الاعلام، واعتقد ان الفترة القادمة تستلزم ان يكون دور الاعلام يتسم بعرض الحقائق وتدعيم القدرات الاجتماعية لفئات الجماهير وخلق رأي عام يتسم بالاستنارة ويكون اقرب للموضوعية بدلا من عرض رأي واحد أو استخدام وسائل الاثارة أو المبالغة في التناول والتغطية الاعلامية. حصار المدينة وكيف تري حصار انصار حازم أبواسماعيل لمدينة الانتاج الإعلامي الذي امتد لعدة ايام؟ انا ضد حصار المدينة لانها حالة من الارهاب الفكري وعدم احترام ثقافة الخلاف الفكري، وهنا اطرح تساؤلات ماذا لو ان القوي السياسية الاخري نظمت مظاهرات من مؤيد لحصار او مهاجمة القنوات الدينية التي تعارضهم في الرأي هل سيكون هذا سلوكا معقولا.. اذن ليس هذا هو الاسلوب الملائم للاعتراض وهذه الضغوط التي يمارسونها علي الاعلاميين لن تغير في اساليب معالجتهم لبرامجهم، وانما اسلوب الحوار المتوازن وطرح الرأي والرأي الاخر واحترام الاختلاف هو الاسلوب الامثل.. واتمني من بعض المسئولين وقادة الرأي ان تتسم تصريحاتهم بالالتزام والموضوعية ومراعاة صالح الوطن دون التهييج واستثارة الجمهور واصطناع بطولات لا تتناسب مع مرحلة تحول خارقة في حياة بلادنا، ولابد ان يراعي الجميع فيما يقول مصلحة الوطن في المقام الاول. وسائل التقييم وما هي الجهة التي تقيم اداء وسائل الاعلام؟ افترض ان وسائل الاعلام سوف تراعي الضوابط المهنية وتنظم اداءها وتعدل منه وللاسف هناك لجنة لمتابعة الاداء بالمجلس الاعلي للصحافة ولجنة لتقييم الاداء الاعلامي ولم يفعل اداء اللجنتين والمفروض فيهما الحياد والموضوعية في تقييم الاداء الاعلامي والافضل ان تكون كل وسيلة رقيبة علي عملها لانها تستشعر خطورة دورها في المجتمع.