ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بحكومة إيران ووصفها في كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يوم الأربعاء بأنها "نظام استبدادي" وإتهم طهران ببذل محاولات خسيسة لتسليح النشطاء الفلسطينيين. وبدا كاميرون متحمسا في تأييده لإسرائيل وأشاع السرور في نفوس مضيفيه بحديثه عن جذور يهودية له وتشدده تجاه إيران التي تتفاوض مع القوى العالمية الست للحد من طموحاتها النووية. وقال كاميرون "أشاطركم الشك العميق والقلق البالغ تجاه إيران." وأضاف "لست منبهرا بالنظام الجديد" في إشارة إلى انتخاب حسن روحاني -الذي يعد معتدلا نسبيا- رئيسا لإيران العام الماضي. واغتنم رئيس الوزراء البريطاني المحافظ الذي يقوم بأول زيارة لإسرائيل منذ توليه السلطة في عام 2010 الفرصة لدعم الجهود الأمريكية لإبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لكنه قال إنه من المحتمل أن تستمر التوترات العالمية حول إيران حتى بعد حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وتخشى إسرائيل والقوى الغربية أن تكون طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو ما نفته مرارا. وقال كاميرون "ليست إسرائيل هي السبب في الشكوك التي تساور العالم تجاه إيران. "لا توجد قاعدة تقول إنه إذا حققت إسرائيل والفلسطينيون السلام فإن إيران ستقوم على نحو ما بتفكيك نظامها الاستبدادي والتخلي عن طموحاتها النووية." وقال كاميرون إنه لم يأت ليحاضر إسرائيل عن كيفية تحقيق السلام وأشار فقط بشكل عابر إلى استمرار بناء المستوطنات في الأرض المحتلة التي يقول الفلسطينيون إنها تخنق تطلعاتهم إلى بناء دولة مستقلة. واستطرد قائلا "نتطلع جميعا إلى سلام دائم وآمن بين إسرائيل وجيرانها. "نؤيد الحلول الوسط المطلوبة بما في ذلك وقف النشاط الاستيطاني وإنهاء التحريض الفلسطيني كذلك." كانت بريطانيا قد عززت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وعينت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي قائما بالأعمال غير مقيم لكن كاميرون انتقد إيران بشدة بخصوص ضبط إسرائيل سفينة في البحر الأحمر عليها صواريخ مخبأة وسط شحنتها. وقالت إسرائيل إن إيران هي مورد الصواريخ السورية الصنع وكانت في طريقها إلى مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة. ونفت إيران هذه الاتهامات. وقال كاميرون "هذه محاولة أخرى خسيسة من قبل الإيرانيين لتهريب مزيد من الصواريخ بعيدة المدى إلى غزة." وبعد أن اختتم كاميرون كلمته قال راديو الجيش الإسرائيلي إن وابلا من الصواريخ أطلق على إسرائيل من قطاع غزة الذي تديره حركة حماس. وأشار كاميرون إلى أن أي تسليح نووي لإيران في المستقبل سيشكل "تهديدا للعالم بأسره" وتعهد بألا تسمح بريطانيا بحدوث ذلك. وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق النووي المؤقت الذي وقعته القوى العالمية ومن بينها بريطانيا مع إيران في نوفمبر الماضي الذي سمح بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على طهران. وندد كذلك مرارا بإمكانية أن يسمح الاتفاق النووي المستقبلي الذي يجري بحثه الآن لإيران بالاحتفاظ ببعض التقنيات التي تنطوي على قدرة لصنع قنبلة نووية. ومن المقرر أن يقضي كاميرون يومين في المنطقة وأن يجري محادثات منفصلة مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعارض اقتراحات أمريكية تسمح باستمرار محادثات السلام بعد أبريل نيسان القادم وهو الموعد الذي كان من المتوقع بحلوله التوصل إلى إتفاق سلام. وقال كاميرون -كغيره من الزعماء الأوروبيين الذين زاروا إسرائيل تباعا في الأشهر القليلة الماضية- إنه سيسعى لتشجيع نتنياهو وعباس على تأييد اتفاق إطار صاغه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.