ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، أمس الأربعاء، باتفاق المصالحة الفلسطيني بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس)، واعتبره "ضربة هائلة للسلام". وكان نيتانياهو يتحدث للصحفيين، خلال زيارة إلى لندن، في حين أقيم في القاهرة حفل توقيع اتفاق أنهى شقاقا دام نحو 4 سنوات بين فتح التي تؤيد السعي للتوصل إلى سلام من خلال المفاوضات مع إسرائيل، وحماس التي يدعو ميثاقها الأساسي إلى تدمير الدولة اليهودية، وقال: "ما حدث اليوم في القاهرة ضربة هائلة للسلام وانتصار كبير للإرهاب". وانتقد نيتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإبرامه اتفاقا مع حماس التي تتلقى دعما من إيران وسوريا، وأطلقت صواريخ على مدن إسرائيلية من قطاع غزة. وقال متحدث باسم كاميرون بعد المحادثات: إن كاميرون أبلغ نيتانياهو أنه يعتقد أنه سنحت في الشرق الأوسط فرصة تتطلب مشاركة إسرائيلية جدية في عملية السلام، وقال كاميرون، إن أية حكومة فلسطينية جديدة يجب أن تنبذ العنف وتعترف بحق إسرائيل في الوجود، وأن تشارك في عملية السلام، وأن "بريطانيا ستحكم على أية حكومة فلسطينية وفقا لأعمالها". وقال كاميرون: إن بريطانيا سوف "تستمر في العمل الوثيق مع إسرائيل للحيلولة دون اكتساب إيران سلاحا نوويا"، وناقش كاميرون ونيتانياهو أيضا خططا لتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني بين بلديهما، ولم يمكن على الفور الوصول إلى متحدث إسرائيلي لسؤاله التعقيب بعد المحادثات التي جرت على العشاء. وكانت محادثات إسرائيلية فلسطينية بوساطة أمريكية بشأن اتفاق سلام دائم استؤنفت في سبتمبر، لكنها سرعان ما انهارت حينما رفض نيتانياهو مد العمل بتجميد محدود للبناء الجديد في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة، وقال نيتانياهو وهو يقف بجوار كاميرون قبل مباحثاتهما: إن صراعا كبيرا يدور في الشرق الأوسط "بين قوى الديمقراطية والحداثة وقوى الاستبداد والإرهاب". وأضاف، "أعتقد أن مصير الشرق الأوسط ومصير السلام معلق (اعتمادا على) أية قوة ستنتصر"، ومن المقرر أن يجري نيتانياهو محادثات مع نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي، في باريس اليوم الخميس، وقال توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث رباعي الوساطة في السلام بالشرق الأوسط، الذي يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة: إنه يجب على حماس تغيير نهجها المعادي لإسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي: إن إدانة إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في قطاع غزة لقتل أسامة بن لادن ووصفه إياه بأنه مجاهد عربي مثال يكشف المشكلات المرتقبة، وأضاف بلير، أن المجتمع الدولي ما زال يعرض على حماس المشاركة في العملية السياسية، لكن بشرط أن تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ويرى كثير من الفلسطينيين أن المصالحة ضرورية لسعيهم نحو إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وقال صحفيون إسرائيليون يسافرون مع نيتانياهو إن مساعده البريجادير جنرال يوحنان لوكر الضابط في القوات الجوية الذي قام بدور كبير أثناء هجوم إسرائيل على قطاع غزة في 2008-2009 لم يسافر معه خشية تعرضه للاعتقال في بريطانيا. ويسمح القانون البريطاني للمواطنين العاديين باستصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين أجانب زائرين يتهمونهم بارتكاب جرائم حرب، وهي أمور قام بها نشطاء مؤيدون للفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وكان عدد من السياسيين وضباط الجيش الإسرائيليين ألغوا زيارات إلى لندن، وبدأت الحكومة البريطانية العمل على سن تشريع للحد من "السلطات القضائية العالمية" لقضاة التحقيق البريطانيين.