بعد أن قام الشباب المصري النبيل باطلاق صرخته الهادرة في 25 يناير 2011 مطالبا باسقاط النظام واعلان أهدافه وهي (عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية) واستجابت الجماهير المصرية وهرعت بالملايين الي شوارع وميادين مصر ملبية للنداء. وسقط الشهداء والمصابين بالآلاف متحدية الشرطة التي قامت بقمع هده الثورة بكل ما أوتيت من قوة وبجميع الوسائل والامكانيات التي لديها ولما فشلت الشرطة أمام جحافل الجماهير الثائرة انسحبت من الشوارع والميادين واضطر النظام للأمر بنزول قوات الجيش الي الشوارع والميادين حتي يلتقط النظام أنفاسه. وحقنا للدماء تخلي مبارك عن السلطة وكلف المجلس العسكري بادارة شئون البلاد حرصا علي استمرار النظام ولتهدئة الاحوال قام المجلس العسكري بتجميد دستور 1971 ثم قام باجراء استفتاء علي تعديل بعض بنوده ثم اصدر اعلانا دستوريا ثم أجري انتخابات لمجلسي الشعب والشورى ثم أجري انتخابات رئاسية تلاها تشكيل لجنة لاعداد دستور 2012 ولقد تمت الصفقة الشهيرة بين المجلس العسكري والاخوان تحت الرعاية الامريكية وتم تسليم الاخوان السلطة فمرسي رئيسا للجمهورية ومجلس الشعب أكثريته من تيار الاسلام السياسي ومجلسي الشوري أغلبيته من نفس التيار وحاول الاخوان تنفيد سياسة التمكين لكل مفاصل الدولة امام اصرار الشعب المصري للتصدي لهده المؤامرة الأخو امريكية وقيامه بالموجة الثانية للثورة في يونيو 2013 وقام الجيش بالانضمام الي الشعب في سيمفونية رائعة وتم عزل مرسي من الرئاسة وتم عمل خريطة المستقبل بموافقة جميع أطياف مصر السياسية ما عدا الاخوان وهي اصدار دستور يتوافق عليه الجميع ثم انتخابات مجلس النواب ثم انتخابات الرئاسة ودلك حتي تعود الحياة الطبيعية الي مصر المحروسة . وقد تم الاستفتاء علي الدستور في 2014 بنجاح ثم صدر تبديل بان تسبق انتخابات الرئاسية انتخابات مجلس النواب ودلك لشىء في نفس يعقوب. وجاري الاعداد لانتخاب رئيس الجمهورية ونتمني ان تكون انتخابات نزيهة وشفافة تجريها حكومة محايدة حتي لا تتدخل لصالح أحد المرشحين. أيضا سيتم اجراء انتخابات مجلس النواب القادم وهو يعتبر من أهم المجالس النيابية في تاريخ مصر حيث سيقوم باصدار القوانين التي تتفق مع أحكام الدستور الجديد الدي تم الاستفتاء عليه في 2014 . والمقلق في الأمر أن انتخابات مجلس النواب ستتم في مناخ سياسي يكسوه الضباب ولم تشهده مصر من قبل فالاحزاب السياسية التي كانت قائمة قبل ثورة يناير 2011 أكلتها دودة القطن . ولم تعد موجودة علي الساحة السياسية وليس لها أدني تأثير وانما هي موجودة علي الفضائيات وعلي صفحات جرائدها الخاصة اما الاحزاب التي تكونت بعد ثورة يناير 2011 فهي لم يشتد عود بعضها حتي الآن وبعضها يخضع لجهات معلومة واخري غير معلومة والبعض له خلفية اسلامية فمادا يميزه عن الاخوان وفي هدا الجو الملبد بالغيوم اجتمع العجائز بليل وقرروا القيام بالثورة المضادة ولم لا ؟ وهم يملكون الأموالا الطائلة التي نهبوها طيلة العقود الماضية وأن أعوانهم وزملائهم ما زالوا يتربعون علي المواقع المهمة في السلطة ومعظم وسائل الاعلام ضمن أملاكهم والباقي ملك يمينهم ولكن أهدافهم يجب أن تكون عكس أهداف ثورة يناير 2011 فلتكن كالآتي : (احتكار – عبودية – ظلم اجتماعي – حقارة انسانية) . وليكن المطلب الرئيسي للثورة المضادة هو استمرار النظام الدي لم يسقط حتي الآن بل والعودة الي الأحوال التي كانت سائدة في مصر يوم 24 يناير 2011 . وتشويه ثورة يناير 2011 ووصفها بأنها انتكاسة وان الشباب الدي قام بالدعوة للثورة يعملون لحساب جهات أجنبية ويحصلون علي الدولارات منها وأن ثورة يناير 2011 ما هي الا مؤامرة أجنبية للتخلص من نظام مبارك العظيم الدي أوصل مصر الي مصاف الدول المتقدمة بل كان ينافس النمور الأسيوية وان تستمر الأحوال كما هي احتكار كل وسائل الانتاج وكل الهيئات والمؤسسات والشركات واحتكار التصدير والاستيراد علي مستوي الدولة أيضا احتكار كل قيادات الوزارات والمناصب العليا في كل الجهات وتكون لهم ولأولادهم . الحريات الكاملة لرموز وأعضاء الثورة المضادة ولأدنابهم أما لأبناء الشعب المصري فلهم العبودية التامة والخضوع الكامل وعدم الحديث وبالتالي عدم المعارضة . أما عن الظلم الاجتماعي فالملايين لهم ولابنائهم والملاليم للشعب المصري . الوظائف التي مرتباتها بالدولارات الأمريكية أو بالملايين المصرية فلهم ولأبنائهم سواء في الداخل او في الخارج في البعثات الدبلوماسية أما المرتبات الحقيرة والوظائف المتدنية فهي لأبناء الشعب المصري ولا حد أفصي لهم ولا لأبنائهم . أما عن الحقارة الانسانية فالسجون والمعتقلات حكر علي المعارضين من الشعب المصري واما عن التعديب في الأقسام وما يماثلها فهي من نصيب المواطنين العاديين من أبناء الشعب المصري . المواصلات الرديئة والتعديب اليومي في وسائل النقل فهي مخصصة للمواطنين من الشعب محدودي الدخل أما السيارات الفارهة فهي لابناء رموز الثورة المضادة ولحوارييهم أيضا شباب ثورة يناير 2011 شكلوا عشرات الائتلافات فشكلت الثورة المضادة ائتلافات مكونة من عواجيز الفرح المتبقين من رموز نظام مبارك ومن المطبلاتية ومن كدابين الزفة . ونري الآن كل يوم جبهة جديدة يتصدرها بقايا نظام مبارك علي أمل أن يحصلوا علي مقاعد بمجلس النواب القادم لكي يتم السيطرة عليه ونسوا أو تناسوا في لهفتهم للاستمرا ر في اوضاعهم انه قد قامت ثورة في يناير 2011 وموجتها الثانية في يونيو 2013 وان الشعب المصري العظيم نجح في الاجهاز علي رئيسين في خلال ثلاث سنوات . وان هناك شهداء ومصابين بالآلاف ضحوا بأرواحهم في سبيل مصر وان الشعب المصري لن ينساهم وما زال ينتظر القصاص لهم . أيضا فان رموز الثورة المضادة نسوا أنهم سبب البلاء وأنهم مسئولون عن الحالة التردي التي وصلت اليها . وعليهم جميعا أن يلزموا بيوتهم ويكفي ما جنوه من أرباح وفوائد وممتلكات تفوق الخيال فادا استمروا في غيهم فلن ترحمهم الجماهير الغاضبة ويومها لن ينفع الندم . اللهم احمنا جميعا من أنفسنا واهدنا جميعا الي سواء السبيل . سبحانك انك سمع مجيب الدعاء يا رب العالمين.