ودع اللبنانيون العام القديم بانفجار أودى بحياة أحد رموز الاعتدال في تيار المستقبل الوزير السابق محمد شطح الذي قتل في 27 ديسمبر 2012 ثم استقبلوا العام الجديد بانفجار استهدف الأبرياء في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وأكبر تجمع سكاني شيعي في البلاد. وبين انفجار هناك وآخر هناك تتقلب أحوال السياسة في بلاد الأزر .. فالانفجار الأول أثار غضبة كبيرة لدى الطائفة السنية وقوى 14 آذار وبالأخص تيار المستقبل ، الذي وجه أصابع الاتهام للنظام السوري بل إن بعض نوابه اتهموا حزب الله بشكل صريح عكس ماحدث عقب تفجيري طرابلس في شهر أغسطس الماضي الذي اتهم أعضاء التيار نظام السوري بشار الأسد وحلفاءه المحليين في طرابلس بالجريمة دون توجيه أصابع اللوم لحزب الله . ولكن توالي الانفجارات في لبنان رفع وتيرة التوتر والاتهامات المتبادلة، وزاد تيار المستقبل على ذلك بدعوته لتشكيل حكومة من قوى 14 آذار تستبعد تحالف 8 آذار الذي يقوده حزب الله . أما الانفجار الثاني الذي وقع أمس فقد أعقبه غضبة كبيرة ولكن هذه المرة لدى الطائفة الشيعية وقوى 8 آذار ولاسيما حزب الله الذي جدد اتهاماته لتيار المستقبل و14 آذار بأنهم يوفرون حاضنة للتكفيريين الإرهابيين، مؤكدا أن على لسان نائب مجلسه التنفيذي الشيخ نبيل قاووق أن القول بإن مشاركة الحزب في الحرب السورية هو الذي جلب الإرهاب إلى لبنان هو "مجرد إدعاءات واهية لايصدقها اللبنانيون". على حد قوله وبينما أتاحت أجوء الانفجار الأول للرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الفرصة للمضي قدما في اتجاه تشكيل حكومة حيادية حتى لو أغضبت حزب الله وحلفاءه فإن الانفجار الثاني أطاح على مايبدو باحتمالات هذه الخطوة ، فأصبح من الصعب إغضاب جمهور الحزب المجروح أصلا من الانفجار الذي أودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب 77 جريحا وفقا للإحصاء الرسمي، فيما تفيد إحصاءات غير رسمية بأنهم 5 قتلى منهم امرأتان. ورغم قصر المدة فقد قطعت التحقيقات شوطا لابأس به إذ يبدو أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اكتسبت خبرة كبيرة من كثرة التفجيرات ، بل إن حتى مراسلي وسائل الإعلام بات لديهم خبرة كبيرة في تقدير قوة التفجيرات التي أكد الجيش صحة تخمينات الإعلاميين بأن العبوة المستخدمة في الانفجار أصغر من ميثلاتها في التفجيرات الأخرى إذ لم تزد عن 20 كلجم. سيناريوهات متعددة طرحت، ولكن أرجحها وفقا للنائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود أن يكون الهجوم نفذه انتحاري. وتسربت أنباء من التحقيقات بأن هناك شكوكا قوية أن الانتحاري عرفت هويته هو شاب من منطقة عكار الفقيرة ذات الغالبية السنية الواقعة في شمال لبنان ، وذلك بعد أن وجد أوراق هوية له في مسرح الجريمة. وتفيد المعلومات أن والده يخضع للتحقيق بعد أن كان قد أبلغ عن اختفاء ابنه الذي يحارب وفقا لهذه المعلومات مع المعارضة السورية منذ فترة.