أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم الثلاثاء استعادة سعوديين احتجزا في معتقل خليج جوانتانامو الأمريكي وقالت إنهما سيخضعان إلى برنامج لاعادة التأهيل في المملكة. وجرى ترحيل المحتجزين السابقين محمد بن حسين القحطاني وحمود عبد الله حمود إلى السعودية أمس الإثنين بعدما قضيا 11 عاما في جوانتانامو دون أن توجه إليهم اتهامات بارتكاب جريمة. واعتقل الاثنان في باكستان في 2002 وتزعم وثائق عسكرية أمريكية أنهما حاربا في صفوف طالبان في أفغانستان ويعملان لصالح تنظيم القاعدة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن اللواء منصور التركي المتحدث باسم الداخلية السعودية قوله "سيتم إخضاعهما للأنظمة المرعية بالمملكة والتي تشمل استفادتهما من برامج المناصحة والرعاية." ويتضمن البرنامج السعودي لادماج الاسلاميين المتشددين السابقين دروسا في الفنون والرياضة وإرشادا دينيا وتحليلا نفسيا بهدف إبعادهما عن تفسيرات للاسلام تميل إلى العنف السياسي. ويستمر البرنامج لمدة ثلاثة شهور على الاقل وفقا لمسؤولين رافقوا صحفيين في جولة بإحدى المنشآت التابعة له هذا العام. والبرنامج إلزامي لكل السعوديين المدانين باتهامات لها علاقة بالتشدد الاسلامي بعد إطلاق سراحهم. وتقول السلطات إن أقل من عشرة في المئة ممن خضعوا لهذه الدورة التدريبية حملوا السلاح بعد الافراج عنهم لكن من عادوا للقتال كان من بينهم بعض كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة باليمن بعد فرارهم من السعودية. وكان السعودي سعيد الشهري الذي تقول السلطات السعودية واليمنية إنه قتل في هجوم بطائرة بدون طيار في اليمن مطلع العام الحالي خضع للبرنامج بعدما تسلمته السعودية من جوانتانامو في 2007. لكن الشهري فر بعد ذلك بشهور إلى اليمن حتى أصبح الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أخطر أذرع التنظيم في العالم. ويقول مسؤولون سعوديون وفقا لبرقية للسفارة الأمريكية في مارس 2009 سربها موقع ويكيليكس إن الهدف الرئيسي من المبادرة هو إقناع الشعب السعودي بدعم الحكومة في مواجهة الجماعات المتشددة. وقال الأمير محمد بن نايف الذي يتولى الان منصب وزير الداخلية السعودي للدبلوماسيين في محادثة تضمنتها هذه البرقية إنه على الرغم من الحرج الذي يسببه انضمام العائدين من جوانتانامو إلى تنظيم القاعدة في اليمن فإن البرنامج نفسه يحقق الهدف الحقيقي في جعل السعوديين يرفضون الاصوليين المتشددين. وأضافت البرقية أن السعوديين سينبهرون لأن الحكومة تقدم "يد العون" للاسلاميين المتشددين وسيعتبرون من يرفضونها "منحرفين".