أكد الدكتور سليم العوا - المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية - أن أعضاء المجلس العسكرى خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، داعياً الله أن يتوب عليهم، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس العسكرى بشر يخطئون ويصيبون.. وأضاف العوا - خلال الندوة التى أقيمت ظهر اليوم بقاعة كلية العلوم بجامعة الأزهر بمحافظة أسيوط - أن الأمة المصرية لم تستطع أن تستكشف طريقها من فبراير حتى ديسمبر، حيث إننا نسمع ما لا يعجب، وننظر حولنا فنجد ما لا يسر، وإذا نمنا نمنا على مضض، وإذا نزلنا إلى الميادين نزلنا إلى التخريب، بعد أن كنا نجد فى الميدان الرجولة والروح الثورية. أشار العوا إلى أنه لم يصدر من القوانين سوى قانون الانتخابات المتعلق بمجلسى الشعب والشورى ومنذ هذه اللحظة ومصر تعيش فى فترة فتن لا يعلم أولها ماذا يريد من آخرها. وأوضح العوا، أن المجلس الاستشارى مهم للغاية فى هذه المرحلة، لأن المجلس العسكرى يحتاج إلى جسر يتم من خلاله نقل حالة الوطن إلى المجلس العسكرى، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس العسكرى لم ينخرطوا مع المجتمع، لافتاً إلى أن تكوين مجلس استشارى جاء وفقاً لرغبته ورغبة مرشحى الرئاسة والأحزاب، مضيفاً أن المجلس الاستشارى قرر تعليق عمله مع أول اجتماع له بسبب تصريحات اللواء مختار الملا، مؤكداً أن الوضع فى مصر أصبح أحسن ألف مرة من يوم 22 نوفمبر بسبب مرور المرحلة الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب بشكل ممتاز، مشيراً إلى أن ثلثى أعضاء مجلس الشعب قد تم اختيارهم الآن، وأصبح لنا مؤسسة حقيقية دستورية تكونت لكى تمارس عملها وفقاً للإعلان الدستورى. ولفت العوا إلى أن من أبرز ما قام به المجلس الاستشارى هو الحصول على موافقة من المجلس العسكرى بتقصير فترة انتخابات مجلس الشورى لتنتهى فى 22 فبراير. من جانب آخر، أكد العوا أنه يرفض مصطلح القيام بموازنات بين القوى السياسية، مفضلاً استخدام مصطلح التعاون بين التيارات، سواء الإسلامية فيما بينها أو بين الإسلامية والليبرالية، لأن هذا الوطن لابد أن يتسع للجميع مسلمين وأقباطًا وليبراليين ومحافظين. وأشار العوا إلى أنه لا يخاف من وصول التيار الإسلامى إلى البرلمان، ولا يعتقد أبداً أن هناك فصيلاً سوف يقصى فصيلاً آخر، لأنه يمتلك الأغلبية، مؤكداً أن مبدأ الشورى هو قيمة من القيم الإسلامية الكبرى، مضيفاً أن سياسة الحزب الواحد لن تتكرر، فكما تم إسقاط الحزب الوطني في 18 يوما يمكن لهذا الشعب أن يسقط أي حزب آخر، منوهاً إلى أن الإخوان المسلمين قد ذاقوا الأمرين في عهد النظام السابق. وأكد العوا، أن من حق أي شخص أن يترشح لرئاسة مصر حتى لو كان مسيحياً ما دام توفرت فيه الشروط، وعلى الشعب أن يختار من يريد. ورفض العوا تماماً فكرة القيام بانتخابات الرئاسة قبل الشورى، لأن ذلك مخالف للإعلان الدستورى، وحتى لا تتوقف المسيرة، مضيفاً أن إلغاء مجلس الشورى غير ممكن في الوقت الراهن، لكن على من يصوغ الدستور فى المرحلة المقبلة أن يلغيه تماماً، لأنه وجد أصلاً لكي يخفي الحكم الديكتاتوري للسادات. أكد العوا ان الشيعة بيننا وبينهم جامع ومانع فهم مسلمون مثلنا ولكن نختلف معهم في بعض العقائد التي لا نقرها كالولاية والعصمة والوصية، رافضا اي نوع من أنواع نشر التشيع في مصر، مشددا على ضرورة محاكمة من يقوم بذلك. وأضاف أنه لا بد من أن ندرك مدى أهمية ايران في المنطقة، وأنها تسبب القلائل للولايات المتحدة وإسرائيل فعلينا أن نتعامل معها لأننا نحتاج دولة قوية مثل إيران ان تكون بجوارنا، مشيرا الى انه في حين أصبح رئيسا لمصر سيسعى لعمل حلف ثلاثي بين مصر وايران وتركيا وحلف ثقافي ثلاثي آخر بين مصر وسوريا والسعودية، منوها إلى أن إيران لها مطامع في دول الخليج لكن هذا لا يجعلنا نلومها ولكن نلوم أنفسنا، متسائلا أين السوق العربية المشتركة؟ أين المشروع الوطني العربي؟ وأشاد العوا بما فعله ارودجان في مؤتمر دافوس عندما وقف في وجه رئيس إسرائيل وترك المؤتمر اعتراضاً منه على سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين، مشيدا برد فعل الشعب التركي عندما انتظروا عودة ارودجان من دافوس ثم حملوه على الأعناق حتى أوصلوه إلى منزله. من ناحية أخرى، أكد العوا أن الطيب شيخ الأزهر قد بدأ عملية إصلاح حقيقية في الأزهر الشريف بعد أن تم إهمال وظلم الأزهر في الفترة الماضية، حيث كان يتم اختيار شيخ الأزهر عن طريق الحكومة وليس بالانتخاب. ونوه المرشح الرئاسي إلى أنه عاش القضية الفلسطينية ولم ينفصل عنها قط، مشيرا إلى أن الصراع بين العرب وإسرائيل ليس حرباً عسكرية بقدر أنها صراع حضارات فى الفكر والفلسفة تحتاج وقتا طويلا حتى تنتهى ولا تحتاج ل"جعجة".