دعا خبراء عرب الحكومات إلى تحرير مصطلحات الإصلاح، بعدما أصبحت الشعوب العربية لا تثق فيها، بعدما استمعت كثيرًا لمثل هذه المصطلحات خلال العقد الأخير. و أكد الخبراء في افتتاح مؤتمر "العالم العربي يتغير" - و الذي تنظمه مبادرة الإصلاح العربي بالتعاون مع منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، اليوم "الاثنين" - أن الشعوب العربية أصبحت تتوق إلى التغيير، و لم تعد تقبل الحديث عن الإصلاح، مشددين على أهمية مواجهة الدساتير القديمة، و العمل على وضع دساتير جديدة تواكب التطورات الحاصلة في الوطن العربي. و قالت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي " الدكتورة بسمة قضماني": إنه من الضروري أن تعمل الحكومات على تحرير المصطلحات التي ظلت تتحدث عنها، و في مقدمتها الإصلاح، بعد رغبة الشعوب العربية في إحداث تغيير، و أن هذه الشعوب لن تقبل إجراء أي إصلاح بعد الثورات، دون أن يكون هناك تغير". و تابعت: " إن أهم مشاريع مبادرة الإصلاح العربي، الحوار التعددي بين القوى السياسية في المنطقة العربية، و إدارة التنوع في المجتمع، و تطوير المعرفة في دور القطاع الأمني في النظام السياسي العربي". من جانبه؛ شدد الدكتور إسماعيل سراج الدين - مدير مكتبة الإسكندرية - على ضرورة إعادة التفكير في التعامل مع الإعلام، و البحث في وضع دساتير جديدة بالعالم العربي، و أن يكون البحث عن صيغة جديدة لمفهوم الإعلام التقليدي؛ بما يؤكد سيادة الدولة و ليس الأنظمة أو الحكومات. و دعا إلى أهمية أن تتضمن الدساتير الجديدة مبادئ الإدارة المشتركة، و التعامل مع إشكالية مياه النيل بين مصر و دول حوض النيل، و إسهام المجتمع المدني في صنع السياسات العامة؛ بعدما أصبح المجتمع الحديث يتشكل من سلطات أخرى، منها المجتمع المدني، مطالبًا بأن تشمل الدساتير أيضًا محاربة الجمود الفكري،" الذي صار يهيمن على الفكر الدستوري في الماضي، و أن تحمل الوطن العربي إلى آفاق المستقبل". و بدوره عرج الباحث بالشؤون السياسية " إبراهيم الهضيبي " على الدستور المصري المرتقب. و أكد أنه ينبغي أن يركز على قضايا أساسية، كالسياسة الخارجية، والاقتصاد، و عدم الالتفات إلى الإشكاليات المصطنعة التي تركز عليها النخبة، لافتًا إلى أن النخبة المصرية تحالف جزء منها مع الإدارة الحالية، و هو ما أدى إلى إفراز بعض ممارسات النظام القديم. و من جانبه لفت نائب مدير منتدى الحوار " د. سامح فوزي " إلى أهمية رصد التمويلات و الحراك السياسي بالعالم العربي؛ لرسمه من جديد، و متابعة فصول التغيير في تونس و مصر وليبيا واليمن وسوريا، و خاصة في ظل نتائج الانتخابات الأخيرة بتونس، و نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية.