واصلت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الأربعاء في افتتاحياتها الاهتمام بالانتخابات المصرية، مشيدة بالنجاح الذى حققته المرحلة الأولى مما يبشر بنجاح المرحلتين المقبلتين وبدء اجتياز السفينة المصرية الطريق السليم نحو بر الأمان والاستقرار. وأبرزت صحيفة "الجزيرة" في مقالها بعنوان "الثقة في صناديق الانتخابات" أنه بنجاح انتخابات مجلس الشعب في مرحلته الأولى يكون عقلاء مصر وحكماؤها والذين يشكِّلون الشريحة الأكبر من شعب مصر، يقودهم المجلس العسكري الأعلى، قد كسبوا التحدي، وأفشلوا كل الرهانات التي كانت معظم القوى الخارجية تراهن عليها، بعد أن وجدت فئة قليلة تتعامل معهم لخدمة توجهات سياسية قصيرة النظر أو لمصالح حزبية ضيقة، وحتى لمكاسب مادية. ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي جرت في تسع محافظات هى الأكثر حساسية وخطورة على الأمن، والأكثر تحديًا لمسيرة التحول الديمقراطي التي يقودها المجلس العسكري الأعلى، إذ إن المحافظات التسع وخاصة محافظة القاهرة تضم ميادين التحرير والعباسية ومصطفى محمود، والإسكندرية ميدان جامع القائد إبراهيم، ومحافظة بور سعيد ومحافظة أسيوط بتنوعها الديني ومخزونها من العداوات والثأرات بين الأسر. وأوضحت أن تخطي المرحلة الأولى بنجاح فاق تقديرات كل المتفائلين وإسقاط من كانوا يعارضون الانتخابات والذين دعوا بخجل لمقاطعتها يعطي دعمًا قويًا للبرنامج الذي يسير عليه ويطبقه المجلس العسكري الأعلى، ويعزز فرص نجاح المرحلة الثانية من الانتخابات التي ستتم في تسع محافظات أخرى، وصولاً إلى إكمال الانتخابات البرلمانية بإجراء المرحلة الثالثة في المحافظات التسع المتبقية لتكون محافظات مصر السبع والعشرون قد اقترع ناخبوها ليصبح لمصر مجلس شعب منتخب أفضل من كل المجالس التي جرت منذ عام 1952 حتى الإطاحة بنظام حسني مبارك. وأشارت "الجزيرة" إلى أن تجربة التحول الديمقراطي المبني على التمثيل الأقرب للصحة لمكونات الشعب المصري وقياداته الحزبية والسياسية يشجع الممسكين بزمام الأمور، المجلس العسكري الأعلى ومجلس الوزراء الذي سيُعلن عن تشكيلته بعد أيام، ومجلس الشعب المنتخب على السير قدمًا لبناء مصر المستقبل وإعادة التوهج لدور مصر المحوري سواء على الصعيد العربي أو الصعيدين الإقليمي والدولي. وقالت الصحيفة إنه مهما أفرزت الانتخابات البرلمانية من نتائج، ومهما كانت هوية الفائزين بثقة الناخبين فلا بد من احترام إرادة الشعب، الإرادة الحقيقية التي عبرت عنها صناديق الانتخابات، وهو الأسلوب الذي تسير عليه كل شعوب العالم، أسلوب يحترم عقول المواطنين ولا يعتمد على دغدغة عواطفهم. في السياق ذاته قالت صحيفة "اليوم" بعنوان "صعود تيارات جديدة في انتخابات العالم العربي" إن مؤشرات إيجابية بدأنا نراها تلوح في الأفق العربي، وذلك من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، كما جرى في تونس ويجري حاليًا في مصر، حيث أصبح الاحتكام إلى جموع الشعب في تقرير الممثلين لهم في مجالس التشريع ضرورة لأي مسار ديمقراطي صائب في توجّه للمستقبل. واعتبرت الصحيفة أن الثورات التي رأيناها منذ أشهر عدة تستقطب اهتمام الشارع العربي لا يمكن أن تسير في مساراتها الصحيحة دون أن يقرر من أراد التغيير إرادته وطريقه نحو فضاءات الحرية. وأضافت الصحيفة: "لعل انتخابات تونس كانت المثال الأبرز لما يمكن أن يكون عليه الوضع المستقبلي للشعوب القلقة على ثوراتها، حيث فاز من فاز، وارتضى الجميع النتائج. ولعل ما يجري في مصر أكبر بلد عربي في سبيله للتحقق خاصة أن عقودًا طويلة مرّت على الشعب المصري كان التزوير فيها سيد الموقف، حيث احتكار السلطة من قبل حزب السلطة بعد أن أبعد كل المنافسين الحقيقيين وأقصاهم عبر الاعتقال وتفريغ صناديق الاقتراع من معناها الحقيقي. وأضافت الصحيفة أن الحقيقة التي نراها ماثلة أمامنا هى توق الشعوب إلى خوض تجربة الانتخابات بحرية ودون تزييف أو احتكار من قبل قوى ضد قوى أخرى ويمكن أن نرى في المرحلة المقبلة صعودًا كبيرًا للتيارات الإسلامية في احتلال مراكز متقدّمة في البرلمانات العربية، وهي مسألة يجب ألا تخيف المترددين ما دامت القوانين والدساتير بمنأى عن الاستغلال من قبل قوى ضد القوى الأخرى المختلفة معها، وما دامت القوانين والدساتير ضامنة للحريات العامة وحرية العمل السياسي؛ لأنها الأساس، وما يتبقى هو تداول للسلطة مشروع فنحن نرى أن دولاً غربية في بعض الأحيان تتقدّم فيها القوى اليمينية والمحافظة على القوى الأخرى، لكن ذلك لا يمنع التداول السلمي للسلطة. ولفتت إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد تحقيق المساواة، والعدالة في توزيع الثروة بين مكوّنات الوطن الواحد. وأكدت "اليوم" أن التاريخ لا يتراجع للوراء ولا أحد قادر على الانقلاب على إرادة الشعوب والتلاعب بطموحاتها وآمالها في حياة حرة وكريمة، وما يحدث في عالمنا العربي ليس استثناءً في حركة التاريخ البشري، وما نأمله أن تبقى هذه القوى على وعودها التي طرحتها في برامجها الانتخابية، وأن تحافظ على الأمانة التي حمّلتها إياها شعوبهم، وأن تقود عملية تقدّم المجتمع بصورة أكثر إشراقًا، وألا تستأثر بالسلطة على حساب غيرها ممن دفعوا ثمنًا باهظًا في سبيل طريق الحرية والكرامة. ورأت الصحيفة أن العالم العربي القلق سيجد طريقه الصحيح مع وجود قوى سياسية نزيهة لا تفكّر إلا في مواطنيها وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال الحالية والمقبلة.