كتبت الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان ، مقالا تحليلا بشأن ما حدث فى ثورة 30 يونيو مفسرة أسباب رفض السلطات المصرية دخولها إلى الأراضي المصرية . بدأت توكل كرمان مقالها والذى نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية باعترافها بأنها كانت معارضة لسياسة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي فى الحكم وانها كانت تؤيد تظاهرات 30 يونيو السلمية التي دعت لها حركة "تمرد" المناوئة لنظام الرئيس السابق محمد مرسي. وقالت توكل كرمان ما دفعها لتغيير رأيها بشأن ثورة 30 يونيو هوالإنقلاب العسكري - بحسب وصفها - الذى أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي، مشيرة أن هذا الإنقلاب أضاع مبادئ وقيم الحرية التي أكتسبها المصريين بعد ثورة 25 يناير 2011 بسبب إغلاق القنوات الفضائية واعتقال وقتل مؤيدي الرئيس السابق فضلا عن حالة من الإستقطاب السياسي التي وصل إليها المجتمع المصري وتعليقا على منع دخولها الأراضي المصرية، قالت توكل كرمان أن القادة العسكريين يريدوا إخفاء بعض الحقائق عن العالم لذلك رفضوا دخولها إلى مصر، مضيفة " أشعر الآن بتحمل المسئولية لتحذير العالم أن هذا النظام المستبد يسعي لتعزيز وجوده داخل مؤسسات الدولة". واعتبرت توكل كرمان أن إلقاء اللوم على محمد مرسي بالفشل فى حل الأزمة الإقتصادية فى مصرخلال عام من حكمه غير منطقي معللة ذلك أن النظام السابق لحسني كبارك ترك له إرثا كبيرا من الصعاب؛مثل وإنهيار مؤسسات الدولة ومشاكل إقتصادية وسياسية عدديدة تحتاج فترة زمنية طويلة لإصلاحها. واتهمت توكل كرمان مؤسسات الجيش والشرطة والسلطة القضائية بالتواطؤ معا ضد الرئيس السابق لعدم نجاحه فى الرئاسة، مضيفة أن هذا الإنقلاب أثبت كذب الإتهامات الموجهة لمرسي بأخونة مؤسسات الدولة . واعتبرت كرمان أن وزير الخارجية ووزير الدفاع وزير الداخلية الذين وافق مرسي على تعيينهم هم من مؤيدي الإنقلاب العسكري"، مضيفة " إن مصر تتحرك من مرحلة أخونة الدولة الوهمية إلى حقيقة عودة الحكم العسكري". وأتهمت توكل المؤسسة العسكرية بعرقلة مسيرة الديمقراطية وإضاعة أصوات الناخبين التي جاءت بالرئيس السابق محمد مرسي فى أول إنتخابات ديمقراطية تشهدها مصر. وقالت توكل كرمان فى مقالها أن الإنقلاب العسكري – بحسب وصفها – سيكون له عواقب وخيمة على الديمقراطية فى العالم العربي، مضيفة أن هذا الإنقلاب سيسبب حالة من الإحباط للمؤمنين بالديمقراطية وصناديق الإقتراع وأن هذا سيقتح الباب أمام الجماعات المتطرفة – مثل تنظيم القاعدة – والتي تؤمن أن السبيل الوحيد للوصول للحكم ليس صناديق الإقتراع ولكن العنف.
وأختتمت توكل مقالها قائلة أن الأخوان المسلمين معتصمون بطريقة سلمية بالرغم من سلب حقوقهم السياسية والديمقراطية والشرعية الدستورية، مشيرة أن إعتصام رابعة العدوية والميادين الأخرى المؤيدية لمرسي ستتغلب على الإستبداد والإرهاب.