زعمت الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان أن، ما وصفته بالانقلاب العسكري في مصر، لديه ما يعمل على إخفائه عن أعين العالم وهذا ما يشرح أسباب منعها من دخول مصر، محذرة العالم من أن النظام الحالي مستبد ويسعى لتعزيز أركانه في البلاد، وأن حريات التعبير والتجمع والتنظيم انهدمت جميعًا في أعقاب الانقلاب. وقالت كرمان في مقال كتبته لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن دعمها ل"30 يونيو" تغير بعد الانقلاب العسكري الذي وقف ضد جميع مكتسبات وقيم ثورة 25 يناير، في إشارة إلى قتل المتظاهرين واحتجاز واختطاف والاختفاء القسري لآلاف من معارضي الانقلاب إلى جانب غلق المحطات التليفزيونية. كما ترى الحائزة على جائزة نوبل أنه من غير المنطقي ومن الظلم الإيمان بأن مرسي هو المسئول عن فشل في ازدهار الاقتصاد خلال عام لأنه ورث تركة من الانهيار المؤسسي، كما أنه أصبح واضحًا الآن أن أغلب مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وقفت ضده وعملت بطريقة منسقة لإثارة أزمة تهدف إلى إعاقة الرئيس وإجباره على الفشل. وأشارت الناشطة إلى أن نجاح الحكومة يٌقاس أكثر باحترامها للحقوق المدنية والسياسية، لافتة إلى أن مرسي قد نجح في هذا الاختبار الصعب من خلال ضمان هذه الحقوق حيث تمتع معارضيه بحرية أكثر من مؤيديه مقارنة بما حدث لهم من قتل واحتجاز منذ الانقلاب. كما أضافت أن أحد الجوانب الإيجابية القليلة للانقلاب هي أنها أضعفت مصداقية إدعاء أن جماعة الإخوان المسلمين تستولي على السلطة، فوزير الدفاع والداخلية والخارجية والعديد من الوزراء والمسئولين في المناصب الحكومية من مؤيدي الانقلاب، وبالرغم من أن تعينهم جاء عبر مرسي إلا أنهم معارضين للرئيس ولحزبه ولمجتمعه "إن مصر تتحول من كذبة استيلاء الإخوان إلى حقيقة عسكرة الدولة" وقالت كرمان أنه من الواجب على الداعمين لقيم الديمقراطية وحق الشعوب في اختيار حكامهم رفض الانقلاب، مشيرة إلى أن دول الربيع العربي بما فيها اليمن تنظر بقلق إلى الأحداث في مصر حيث تعدت الإرادة العسكرية على الإرادة الحرة للناخبين. كما شددت على أن تداعيات الانقلاب على الديمقراطيات الوليدة في العالم العربي سوف تكون مدمرة، فربما تفقد الشعوب الإيمان بالعملية الديمقراطية مما يمهد الطريق إلى إعادة إحياء الجماعات المتطرفة، كما يعمل الانقلاب على تقوية المتطرفين قاطعًا مسار التغيير السلمي. ونوهت الناشطة إلى أن مظاهرات الإخوان سلمية بالرغم ما تعرضوا له كما أن استخدامهم لضبط النفس جنب البلاد الدخول في حرب أهلية، ولكن مرسي ومؤيديه يمتلكون الشرعية الدستور ومن غير المرجح موافقتهم على أي تسوية لا تُنصف طلباتهم. كما قالت صاحبة نوبل أن الذريعة التي اُستخدمت لعزل الرئيس محمد مرسي هي الانقسام المتواجد في مصر ولكن أصبح هذا الانقسام أكثر عمقًا الآن وتوسعت دائرة الاستقطاب. وفي النهاية تؤمن كرمان أن المظاهرات الشعبية في رابعة العدوية والميادين الأخرى سوف تهزم الاستبداد والإرهاب في المدى الطويل، ولكن في الوقت ذاته سوف يفشل أي حل لا ينجح في إعادة الثقة الشعبية في صناديق الاقتراع ولا يعمل على التخفيف من شعور الضحية في مخيم مرسي.