أثار البرج الحديدي الهائل الذي أقيم على عجل داخل مركز شباب الجزيرة كثيرا من التساؤلات، فقد بدأ البناء دون أن يعرف أحد لأي غرض يستخدم وعندما تعددت الشكاوى للحي والمحافظة كانت الإجابة أن مجلس الدفاع الوطني هو صاحب فكرته . ودفعت التساؤلات والشكاوى المجلس العسكري إلى عقد مؤتمر صحفي حاول فيه أن يكون مقنعا حيث أكد أن المبنى صمم لكي يرفع عليه أكبر علم بالعالم وذلك في احتفالية ضخمة الأحد المقبل يتم خلالها تكريم أسر شهداء ثورة 25 يناير الحقيقيين. وبدا الكلام غير مقنع، فالمبنى الحديدي التى أحيطت عملية إنشائه بالسريّة يتكلف نحو 45 مليون جنيه بتمويل من بنك التجارة الدولي . ووصلت معلومات ل "المشهد" تؤكد أن البرج الحديدي الهائل أقيم ليس لرفع أكبر علم لمصر عليه، بل تم إنشاؤه وفقا لأحدث التقنيات واختيار مكانه بعد دراسة مستوفاه لترفع عليه "أنتنة" احتياطية تتلاقي مع الذبذبات والترددات الإذاعية مع برج الإرسال بمنطقة المقطم، التي توجد بها استديوهات للتليفزيون، كنوع من الاحتراز وضمان استمرار البث إذا ما تعرض مبنى ماسبيرو لأي خطر، خاصة أن المبنى وقع في دائرة المخاطر عدة مرات آخرها الأحداث الأخيرة التي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. ومما يعطى هذه المعلومات مصداقية أن القوات المسلحة كما تعودنا منها قامت بإنجاز هذا البرج في وقت قياسي وعلى أعلى مستوى مهني في إنشاء مثل هذه الأبراج، ليشبه في النهاية "برج إيفل" في ضخامته .وكانت القوات المسلحة قد أتمت بناء ستديوهات بديلة بمنطقة المقطم يتم بث بعض القنوات منها حاليا، وأخرى إذاعية بمنطقة أبو زعبل. "المشهد" عرضت معلوماتها على مسؤول بالمجلس العسكري فنفى نفيا قاطعا، وأوضح أن الغرض الذي أقيم من أجله البرج هو ذاته ما تم إعلانه في مؤتمر صحفي لأحد أعضاء المجلس العسكري.