أكد الدكتور نصر فريد واصل -عضو مجمع البحوث الإسلامية ومفتي الديار المصرية الأسبق ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مصر-، على أن برنامج حزب "الحرية والعدالة" راعى كل ما يطمح إليه علماء مصر وعلماء الأمة العربية والإسلامية من عودة دور الأزهر الشريف إلى الريادة والاستقلال عن قبضة الحاكم والسياسات العقيمة، موضحًا أهمية استقلال الأزهر والعودة إلى حقيقته وإرادته النابعة من علمائه وفق أصول الشريعة الإسلامية. وقال إن البرنامج عميق من حيث المضمون والأهداف، وجميع علماء مصر يوافقون عليه ويساندونه في تطبيقه على أرض الواقع حتى تستعاد للأزهر مكانته وهيبته وأهدافه وغايته المنشودة في قيادة الأمة إلى طريق الرشاد، داعيًا لحزب "الحرية والعدالة" بالتوفيق والسداد في مهمته الثقيلة نحو إيجاد الحكم الراشد والعادل وتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية وفي كل المجالات. ومن جانبه قال الشيخ عبد الخالق الشريف -مسئول قسم النشر والدعوة بجماعة الإخوان المسلمين-، إن برنامج حزب "الحرية والعدالة" أميز برنامج عرض في المرحلة الراهنة؛ لأنه دعا بعمقٍ لاستعادة دور الأزهر الريادي والاهتمام بالعودة به إلى الأصالة وحقيقته التي كان عليها، موضحًا أن مصر في الخارج تُعرف بالأزهر وحقيقة مصر هي الأزهر الشريف، ولن ينصلح حال الأمة إلا بصلاح "مصر الأزهر". وأوضح أن البرنامج جديرٌ بالتطبيق لأنه يستعين بكل الإمكانات اللازمة لاستقلال الأزهر وإصلاحه وتطويره والنهضة به والعودة به إلى أصالة المواقف؛ حيث إن الظالمين وأعداء الأمة في عهد النظام البائد تعمدوا هدمه باعتباره قلعة الأمة الحصينة في مواجهة المخاطر التي تهددها، فحولوا اختيار شيخ الأزهر إلى نظام التعيين، وألغوا هيئة كبار العلماء حتى يتدخلوا في قراراته ويقيدوا حريته. وأضاف أن برنامج الحزب ينظر للإمام والمعلم والواعظ نظرةً كريمة ومستقلة تمكنهم من أداء دورهم في تنشئة الأجيال بما يُحقق التنمية وإرشاد المجتمع إلى طرق النهضة من أجل رفعة مصر، داعيًا إلى ضم الإفتاء والأوقاف إلى الأزهر وإعادة أملاك الأزهر من الأوقاف والحكومة إليه؛ لأنه ليس من حق الدولة أن تستغل موارد الأزهر. وأضاف أن برنامج الحزب أكد أهمية عودة الأزهر جامعة ومعاهد ودور تحفيظ قرآن وتعليم، وأن يُستعاد لكلٍّ من المعلم والواعظ حقوقهما، مؤكدًا ضرورة إعادة إدارة الحج من وزارة الداخلية إلى الأزهر، وإعادة هيئة كبار العلماء وتشكيل مجلسها بالانتخاب الحر، وأن تقود هي بدور انتخاب شيخ الأزهر من أعضائها وممارسة دورها القائد للأمة دون تدخلٍ من أحد مهما كان. كما أكد الدكتور محمد مختار المهدي -رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية- أن برنامج الحزب يرتقي بالأزهر من منصة الأقوال إلى منصة الأفعال والمواقف، ويستعيد دوره المفقود الذي يجاهد إليه الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر منذ توليه هذا المنصب. وأوضح أن البرنامج يسعى إلى حلِّ مشاكل الأزهر والأوقاف والإفتاء بما فيه من دعاةٍ وأئمة وخطباء ووعاظ ومعلمين؛ ما يُسهم في النهوض به ومواكبته بأحدث الوسائل العلمية والدعوية والتعليمية حتى يكون الأزهر قائد الأمة بحق بلا منازع، مضيفًا أننا في مرحلةٍ فارقةٍ في تاريخ الأمة، ويجب أن يكون للأزهر دور مؤثر وقائد يوحد الأمة عليه في مواجهة أعدائها في الداخل والخارج. ودعا الشيخ د. عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق علماءَ مصر إلى مساندة برنامج حزب "الحرية والعدالة" في استعادة دور الأزهر الذي ينشده العالم بأسره، مؤكدًا أن مصر بعد ثورة 25 يناير نفضت خبثها وعقودًا شاقة عاشتها الدعوة الإسلامية، ويجب أن تعود لقيادة العالم العربي والإسلامي، ومَن يقصر في هذا فهو متخاذلٌ ومتقاعس وسيُحاسب أمام الله تعالى حسابًا عظيمًا. وطالب بتطهير المؤسسات الدعوية وإصلاحها من الفساد وسياسات النظام البائد واختيار قيادتها بالانتخاب الحر المباشر من ذوي المصداقية والأمانة وتحمل المسئولية؛ حتى يتمكنوا من توحيد صف علماء مصر والأمة العربية والإسلامية على قلب رجل واحد وكلمة واحدة؛ لممارسة دورها في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وجذب قلوب الناس والمخلصين والأوفياء إلى طريق الحق.