تنطلق، اليوم الجمعة، مسيرة تنظّمها قوى صوفية ومسيحية وسياسية من أمام مسجد الإمام الحسين بعد صلاة الجمعة إلى مشيخة الأزهر، تعبيرًا عن تضامنهم مع شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ورفضًا لما يعتبرونها محاولات ل"إقحام" الأزهر وشيخه في الخلافات السياسية. ويشارك في المسيرة الطريقة العزمية الصوفية، وحركة "الرابطة المصرية" التي تضم مسلمين ومسيحيين ضد ما يصفونه بالدولة الدينية، وحركة "قوم يا مصري"، وهي حركة شبابية تصف نفسها بالثورية. وعن سبب تنظيم المسيرة، قال شيخ الطريقة العزمية، الشيخ علاء أبو العزائم، في تصريحات صحفية، إن "أبناء الصوفية والمصريين الشرفاء لاحظوا في حادثة التسمم الغذائي لأكثر من 500 طالب أزهري وجود محاولات لتسييس الحادثة". واستدل على ذلك بصدور تصريحات من بعض السياسيين "تمثل نوعًا من الضغط السياسي على الأزهر"، ومن بينها المطالبة بإقالة شيخ الأزهر أحمد الطيب "رغم استقلالية منصبه عن الدولة". واعتبر أبو العزائم أن كل هذا "أكد وجود مخطط للوصول إلى صرح الإسلام الوسطي، الأزهر الشريف؛ نظرًا لما يترتب على إقالة شيخ الأزهر- لا قدر الله - من خطورة بالغة على المسلمين والإخوة المسيحيين على حد سواء". وقال إن المسيرة تؤكد "أن أبناء مصر من المسلمين والمسيحيين يساندون الأزهر، وتهدف لحماية الأزهر من الأخونة". والأخونة مصطلح شاع في الإعلام المصري منذ تولي الرئيس محمد مرسي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، الرئاسة في يونيو الماضي، ويٌقصد بها سيطرة الجماعة على كل مؤسسات الدولة وحصر تولية المناصب الهامة على أبناء الجماعة ومناصريها، وهو ما تنفيه الجماعة. وكان أكثر من 500 طالب قد تعرضوا للتسمم إثر تناولهم وجبة غذائية في السكن الجامعي التابع لجامعة الأزهر، ما تسبب في خروج احتجاجات غاضبة من زملائهم الطلاب، الذين نادوا بإقالة رئيس الجامعة، أسامة العبد، وصعَّد بعضهم من مطالبه لتصل إلى إقالة شيخ الأزهر. واتهمت قوى معارضة جماعة الإخوان المسلمين بافتعال واقعة التسمم للضغط على شيخ الأزهر كي يمرر قانون الصكوك الذي طرحه حزب الحرية والعدالة الحاكم (أسسته الجماعة عام 2011) على البرلمان، وسبق أن رفضه الطيب. كما أعلنت القبائل العربية ومؤيدون لشيخ الأزهر ومسيحيون عن تنظيم وقفات ومسيرات تضامنية مع الشيخ أمام عدد من مساجد محافظتي قناوالأقصر المتجاورتين. ووصل الطيب، مساء أمس، إلى الأقصر، مسقط رأسه، وسيؤدي صلاة الجمعة في مسجد أبو حجاج الأقصري وسط حشد من مؤيديه. من ناحية أخرى، أعلن اتحاد طلاب جامعة الأزهر أن النيابة العامة قررت التحقيق مع رئيس الجامعة، أسامة العبد، غدًا السبت، في بلاغات مقدمة ضده تتعلق بفساد مالي وإداري. كما أصدرت النيابة قرارًا بضبط وإحضار أعضاء اللجنة المنوط بهم تسلم الأغذية في المدن الجامعية لجامعة الأزهر، وعددهم 6 أشخاص.