بينما تتجه الأنظار صوب المسيرة المتجهة للمجلس العسكري والتي يجري حصارها من كل الاتجاهات.. من ميدان العباسية حيث المدخل إلى الشارع الموجودة به وزارة الدفاع .. هناك تنتشر الشرطة العسكرية والمدرعات، ومن ناحية ميدان رمسيس وكوبري غمرة، حيث أغلقت الشرطة الطرق ومنعت مرور السيارات. ليست المسيرة وحدها هي المحاصرة وإنما هناك طوق عسكري وأمني شبه كامل حول مقر المجلس العسكري في وزارة الدفاع خوفا من تسرب المسيرة ووصولها عبر طرق أخرى، فقد وضع حاجز من الأسلاك الشائكة تحت كوبري الفنجري، وجرى إغلاق كل الطرق المؤدية للمجلس العسكري من ناحية مصر الجديدة ومدينة نصر.. ومع إغلاق الطرق تكدست عشرات الآلاف من السيارات في الشوارع وحدث شلل مروري شبه كامل. مع شلل المرور في القاهرة يتزايد سخط الناس على الثورة وعلى المجلس العسكري وعلى البلد بأكملها، إذ أن المريض الذي يريد بلوغ مستشفاه أوالأب الذي يريد العودة إلى بيته أوالابن الذي يريد طمأنة أهله، لايمكنه التفكير بمنطق سياسي، ولا معرفة من ينبغي أن يتنازل لمن؟ ومع المطالب الثورية التي تبدو عسيرة على المجلس العسكري تحقيقها تعود البلاد إلى نفس جو التوتر الذي خيم عليها، فكل طرف يحاول الضغط بأسنانه على إصبع الآخر مراهنا على أنه لن يكون من يصرخ أولا.