قال بيني جانتز رئيس الأركان العامة في كلمته بمؤتمر هرتسيليا في اسرائيل، ان سوريا في طريقها الى التفكك بعد حرب اهلية قد تطول لسنوات على غرار الحرب الاهلية بلبنان مع اختلاف مستويات الصراع الصراع، واعتمد جانتز على ما بحوزته من معلومات متعددة المصادر أي ليست حصرية على المعلومات الإسرائيلية. واوضح جانتز أنه إذا كان لبنان قد احتفظ بوحدته رغم الحرب بين مكوناته الطائفية والدينية والاجتماعية إلا أنه لم يتفكك بشكل نهائي إلى كيانات طائفية ودينية، معربا عن توقعاته بإن سوريا لن تخرج من الحرب الأهلية كما خرج لبنان، موضحا ان التنازع داخل سوريا والذي ستكون خواتيمه تفكك الدولة السورية لن يكون قاصرا على مكونات الشعب السوري الدينية والطائفية والمذهبية وإنما يشمل الدول المحيطة بسوريا التي ستسارع إلى التدخل من أجل تأمين مصالحها من وراء هذا التفكك. وكشف الجنرال جانتز أن هذه الدول المتداخلة في الأزمة سيكون لها دور في تعزيز تقسيم المصالح، وحدد هذه الدول بانها تركيا وإسرائيل والأردن، وشدد على أن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بانتقال الجولان بما فيها القنيطرة ولا جبل الشيخ ولا حتى جبل العرب وأن تسقط في يد الجماعات المسلحة وأقر بأن هذا الموقف الإسرائيلي تعلم به الولاياتالمتحدة وبعض العواصم الأوروبية. كما كشف جانتز عن أن تركيا حددت أهدافها داخل سوريا منذ اتخذت قرارها بالتدخل وبشكل مكثف في الأزمة، وأكد أن تركيا ستكون أحد الأطراف الرابحة الرئيسية من كيانات الدولة السورية لوجود طموحات إقليمية تركية داخل سوريا في مناطق الشمال وفي عمق يصل إلى مدينة حلب وهي العاصمة التجارية والصناعية لسوريا. وعن الاردن قال جانتز أن الأردن سيكون أحد الأطراف المستفيدة من عملية التفكك وسيكون له نصيب من الكعكة، واوضح أن تفكك سوريا وإدامة الصراعات الداخلية في العراق يضيف الكثير إلى رصيد الاردن الإستراتيجي والجيوبوليتيكي وإلى موقعه الإقليمي. وعن القضية الفلسطينية قال جانتز انهالم تعد مسألة محورية تستحق الاهتمام، لأن هناك تطورات محورية تشهدها المنطقة دفعت هذه القضية إلى الهامش، وكشف عن هذه القضية لم تعد تشغل بال القيادات ولا الشعوب في العالم العربي لأن العالم العربي يتعرض لما أسماه بعملية انهيار وليس تغيير أو تحول، واستشهد بما يجري في سوريا وفي العراق وفي مصر وفي ليبيا وفي تونس. وكشف جانتز عن أهداف إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وإخراجها من الأجندة الإقليمية والدولية، موضحا أن الدروع الإسرائيلية والقوات الخاصة ستقتحم قطاع غزة دون أن يتمخض ذلك عن أصداء أو ردود فعل عربية أو إقليمية أو دولية، وأن الضفة الغربية تتحول سريعا إلى الهوية اليهودية التي تكتسبها جغرافيا وديمغرافيا، والمقصود أن العرب الفلسطينيين في الضفة الغربية مكانهم إلى جانب موجات اللاجئين في سوريا ومن العراق ومن دول أخرى. واكد جانتز على أن الوضع الإقليمي يسمح ولأول مرة، بإعادة هندسة الجغرافيا والديمغرافيا في المنطقة بما يتيح توطين جميع الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم الى الدول العربية بمن فيهم العرب في إسرائيل. وهنا راح يردد: حان الوقت لأن تغدو دولتنا كيانا يهوديا بهويته وسكانه وثقافته بحيث يخلو من الأغيار (الجوييم). وتحدث عن أن الوضع الدولي تحول وتغير ولن يبادر إلى وصم إسرائيل بالعنصرية إذا ما عملت على إشهار هويتها اليهودية، وهو أمر كان يتعذر الإفصاح عنه وادعى أن إسرائيل لن تستخدم الأسلوب القسري وإنما أساليب طوعية ناعمة لتنفيذ مشروع التهجير، وقارن بين عدد الفلسطينيين الذين سيهاجرون من داخل فلسطينالمحتلة وبين عدد اللاجئين السوريين والعراقيين في الأردن وفي تركيا ودول أخرى في المنطقة لينتهي من هذه المقارنة بأن عدد اللاجئين العرب يفوق قدر الضعف عدد الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة وفي داخل إسرائيل .