منذ تولى الدكتور مرسى الحكم فى مصر، لم يمر خطاب من خطاباته إلا وأكد فيه أنه يدعم المقاومة.. فى البداية قال إنه يدعم المقاومة فى غزة.. ثم أكد أنه يدعم المقاومة فى سوريا ضد نظام بشار الذى يقتل المتظاهرين!!!! ثم وصل به الأمر إلى أنه أعلن دعمه للمعارضين وللمقاومة فى مالى.. يا حاج مرسى ألا تدعم المقاومة فى مصر؟؟ إذا كنت تسمى ما يحدث هناك مقاومة فعليك أن تعلم أن ما يحدث فى مصر أيضا مقاومة.. نعم مقاومة ضد استحواذ أهلك وعشيرتك.. مقاومة ضد ميليشيات القوى الإظلامية.. مقاومة ضد قراراتك المهتزة وانسياقك خلف جماعة ظلت طوال ثمانين عاما محظورة.. تعمل فى الخفاء.. تخشى العلن.. ويبدو أنها اعتادت ذلك.. مقاومة ضد ميراث مبارك الذى وليت عليه لترعاه وتضيف إليه.. حقا لا أعلم كيف تسجد إلى الله ويداك ملطختان بدماء الثوار أمام اتحاديتك؟! وكيف تخلد إلى النوم مستريح الضمير ومئات الشباب يقتلون بأمرك.. فى سبيل القضاء على الزخم الثورى والتجربة الديمقراطية لتقف على أعتاب قصر الرئاسة طالما كان مبعوث الجماعة قاطنه.. ولكن يبدو أنك تدعم مقاومة الثورة وعن طريق وزير داخليتك الذى يسحل المتظاهرين ويجردهم من ملابسهم. وحينما يخرج الغاضبون مطالبين بالقصاص للشهداء، والذى عجزت أنت عن تنفيذه.. ترتبك وأهلك وعشيرتك أيضا.. فتخرجون علينا بالتهديد والوعيد.. صرنا بلطجية وكنتم ثوارا.. صرنا مجرمين وكنتم مناضلين.. صرنا قتلة وكنتم تنصرون الله وتدافعون عن الحق.. هكذا وصفتم الثوار ونسيتم أنكم كنتم تفعلون نفس الأفعال قبل عامين من الحكم.. ما أرذلها الكراسى، مصنعا للغرور لكنها سريعا ما تتحول إلى معمل للسقوط المدوى إذا ما تزامنت مع اندفاع الثورة فى عروق الشعب.. قتل.. قبض عشوائى... قانون غائب.. نائب بريموت كنترول تحركه مصلحة الجماعة بينما يتجاهل مصلحة الوطن.. وينسى دماء الثوار .. ربما لو كان بينهم ابنا له لتذكر.. كل هذا كنا نتوقعه، بل وأسوأ منه.. لكن الغريب هو رعب الأسد المغوار من حمل أليف.. جماعة الإخوان تخشى ال "بلاك بلوك"... سبحانك ربى، هل كنتم تتصورون أنكم الوحيدون الذين تستطيعون التنظيم والبطش والتسليح.. الإرهابيون أيضا يمكنهم.. هل كنتم تتصورون أنتم فقط أصحاب هدف وفكرة تدفعكم إلى الموت من أجلها.. ها نحن أمام شباب يسعى إلى الموت إيمانا بأنه السبيل الوحيد للخلاص من حكم الإخوان.. واهمون إن تصورتم أن العنف يلد غير العنف.. والمخاض لن يمنعه ترهيب ولا ترغيب.. والمقدمات المتشابهة تؤدى إلى نتائج متشابهة.. ففى كل يوم يشيع الشباب شهداء جددًا.. فما العجب فى أن يثوروا ويتخلوا عن سلميتهم؟!! وتلك ليست دعوة للانحراف عن سلمية الثورة وإنما تحليل هادىء يجب أن نعيره انتباها قبل أن يتحول الأمر إلى سرطان يستشرى فى رأس الوطن، لن يسيطر عليه أحد لسنوات عديدة إذا لم يعى النظام الأسباب ويتجنبها. ومبادرة الأزهر للم شمل الجميع ونبذ العنف تصورا أن جبهة الإنقاذ تملك المنع أو الدفع بالشباب للشارع؟! أو تصورا أن الحرية والعدالة ستمسك بشبانها وتمنعهم من التصدى وتنفيذ القانون بأيديهم - كسابق عهدهم - للمد الثورى أمام الاتحادية؟؟!!.. إنها مبادرة طيبة لكنها مبينة على تصور خاطىء.. فشلت قبل أن تبدأ.. ومحت دماء الاتحادية أحبار الموقعين..مبادرة من الأساس فاقدة لأهم دعائم الوفاق وهى قوة الإلزام لكل الأطراف.. وثيقة الأزهر كادت تمنح النظام قبلة الحياة.. وتصوب إلى الجبهة الضربة القاضية التى تنهى مصداقية المعارضة لدى الشارع.. فانطلقت الدماء صارخة فى الشوارع تعلن أنه لا حياة مع الموت ولا حوار مع الدم.. تستغيث بمن يأتى بالقصاص والساسة فوق طاولة المفاوضات يقايضون عليها.. نزيف الدم فى الميادين وجبهة الإنقاذ تدير المشهد من منطلق سياسى بحت.. حرصا على المصالح الانتخابية فى المستقبل!! لذلك أدركت اليوم أن النضال كُتب علينا، والمد الثورى مهما كان زخمه.. لن تحسمه موجة، بل يتطلب موجات متكررة من غضب الثوار وعشاق الحرية.. كتب علينا النضال، فالجماعة الحاكمة لن تتوقف عن استخدام العنف والبلطجة طمعا فى استكمال مشروعها المستبد ولن تحترم القانون ولن تكف عن كل أشكال التحريض السياسي والطائفي ولن تقدم ضمانات حقيقية لإدارة انتخابات نزيهة.. وستحتفظ بنائبها العام المشكوك فى نزاهته وحياده أو تاتى بمن هو على شاكلته.. فكتب علينا النضال فاحتفظوا بثباتكم.. الطريق ما زال وعرا...