عقد مجلس نقابة الصحفيين اجتماعا استثنائيا طارئا في مقر جريدة "الوفد"، برئاسة وكيل أول النقابة جمال فهمي، للتصامن مع الجريدة وصحفييها، عقب الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له الجريدة. ودعا المجلس إلى وقفة صامتة بالأقلام والعدسات، في الواحدة ظهر يوم الأحد الموافق 23 ديسمبر الجارى، أمام دار النقابة، يشارك فيها صحفيو وإعلاميو ومثقفو مصر تحت شعار "الصحافة والإعلام الحر نور لن ينطفئ". ورصد المجلس بغضب شديد مظاهر العدوان الفاشي المستمر والمتكرر على الصحف ووسائل الإعلام وحريات النشر والتعبير، فضلا عن تهديد السلامة الشخصية وحياة الصحفيين والإعلاميين، فإن المجلس يدعو جموع الشعب المصري ومنظمات المجتمع المدني وجميع المعنيين بالحريات إلى الاصطفاف والاحتشاد للتصدى لمن يحملون الأسلحة البيضاء والخرطوش والرصاص الحي في مواجهة القلم والعدسة، في مسعى خائب لطمس جرائم الميليشيات المسلحة التي تعيث في البلاد عنفا وفسادا وترويعا وقتلا، وكذا حجب مظاهر الاتجاه بدفة الحكم إلى استبداد فاضح يسرق دماء الشهداء ويفرغ أهداف "ثورة يناير" من مضمونها. ويلفت المجلس أن المعلومات التي كانت متاحة حول استهداف مقر "الوفد"، وعدم التصرف حيالها في تقصير أمني فاضح، يفتح الباب لتساؤلات حول دور الأمن في حماية المعتدين على مقر الجريدة، في واقعة تعتبر يوما أسودا في تاريخ الصحافة المصرية. وأشار المجلس إلى أن الاعتداءات التي تبدو منهجية ومدبرة، وتمت في أسبوع واحد فقط على مقر جريدة "الوفد" ومحاولة حرقه، وقبله اغتيال الزميل الشهيد الحسيني أبوضيف، والضرب المبرح الذي تعرض له الزميل حسين العمدة من جريدة "الوطن"، ثم حصار مدينة الانتاج الإعلامي والتهديد العلني بالقتل لعديد من الصحفيين والإعلاميين واستعداء الرأي العام على د الصحافة ووسائل الإعلام، كل هذا يبدو مخططا بشكل منهجي ويتم أحيانا تحت رقابة وسمع وبصر أجهزة في الدولة يصل إلى درجة التواطؤ، وذلك ضمن سياق معاد للحريات يحتضنه النظام الحالي بالسكوت على التحريض ضد الإعلام ورعايته. وحمل مجلس النقابة رئيس الجمهورية، ومن ورائه وزارة الداخلية وجميع سلطات الدولة التنفيذية، مسئولية هذه الاعتداءات ومايترتب عليها، ويدعو المجلس لاتخاذ كل الإجراءات والتدابير الفورية والحاسمة لحماية مقرات الصحف ووسائل الإعلام وحياة العاملين بها. وقررالمجلس، الانضمام إلى البلاغات التي قدمتها صحيفة "الوفد" للنيابة العامة، بشأن الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له الصحيفة، ويدعو المجلس جموع الزملاء للمشاركة في المسيرة التي ينظمها الزملاء العاملين في صحيفة الوفد غدا (الاثنين) في الثالثة عصرا، من مقر الجريدة إلى دار نقابة الصحفيين. كما قرر تقديم بلاغ باسم نقابة الصحفيين إلى النائب العام ضد رئيس الجمهورية والمسئولين عن الأجهزة الأمنية التابعة له، باعتباره مسئولا عن عدم تنفيذ القانون والتقاعس عن أداء واجبه في حماية جميع المواطنين. قرر المجلس الدعوة لاجتماع مشترك، يوم الخميس المقبل 20 ديسمبر الجارى، مع رؤساء تحرير الصحف ومسئولي القنوات الفضائية وكل المعنيين بقضايا الحريات، للنظر في وسائل مقاومة الهجمة العدائية غير المسبوقة التي تستهدف حق المصريين في صحافة وإعلام حر. و قرر المجلس تسمية قاعة المسرح الكبرى بدار النقابة "قاعة الشهداء"، تكريما لشهيدي حرية الصحافة أحمد محمود والحسيني أبوضيف. كما قرر المجلس البدء فورا في إجراءات تصميم نصب تذكاري تخليدا لذكرى الشهيدين، واعتبار يوم استشهاد الزميل أبوضيف 12 ديسمبرعيدا سنويا لحرية الصحافة.