قالت صحيفة " جلوبس" الإسرائيلية إن تسريع وتيرة الأحداث فى مصر ليس بالشئ الجيد، واصفة جماعة الإخوان المسلمين بأنها استفادت من الثورة، وأعربت "جلوبس"عن تخوفها من تصاعد الأمر ليصل إلى مرحلة العنف والإرهاب. ورأت أن الفرق بين الناشط السياسي وبين الثوري يتمثل فى الانضباط ، والطاعة ، مقارنة هذا التعريف بوضع جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى الذي ينتمي إليها ، مؤكدة أن مرسي لم يتوقف عن خدمة جماعته لمجرد إضافة لقب "رئيس" قبل اسمه ، فقد قضي حياته فى العمل بتلك المنظمة الثورية التى كانت تعمل تحت الأرض . واشارت الصحيفة إلى أن أنماط العمل داخل الإخوان المسلمين تشكلت قبل سبعين عاما ، هكذا وصفهم "نازي أيوبي" صاحب "عامود الإخوان المسلمون" فى موسوعة أكسفورد للعالم الإسلامي الحديث ، حيث أكد أن الجماعة ترسخ مفهوم الطاعة المطلقة للمرشد ، ولمجلس الإرشاد ، ويقارن بعض المحللين بينها وبين المنظمات الفاشستية .
واضافت أنه خلال الأشهر الرئاسية الأخيرة لمرسي ظهرت خلافات فى الرأي بين الرئاسة والجماعة ، حتى فى أعين إسرائيل . ففى الوقت الذي دعا فيه المرشد العام للإخوان ،محمد بديع، بالجهاد ضد الصهاينة وأمريكا ، أظهر مرسي نوعا من البرجماتية ،ولكن هذه الخلافات هى نوع من الإختلافات الفلكورية بين الحركات الثورية ، والآراء تقول أن مرسي هو مبعوث الإخوان ، وليس لدية قوة مستقلة .
وقارنت "جلوبس" بين خطوات رئيس الوزراء التركي "رجب أردوغان" فى عمله خلال الخمس سنوات الأولى لحكومته حتى سحب البساط من تحت قادة الجيش ومن الأحزاب العلمانية ، وبين النمط المتسارع للإخوان المسلمين فى مصر ، حيث قام رئيس الوزراء التركي بخطوات بشكل تدريجي ، ولم يركز إعلاميا على إسرائيل ولكن إهتم بالشأن الداخلى . وعند زيارته لمصر حاول أن يلهم الإخوان بمصر بالنموذج التركي ، لكنهم قالوا له أن مصر ليست تركيا .
موضحة أن أن الثورات السريعة يمكن أن يكون لها مزايا ويمكن أن يكون لها عيوب . مشيرة إلى أن المواجهة بين مرسي والمعارضة العلمانية مازالت بعيدا عن الحل . وتسائلت حول إمكانية أن تؤدي هذه الخلافات لنتيجة عكسية ، فالقضاة فى مصر ،الذين يعملون منذ عهد مبارك، يجدو أنفسهم ضحايا الإستبداد . وفى نهاية التقرير قالت الصحيفة أن الإخوان المسلمين فى مصر ربما يكتشفوا أن العجلة من الشيطان .