سيطرت حالة من التشاؤم على البولنديين فى الأونة الأخيرة بعد الازمات الاقتصادية الاوروبية الحادة التى أصابت اقتصاد منطقة اليورو وتمثلت فى تفجر أزمة اليونان ومن بعدها إسبانيا والبرتغال وإيطاليا. وبينما كانت بولندا تسارع الزمن فى الفترة من عامى 1999 حتى عام 2004 من أجل الانضمام إلى التكتل الاوروبى الواعد حتى تحقق حلمها بالانضمام فى مايو 2004 وتوجت أحلامها برئاسة الاتحاد الاوروبى فى يوليو 2011 إلا أن البولنديين يشعرون بقلق عميق من تداعيات هذه الأزمة عليهم الان ويسخرون من هرولتهم فى السنوات السابقة من أجل الانضمام الى الاتحاد الاوروبى. انتشرت حالة من التفاؤل بين البولندين لأنهم لم ينضموا إلى منطقة اليورو ومازالوا يتعاملون بالعملة المحلية(الزلوتى) وهو الأمر الذى حمى الاقتصاد البولندى من أزمات حادة على حد تقدير العديد من القيادات الاقتصادية فى البلاد فى مقدمتهم محافظ البنك المركزي مارك بيلكا ووزير المالية ياسك روستوفسكى. وبحسب استطلاعات رأى أجريت فى وارسو مؤخرا فإن أكثر من ثلثى الشعب البولندى لايريد الانضمام الى منطقة اليورو ويتمسكون بالعملة الوطنية خوفا من أن تواجه بلادهم أزمات اقتصادية عنيفة مثلما حدث لعدد من دول اوروبا الغربية. وقد استغلت قوى المعارضة فى البلاد الأزمة الاوروبية لتوجيه اتهامات قوية للحكومة الحالية والسابقة بأنها ارتكبت نفس خطأ اليونانيين بإجراء حسابات خاطئة للدين العام فى البلاد ولمعدلات التضخم والنمو وكافة المؤشرات الاقتصادية لتقلل من كل أوجه الضعف فى اقتصاد البلاد لكى تنضم الى الاتحاد الاوروبى وتتوافق مع معاييره والتزاماته وهو ما يهدد بأزمات اقتصادية مقبلة.