لم تُعلن الحركات والائتلافات الداعية للمشاركة فى 25 يناير 2016 حتى الآن، خططهم والاستراتيجيات المقررة فى ذلك اليوم بشكل صريح حتى اللحظة الحالية، وذلك خوفًا من بطش النظام و تفاديًا لملاحقتهم وإفشال مظاهراتهم، واقتصرت دعواتهم على التنديد بأفعال النظام الحالى والتأكيد على أنه مر ما يقرب من 5 أعوام على اندلاع الثورة ضد نظام مبارك ولم تتحقق مطالبهم. فيما أكد العديد من النشطاء أنهم يرفضون فكرة التظاهر نهائيًا الفترة الحالية، بزعم أن البلاد تمر بظروف طارئة وأننا يجب أن نتمسك بالنظام الحالى أيًا كانت أفعاله حفاظًا على استقرار الدولة وعدم الاستجابة لجماعة الإخوان التى تدعو بدورها المواطنين للمشاركة فى ذلك اليوم. من ناحية أخرى مازال النظام فى حالة فزع، وترقب شديد مع اقتراب ذكرى الثورة، فيما يشن الإعلام حرب استباقية كبيرة ضد دعوات التظاهر، منقسمين فى حربهم ما بين التشويه والتحذير من هذه الدعوات حينًا، والتهوين منها حينا أخر، وهو ما يؤكد مدى قلق النظام الحالى بمؤسساته الأمنية من هذه الدعوات، خشية من تكرار سيناريو 25يناير 2011، إبان نظام المخلوع حسنى مبارك. وما أظهر توتر وفزع النظام، هو استنكار الرئيس عبد الفتاح السيسى، هذه الدعوات المطالبة بنزول الشعب للتظاهر ضد النظام، خلال خطابه الذى ألقاه، بمناسبة "المولد النبوى الشريف"، مُشيرًا إلى أنه فى حالة نزول متظاهرين ضده فى هذا اليوم سيتخلى عن السلطة برمتها. ودشن نشطاء هاشتاج "الثورة_قادمة" على موقع التواصل الاجتماعى "توتير"، واحتل المركز السادس على قائمة التى تضم أكثر الموضوعات اهتمامًا وتداولًا. وأعرب المغردون المشاركون فى الهاشتاج عن أسفهم لتكرار التجازوات والانتهاكات ضد الشعب المصرى وكأنه شعب ليس لديه كرامة، رخيص، بلا دية – على حد تعبيرهم، ونال العديد من التعليقات. وتوقع النشطاء، إندلاع ثورة جديدة أو بمعنى أصح استكمال ثورة 25 يناير التى كانت من أهم أسباب اندلاعها، مقتل الشاب "خالد سعيد" على أيدى رجال الشرطة فى عهد "المخلوع مبارك"، والسعى لتحقيق أهدافها. واعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ستكون يومًا عاديا ولن تشهد تحركا شعبيًا ضد النظام الحالى، لافتًا إلى أن الشارع المصرى لا يرغب فى عودة الإخوان أو الدكتور محمد مرسى للحكم مجددًا.
وقال نافعة إن "مزاج الشارع المصرى ليس جاهزا للنزول لأى تحرك فى الشارع وإشعال أى ثورة"، ورغم تحفاظاته على سياسات النظام المصرى القائم فإنه يرى عدم وجود أى نتائج إيجابية فى عودة الإخوان فالشعب لا يرغب فى عودتهم أو عودة الدكتور محمد مرسى مجددًا، كما أن المصريين يرفضون إجراء أى انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف نافعة أن "جماعة الإخوان المسلمين تنظر للواقع من منظور فترة الثمانينيات ومن منظور أيديولوجى بحت، ومع الأسف الشديد الغباء الإخوانى الذى رأيناه أثناء فترة حكمهم مستمر بشكل أكبر ولن ينزل أحد فى الشارع يوم 25 يناير غيرهم". وقال قيادى بإحدى الحركات الشبابية الداعية للمشاركة فى ذكرى يناير إن التظاهرات فى 25 يناير لن تكون محدده بميدان أو مكان معين، وليس هناك مطالب رئيسية محددة حتى الآن، ولكننا ندعو الشعب للنزول لتحقيق مطالب ثورة 2011 التى لم تنفذ حتى وقتنا الحالى. وأضاف القيادي فى تصريحات ل"المشهد" أن الفزع الأمنى الحالى، وإغلاق القاهرة والميادين قبل ذكرى الثورة بأكثر من شهر، هو ما جعلنا نخفى خططنا الرئيسية، وعدم تحديد مكان معين للتظاهر حفاظا على الأرواح، وكذلك عدم تتبع الأمن للنشطاء. وكان المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان محمد منتصرقد كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلًا "إلى شباب الثورة إلى الوطنين الأحرار حان وقت تنفيذ خطتكم لإنقاذ ثورتكم والقصاص من القتلة، فلتتقدموا بخطوات ثابتة ولتستعيدوا حريتكم ووطنكم "يناير إسقاط العسكر" – على حسب بيانه -.