أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو تؤيد مبادرة واشنطن بشأن سوريا وتتفق مع أهم نقاطها، إلا أنه لم يستبعد أن لا تروق بعض تلك النقاط للحكومة السورية. وقال بوتين، خلال مؤتمره السنوي الموسَّع بحضور حوالي 1500 صحفي وإعلامي من أنحاء العالم، "نحن نؤيد بشكل عام مبادرة الولاياتالمتحدة، بما في ذلك الاقتراح حول إعداد مشروع دولي حول سوريا. وجاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو بهذا المشروع تحديدا". وأوضح بوتين، معربا عن اعتقاده بأنه بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب أن تقبل به، ولكنه استدرك مشيرا إلى أنه "ربما هناك بعض النقاط التي لن تروق لها". وشدد في الوقت نفسه على أن تسوية أي نزاع مسلح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائما قبول جميع الأطراف بحلول وسط.
واعتبر بوتين أن المبادرة الأمريكية تدل على قلق واشنطن والدول الأوروبية من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وخاصة في اليمن وسوريا والعراق. وقال إنه بحث هذا الموضوع أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء الماضي في موسكو، مشيرا الى أن "موقفنا لم يتغير، ويبقى مبدئيا. ونرى أنه لا يحق لأحد، باستثناء الشعب السوري، أن يحدد من سيقوده ووفق أي معايير وقوانين". وفي الوقت نفسه عاد ليشدد على أنه لا بديل للحل السياسي لتسوية الأزمة السورية، مؤكدا أن التصور الروسي في هذا المجال يتطابق تقريبا مع الخطة الأمريكية.
من جهة أخرى، دعا الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية يوم 11 ديسمبر الحالي، إلى الواقعية وعدم الخلط بين المعارضة السياسية والجماعات المسلحة، مؤكدا أن الحكومة السورية أجرت حوارا مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات بهدف تخليها عن السلاح، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سوريا "أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماما".
واتهم الأسد الولاياتالمتحدة بعدم الجدية في محاربة تنظيم داعش. وقال "طالما ظلت الولاياتالمتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة لأنها حليفة للولايات المتحدة". كما اتهم بعض الدول، بينها السعودية والولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية، بأنها تريد ضم المجموعات الإرهابية إلى المفاوضات، وقال "تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين".
وأشار الأسد في حديثة لوكالة الأنباء الإسبانية إلى أن الولاياتالمتحدة وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سوريا وهي غير جادة في محاربته. واعتبر أن تركيا هي شريان الحياة بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأكد أن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق ووقف تدفق الأموال السعودية ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات.
وقال الرئيس السوري إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يطلب شيئا مقابل المساعدة في محاربة الإرهاب، ذلك أن المسألة ليست مقايضة بل علاقة مصالح مشتركة بين بلدين، فليس من مصلحة روسيا مزيد من الإرهاب أو انهيار الدولة السورية. بل تريد روسيا استقرار سوريا والعراق والمنطقة، على حد تعبيره.