تتجه مصر إلي استيراد مجموعة أكبر من السلع الأساسية في إطار جهودها للسيطرة على أسعار الأغذية رغم نقص في العملة الأجنبية يقيد الواردات. وقال بيان لمجلس الوزراء يوم الخميس إن الحكومة شكلت مجموعة عمل "تختص باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير السلع بالأسواق وضبط أسعارها." كانت الهيئة العامة للسلع التموينية المسؤولة عن المشتريات الحكومية قالت يوم الأربعاء إنها أصدرت مناقصة عالمية لشراء الدواجن للمرة الأولى. وقال مصدر بوزارة التموين إن المناقصة تمثل بداية لتفويض موسع للهيئة لاستيراد المزيد من السلع الغذائية الأساسية. جاء توسيع دور الهيئة لاستيراد السلع الأساسية بعدما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تتدخل الدولة لتصحيح الأسعار الآخذة في الارتفاع. وقال السيسي "لا تتصوروا أنه يغيب عنى ارتفاع الأسعار .. أنا واحد منكم أعرف جيدا الظروف الصعبة للناس ... وإن شاء الله آخر هذا الشهر هتكون الدولة أكملت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب ومن سيوفر طلبات الناس من السلع الأساسية هو الدولة والقوات المسلحة التى ستفتح منافذ للسلع الأساسية." وأظهرت بيانات للجهاز المركزي للإحصاء أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قفز إلى 9.2 بالمئة في سبتمبر مدفوعاً إلى حد كبير بارتفاع أسعار الأغذية. وتسببت أزمة النقد الأجنبي في خنق أنشطة الاستيراد بالبلاد. وتساءل بعض التجار عن كيفية تدبير الهيئة العامة للسلع التموينية ما يكفي من العملة الصعبة لاستيراد سلة أوسع من السلع الأساسية. وقال أحدهم "دهشت لمعرفة أنهم سيستوردون من الخارج لأني كنت أعتقد أنهم سيوفرون الدولارات للقمح .. لكن ربما يريدون ضمان توفر السلع المدعومة." وقالت مصادر بوزارة التموين إن الهيئة تنسق مع البنك المركزي لضمان حصولها على ما يكفي من الدولارات لاستيراد الدواجن في مناقصة الأسبوع القادم. وقال السيسي في كلمته "يمكن تكون مشكلة الدولار خلال الشهور الماضية ساهمت فى ارتفاع أسعار بعض السلع خاصة الأساسية، لكن إن شاء الله خلال الفترة القادمة سيتم توفير السلع بنفقات مخفضة." ويقول تجار إن احدث مناقصة ستتيح لمصر على الأرجح الحصول على أسعار منخفضة للدواجن لكنهم تساءلوا عما إذا كانت هيئة السلع التموينية - التي تتولى استيراد القمح - مستعدة لدخول هذا المجال الجديد عليها تماما. وقال أحد التجار "سوف يتمكنون من الحصول على الدواجن بأرخص الأسعار من خلال المناقصة لكن هذا مختلف عن تجارة الحبوب من حيث الخدمات اللوجستية لذا سيكون من المثير رؤية كيف ستتعامل مع الأمر حتى النهاية."