تحتفل محافظة الغربية في السابع من أكتوبر من كل عام، بعيدها القومي، الذي أظهر فيه أهالي طنطا مثالًا ثريًا في الشجاعة والصمود أمام الاحتلال الفرنسي، حتى أن نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية آنذاك، كان ينظر إلى طنطا كمدينة مقدسة للمسلمين، بعد مكةوالمدينة، حيث أنها كانت مركزًا تجاريًا هاما، وكان يتوافد إليها عشرات الآلاف من المواطنين سنويًا لزيارة ضريح السيد أحمد البدوي. بدأت روح الثورة في طنطا في بدايات أكتوبر عام 1798، وقرر الكولونيل "لو فيفر"، أحد ضباط الحملة الفرنسية، أن يرسل كتيبة من الجنود لاعتقال زعماء المدينة وأخذهم رهائن، خاصة بعدما رأي روح الهياج والثورة تقوى وتشتد. وصلت الكتيبة تجاه طنطا في 7 أكتوبر 1798، ورابط قائدها بجنوده أمام المدينة، وكلف حاكمها سليم الشوربجي أن يرسل إليه بأربعة من كبراء المدينة ليكونوا رهائن، فأرسل إليه أربعة من أئمة مسجد السيد البدوي، وكان المولد قائمًا آنذاك ويحتفل به العديد من المواطنين من أرجاء البلاد. وعندما همّ "لو فيفر" بإرسال الرهائن إلى القاهرة، هرع الأهالي بالبنادق والحراب وسط صيحات الغضب والثأر للرهائن، واندفعوا على الكتيبة الفرنسية وكادت تستولى على المراكب، فقابلتها الكتيبة بنيران شديدة من البنادق الحديثة التي كانت بحوزتها، واستمرت المعركة لعدة ساعات، حتى انسحب لو فيفر وأعاد الرهائن وترك بعض من جنوده على الشاطئ وهمّ بالرحيل. قيل ان عدد من قُتلوا من الكتيبة وقتها يُقدر بثلاثمائة بين قتيل وجريح، وطلب لو فيفر من نابليون معاقبة أهالي طنطا ولكنه خشى انفجار الثورة في مدينة لها حرمتها عند أهلها. تقع محافظة الغربية في وسط الدلتا، يحدها من الشمال محافظة كفر الشيخ، وجنوبًا المنوفية، وشرقًا فرع النيل بدمياط، وغربًا فرع النيل برشيد، تبعد عاصمتها طنطا عن القاهرة بمسافة 90 كيلومترًا، وعن الإسكندرية 120 كيلومترًا. تحوى المحافظة بين جنباتها أهم المناطق الأثرية بالدلتا، من أثار فرعونية وقبطية وإسلامية. تضم المحافظة أكبر قلاع صناعة الغزل والنسيج والصباغة، كما تشتهر عاصمتها بصناعة الألبان.