"مصر أصبحت .. جمهورية الخوف" عنوان مقال للباحثة "ميشيل دن" في موقع "فويس أوف أمريكا". استمرت الإنتقادات الدولية الحادة المتتالية تجاه مصر بعد إصدار أحكام الإعدام الجماعي التي شملت الرئيس السابق "محمد مرسي”. الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" إعتبره حكما غير عادل، وحذر من "تأثيره السلبي" علي إستقرار مصر. منظمة العفو الجولية إعتبرتها “مهزلة قضائية” تؤكد “مدي فشل وعجز النظام القضائي المصري”، بينما إعتبرتها "هيومان رايتس ووتش" محاكمة سياسية. واشنطن قالت أنه "يضر بالثقة تجاه العدالة وسيادة القانون في مصر"، وأكدت برلين أنها تنتظر من القضاء المصري "إحترام المعايير الدولية، وضمان المحاكمات النزيهة". تحت عنوان "السيسي لا يصلح أن يكون شريكا للغرب" نشرت صحيفة "دي فيلت" (المعروفة بعدائها للإسلاميين) تحليلا إعتبرت فيه أن الحكم يبين مدي العجرفة التي وصل إليها السيسي، بالمماطلة في إجراء الإنتخابات البرلمانية، وقمع المعارضين بسجون سرية وتعذيب ومحاكمات سياسية، وبإعطائه الإشارة لنظامه القضائي بتأكيد حكم الإعدام ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيا. وختمت مطالبة الحكومة الألمانية بإعادة التفكير في شراكتها الإستراتيجية مع النظام المصري فورا، لأن السيسي أثبت أنه ليس الشريك الموثوق. – بالمقابل ذهبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" إلي أن الحكم لن ينفذ، فحكم الإعدام مجرد ورقة يلعب بها النظام، لكن لو لم تقم ميركل بإستضافة السيسي لنالت جائزة أخلاقية، وبينما ضحي الشعب بحياته في سبيل حريته، لكنه بدل أن ينالها وقع في النهاية تحت حكم الطغاة. وزادت صحيفة “أوزنابروكر” أنه تعبير عن الظلامية التي تخيم علي دولة القانون ولاإستقلالية القضاء، وبعد عامين من الإنقلاب العسكري، يؤدي الخوف من الحكم الإستبدادي لليأس والإحباط والإنقسام الحاد خاصة بعد تجريم الإخوان المدعومون شعبيا في الريف، لإنتاج خليط متفجر في أكبر دولة عربية سكانا. وهو ما حذرت منه “فاينانشيال تايمز” في ظل رفض شباب الجماعة لسلمية شيوخها. وتحت عنوان "الجنرال السيسي ينتقم" نشرت "لوموند" الفرنسية مقالا قالت فيه أن أحكام الإعدام الأخيرة أثبتت إستخدام القضاء ضد الإسلاميين، ويجب ألا نخدع أنفسنا، فالقضاء المصري ينفذ أوامر المشير السيسي الذي إنتخب بعد القضاء علي جميع أشكال المعارضة، مع إنتقام الشرطة من ثوار الربيع العربي وقتل 1400 متظاهر، وسيطرة الجيش مرة أخري علي مقاليد الحكم. وهو ما أيدته "جون أفريك" الفرنسية بأن إستخدام لكافة عناصر الدولة بما فيها القضاء لشن حرب شاملة ضد الإخوان، ونقلت عن “بيتر سلاجيليت” مدير معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة أنه يظهر مدي فساد السلطة القضائية، وأنها خاضعة للحكومة بشكل واضح، وهذا تصرف ينطوي علي قسوة وإنتقام. بالمقابل إعترفت "التايمز" في تعليق بعنوان "حليف إستبدادي" بالبراجماتية، ملمحة إلي أن الشعوب العربية لا تصلح للديمقراطية التي ثبت أنها كانت وجيزة وعابرة، ولذلك فإنه علي الغرب أن يتعامل مع الأنظمة السياسية العربية (المستبدة) كما هي في الواقع وليس كما يؤمل أن تكون، فهؤلاء هم من في السلطة وليس التيار الديمقراطي. وختمت معترفة بأن المصالح البريطانية هي الأهم، فالنظام المصري يقاتل الجهاديين، وحماس لم تعد مدعومة، ومصر قوة إقليمية تعارض التوسع النووي لإيران. صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” ختمت تقريرها بالقول: من لم يشاهد شعبا يخاطر بحياته من أجل سقوط طاغية، ثم يعقد منتصرا انتخابات حرة لكى يرتمى بعد شهور فى أحضان ظالم آخر"، فهو محظوظ إنه لم يشهد كيف تهدم مثالية شعب بأكمله من خلال الأكاذيب، وجنون العظمة والتخويف، وكيف تنتقل عدوى الخوف من العدو الداخلى إلى الشعب، وكيف يتفشى القتل والتعذيب”.