بعد حل البرلمان المنتخب وطرد رئيسه من منصبه، واعتقالات سياسية لأكثر من 40 ألف شخص، وقتل أكثر ألف متظاهر، وأحكام إعدام لا يمكن تصورها بعد محاكمات غير عادلة ومشكوك فيها، "لا أعرف عما يمكن الحديث حوله بين رئيس برلمان منتخب ورئيس دولة مع الأسف لم يتم انتخابه بشكل ديمقراطي". نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني مبررا إمتناعه عن لقاء السيسي أثناء زيارته القادمة لبرلين. ضجة كبيرة أحدثتها هذه التصريحات. محليا وجهت له إنتقادات حادة لإعلاميين وصلت للشتائم، من عينة "حفيد هتلر" و"موكوس" و"القوالب نامت والنصاص قامت"، و"أبو جهل" و"راجل عبيط وجاهل". مع نقل الأهرام لتبريرات سياسيين مصريين أن رئيس البرلمان الألماني "ليس مسئولا رسميا في الدولة"، وأن أوربا تحكمها لوبيات يهودية وعنصرية وإخوانية، ولذلك فتصريحاته متاجرة بالمواقف لإرضاء اللوبيات الإخوانية. الصحف الألمانية بالمقابل ركزت علي أن الحكم بإعدام مرسي يعكس كما ذهبت "تاجيس شبيجل" أن "الحكم العسكري" في مصر لازال في الحكم بسبب نهجه لسياسة قمع لا ترحم كل من يخالفها في الرأي، وأيدتها "فرانكفورتر ألجماينه"بأن إصدار أحكام إعدام "بمحاكمات صورية" تعكس أن إستراتيجيته هي تخويف وكسر كل معارضة إسلامية كانت أم علمانية، بموجة إعتقالات وسجون مكتظة وأحكام الإعدام. لكنها ختمت مشككة في القضاء علي الإخوان المتمرسين بمثل هذه الأساليب، ومحذرة من أن صمت القبور الذي يشل البلاد يخفي غليانا تحت السطح. وتحت عنوان "وذكر السيسي بالديمقراطية إن نفعت الذكري"، نشرت "دويتشه فيله" تعليقا للمحلل "كريستوف شتراك" أكد فيه أن الرسالة العلنية القوية هدفها التذكير بضرورة العودة للمسار الديمقراطي، فمصر كما يؤكد "لامرت" نفسه "دولة مهمة" لم تحظ يوما بأسس نظام ديمقراطي مستقر، وحين تم انتخاب برلمان ديمقراطي، تبعته فوضي ثم إنقلاب عسكري بقيادة السيسي، أفرغ الديمقراطية الناشئة من محتواها ودمرها. وختم مذكرا أنه رغم القمع وإنتهاكات حقوق الإنسان والحريات وعدم إستقلالية للقضاء، لكن يجب الحديث مع مختلف أنظمة العالم للتأثير عليها، بما فيها "الحكام المستبدين العنيدين أو حتي الأوغاد". المتحدث بإسم الخارجية المصرية "بدر عبد العاطي" قال أن معلومات لامرت مغلوطة ومصر لم تطلب لقاءه، و"لا يجب إعطاء أهمية كبيرة لهذه الانتقادات أو الالتفات إليها"، التي تأتي من دول غربية "صدعتنا بضرورة إحترام حقوق الإنسان". بينما قالت صحيفة "الوطن" أن جهات سيادية تراجع الزيارة خاصة بعد موقفي حزبي الإئتلاف الحاكم رئيس البرلمان وهو من حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، ووزير الخارجية "شتاينماير" من الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي إنتقد حكم الإعدام ضد مرسي بحدة. "زود دويتشه تسايتونج" إعتبرت القمة المصرية الألمانية إحدي أصعب اللحظات في حياة ميركل حيث ستقابل السيسي بعد يوم واحد من إعلان المفتي موقفه بشأن إعدام مرسي، فهل يجب عليها الآن تتحاشي الإلتقاء به وتتجنب التواصل مع مصر، كما فعلت ألمانيا ذلك منذ قيام العسكر بالإطاحة بمرسي؟ ولو فعلت ذلك فسوف تحظي بشعبية كبيرة أخلاقيا. المشكلة أن الألمان والعالم كله يتابعون الحكم بالإعدامات وآخرها ضد مرسي، وبيان "الأمن الوطني" بإتهام المعارضين المدنيين بإنهم عملاء للغرب بل وأخطر من إرهاب القاعدة وداعش،وإعدام متهمي عرب شركس قبل نظر طعنهم أمام المحكمة، وخطف "إسلام" من جامعته وتصفيته خارج دولة القانون. والتسريب الأخير لأحد الأجهزة الأمنية الذي إعترف السيد البدوي بصحته، ويؤكد له فيه أحد ضباط أمن الدولة أن "الإخوان هتطلع ميليشيات تدبحهم في سرايرهم"، و"مصر هيعود فيها إرهاب ما حدش عارف مصدره إيه"، "واللي هيتكلم .. هتتقطع رقبته في سريره، اللي صوته هيعلي .. هيتدبح في سريره" ! من العدد المطبوع من العدد المطبوع