مأساة وخيانة للثورة.. وإنقلاب بإنتقام الدولة البوليسة، وعودة أبشع لدكتاتورية مبارك، وصناعة فرعون جديد بالتطبيل بمزيج من هوليود وكوريا الشمالية، وأيام سودة ! كانت هذه هي خلاصة مواقف الإعلام الأوربي الحادة خلال الأيام الماضية، خاصة مع ترشح السيسي بعد أيام من الحكم بإعدام 528 متهما في المنيا ، حيث رأت "الجارديان" أن القاضي أراد مساعدته في تكميم أفواه معارضيه، لكنه لن يساعد سوي في دفع البلاد لمزيد من الأزمات ، بينما إعتبرت "الأوبزرفر" ما يحدث يؤكد عودة أكثر وحشية إلي دكتاتورية عهد مبارك زادت عليها "الإندبندنت" أن مصر تتأرجح علي حافة خسارة كل المكاسب التي حققتها منذ الإطاحة بمبارك ، بل أن "الأداء السيء لمرسي في الحكم، لا يقارن بما أعقبه من قتل وقمع ، لتختم أن "التوقعات لمصر مظلمة ..يعني أيام سودة.. موقع "بي بي سي" خلص بدوره في تقرير مطول له أنه وكما تقول سيرته الذاتية ومواقفه وكل من إستعان بهم، تؤكد أنه مجرد وجه جديد لنظام مبارك.
تحول كبير طرأ أيضا في ألمانيا، بعد شهر من إعلان رئيس السياسي "فولكر كاودر" سعادته بمباحثاته الصريحة مع "السيسي"، والتي جعلته يقول أنه حصل علي مؤشرات ومعلومات جعلته يعود إلي ألمانيا مطالبا بلده والإتحاد الأوربي بمساعدات كبيرة لمصر، بل وطرح ما تشبه "خطة مارشال" أوربية لمصر ودول الربيع العربي، تتوافق مع تطور الديمقراطية لديها..
لنفاجأ برد الفعل الحاد من كافة وسائل إعلامها مثل "زود دويتشه تسايتونج" بمقال بعنوان "الدولة البوليسية تنتقم" من أنها "فضيحة ومهزلة ، لحكم غير مسبوق حتي بالنسبة لمصر، في المنطقة المعروفة بقضائها الجائر"، وتخلص أن"الأحكام تعكس هشاشة الدولة : فإلي جانب الشرطة والإعلام، إبتعد القضاء أيضا عن الإعتدال، وبدأ يقود عملية إنتقامية بمفرده" وهو ما أيدته "دي فيلت" في تعليق بعنوان "المأساة" إعتبرته "دليلا قاطعا وصادما في آن واحد، للوضع المأساوي الذي يعيشه القضاء" ، وأنه "يشير أيضا لسياسة القبضة الحديدية التي سينتهجها السيسي، الذي يبدو أنه ينوي إستخدام يد القضاء الطويلة للإنتقام من خصومه أيديولوجيا ، لتختم بالقول "لا يحق لمصر أن تخون ثورتها بهذا الشكل".
موقع الدويتشه فيله الرسمي رأي بادرة أمل بظهور صوت ثالث معارض للطرفين يري أن الإخوان سعداء بترشح السيسي لأنه يثبت أن ما حدث إنقلابا عسكريا، إلا رئيس تحرير موقعها العربي "راينر زوليش" رأي في تعليق له بعنوان "المشير السيسي بطل قومي أم فرعون جديد"، أن مصر تقودها موجة من "المبايعات والتطبيل" والتقديس للسيسي تترواح بين هوليود وكوريا الشمالية، ويختم بأن سياسة القبضة الحديدية في ظل سوء الوضع الإقتصادي، لم تتمخض عن تطور بل زادت حدة الإستقطاب والإنقسام، وهذا لا يشكل خطرا علي مستقبل مصر وحدها ، بل المنطقة بأسرها .
صحيفة برلينر تسايتوج ختمت في النهاية بأن "حكومة الجيش التي تحتاج تعاطف الخارج معها، خاصة أن السياحة أحد أهم مصادر الدخل، تبدو أسيرة لمنطقها العدائي تجاه الإخوان لدرجة أنها فقدت بعد النظر والرزانة ، وتشن حملة عدائية ضد كل من ينتقدها .