اشتعل الجدل في الأردن بعد انتشار معلومات عن نية لتغيير علم الأردن المستوحى من الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي في بدايات القرن الماضي، وتنوعت الأراء بين رافض وبشدة وبين مؤيد بتحفظ. الجدل ثار بعد تسليم الملك الأردني عبدالله الثاني للقوات المسلحة الأردنية "الراية الهاشمية" في مراسم رسمية واحتفال وصفه مطلعون بأنه مهيب ومُهيء لأمر ما وليس كما جاء في الخبر الرسمي الصادر عن الديوان الملكي الأردني. والراية الجديدة ذات لون أحمر داكن، تحمل عبارة (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية، وعبارتي البسلمة، التي تسبق الشعار، والحمد التي تتبعه، معانٍ ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية. وقال بيان الديوان الملكي الأردني: "يأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نُمي، رحمهما الله، وقافلة من الأشراف الهاشميين الأحرار، وهو ما يؤكد تاريخيتها وتوافقها مع مبادىء الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته". وتابع البيان: " وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني: آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ومن ناحية أخرى فهي رمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية. وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية". وتجري وسائل اعلام أردنية محلية استطلاعات رأي حول الموضوع، وباتت قضية النقاش الأولى في المملكة. نضال السويدان قال عبر "الفيسبوك" ان لا مبرر منطقيا للتغيير، أما مصطفى زيدان فاعتبر ان شكل العلم ليس بالجميل، وأنه يسلخ الأردن عن جيرانه من الدول العربية التي تتوحد ألوان راياتها، على حد قوله. مشهور المجالي صرح بأنه ضد الفكرة، لكنه من الجميل أن نرى بأمريكا وبريطانيا علمك ومكتوب عليه "لا اله الله محمد رسول الله". نايف القطاطشة أكد ان هذا الامر يحتاج لتعديل دستوري، لكن كنان الشعار، استخرج فكرة أخرى تتعلق بأن "الفكرة غير منطقية، ولا تنسوا ان المسيحيين من مكونات الشعب الأردني، و العلم الحالي ممتاز و الفكرة ملغومة و غلط، على حد قوله. رواء الصاوي اعتبرت الفكرة جميلة؛ ويكفي انها تحمل شعار التوحيد والثورة العربية الكبرى. أما صالح الناصر، فرحب بالفكرة لأنها ستكون نكاية بتنظيم الدولة المعروف ب"داعش"، والذي يرفع راية سوداء اللون، لكنها ذات لون أسود. يذكر بأن عددا من الدول غيرت أعلامها عقب التغييرات السياسية التي حدثت فيها، ومنها ليبيا وسوريا، وخرجت أعلام في اليمن، وكذلك العراق بعد الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.