أخذت الراية الحمراء الجديدة، التي سلمها العاهل الأردني عبد الله الثاني، لرئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، حيزاً كبيراً من أحاديث المواطنين وصالوناتهم الحوارية، وكذلك لمتابعي مواقع التواصل الاجتماعي. وأثارت الراية الهاشمية الجديدة، العديد من التساؤلات حول مضمونها ومعانيها والرسالة التي تحملها، ولماذا في هذا الوقت بالتحديد، وما إذا كانت بديلاً عن العلم الأردني المعروف، في حين سلم الملك عبد الله الثاني الراية التي تحتوي عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" مع عبارتي البسملة والحمد والنجمة السباعية، للزبن خلال مراسم عسكرية مهيبة في ساحة قصر الحسينية، بمناسبة أعياد الجلوس والجيش والثورة العربية الكبرى. وجاء تسليم الراية الجديدة بحضور الملكة رانيا العبد الله، والأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، وعدد من الأمراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، لتنضم هذه الراية إلى رايات وأعلام القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي. - دلالات تاريخية وحُملت الراية الهاشمية على عربة عسكرية لها تاريخ بطولي شاركت خلاله في الحربين العالميتين ومعارك الثورة العربية الكبرى، وهي من أوائل العربات المسلحة المدولبة التي استخدمت في الجيش العربي. ويأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي، وقبله الشريف أبي نُمي، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته، لا سيما ما يتعلق باللباس الأردني التقليدي المعروف ب"الشماغ". وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني (آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم)، ومن ناحية أخرى فهي رمز السماوات السبع، ورمز الملكية الهاشمية، وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية. وحول وجود رسائل ما تجاه السعودية لكون الراية قريبة من حيث الشكل والمضمون بعلم المملكة العربية السعودية، أكد مصدر مطلع ل "الخليج أونلاين" أن لا رسائل إلى دول محددة من خلال الراية، ولا حتى إلى تنظيم "الدولة"، نتيجة التجاذبات السياسية والعسكرية في الإقليم. وفي بيان رسمي صادرٍ عن الديوان الملكي، أعلن بأن الراية الهاشمية الجديدة "ستكون عنوان مجد وكبرياء، يحملها أبناء الجيش العربي المصطفوي في ساحات الوغى، مثلما حملوا المبادئ السامية لرسالة الإسلام والثورة العربية الكبرى جيلاً بعد جيل". وأعلن الديوان الملكي في بيانه أن "تسليم هذه الراية للجيش العربي يشكل رسالة للأمة والأجيال والإنسانية جمعاء، ديناً وهوية جوهرها السلام والمحبة والتسامح والعدل والخلق الرفيع والعيش المشترك". - من يحمل راية الإسلام؟ مراقبون تحدثوا ل "الخليج أونلاين" عن دلالات ظهور الراية الهاشمية الجديدة بالقول: "يريد الهاشميون من خلال الجيش العربي التأكيد على أن تطلعات الأردن كانت وستبقى عروبية إسلامية معتدلة". وأشار المراقبون إلى أن بروز تنظيمات متشددة ك "الدولة"، دفع الأردن إلى "رفع راية التوحيد للتأكيد على أن الدين الإسلامي لا يمثله هؤلاء، وبأن الإسلام دين وسطية وتسامح، في رسالة واضحة إلى الغرب والعرب على حدٍ سواء بأن الإسلام ليس لهم ولا يمثله هؤلاء". وبين الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير، وجهة نظره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن رفع راية الهاشميين في توقيت عيد جلوس الملك، وطريقة شكل الإشهار وتسليمها للجيش وحتى التحشيد لحفل الإشهار ورسم العلم على الطائرات الحربية، له دلالات مهمة جداً تتجاوز ردود الفعل التي تقول (بدنا وما بدنا)، فالسياسة لا تقف كثيراً عند (بدنا وما بدنا)". وأكد أبو طير أن القصة عميقة جداً وتتعلق بالمرحلة المقبلة، والإشهار فيه دلالات تخص الأردن والإقليم، وقال: "علينا أن نتذكر خطاب الملك الذي قال فيه: قدر الأردن أن يكون دوماً لما هو أعظم".