ضحايا الكاميرا والقلم".. ياما فى الحبس صحفيين صحفيون في ظلام الزنازين يقضى الصحفيون فترات الاحتجاز خلف أسوار السجون تحت وطأة ممارسات التعذيب البدنى والنفسى، التى تتراوح بين سوء المعاملة ومنع الزيارة، وصولا إلى الاعتداء الجسدى بالضرب المبرح، هذا ما خلُصت إليه تقارير منظمات المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية ولجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وتعددت أساليب التعذيب التى انتهجتها وزارة الداخلية متمثلة فى مسئولى السجون والأقسام الشرطية، فى اعتقال الصحفيين وإخفائهم قسرا دون معرفة ذويهم، وضربهم وتعريتهم من الملابس تماما، وصعقهم فى أماكن حساسة بأنحاء متفرقة من الجسد، واعتقال ذويهم وتهديدهم بالاعتراف على جرائم لم يرتكبوها حتى لا يصاب أهلهم بضرر، مثلما حدث مع حسن محمود رجب القبانى، المعتقل من 22 يناير فى مقر أمن الدولة بأكتوبر، ولم يظهر إلا فى نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس فى 24 يناير، وتم ضربه على وجهه وتعريته تماما من الملابس، وصعقه بالكهرباء فى أماكن حساسة، إضافة إلى احتجاز زوجته من أمام النيابة. "القبانى" .. إهانة وشجاعة لم تكن تدرى ابنة الزميل الصحفى حسن القبانى، الذى يقبع رهن الحبس الاحتياطى حتى الآن فى سجن العقرب، أنها ستشهد لحظة اعتقال والدها، وستصاب بالدهشة عند رؤيته لأول مرة أثناء زيارته بملابس السجن المتسخة من خلف الحائط الزجاجى، على حسب ما ذكرته زوجة "القبانى" فى تصريحات خاصة "المشهد". تروى زوجة "القبانى" أن لديها ابنتين إحداهما 4 سنوات والأخرى سنتين تأثرتا كثيرا لغياب والدهما وخاصة الابنة الكبرى التى شهدت لحظة الاعتقال. واشتكت زوجة "القبانى" من أن الزيارة منقطعة منذ شهرين وأن اليوم – وقت أن تواصلت معها "المشهد" - كانت أول زيارة له بعد الشهرين، مؤكدة أن "القبانى" أصبح جسمه هزيلا للغاية ويعانى من الإرهاق، خاصة وأنه مازال يتعرض لانتهاكات فى سجن العقرب بالإضافة إلى التعذيب المتكرر والنوم على البلاط والملابس المتسخة والمعاقبة المتكررة بحلق شعر الرأس كاملًا، ومنع الاغتسال وإدخال كلاب بوليسية عليهم والمعاملة غير الأدمية والعديد من الانتهاكات التى لا تنتهى، مطالبة نقابة الصحفيين بالتدخل الفورى كحق من حقوق "القبانى". وعن متابعة وتواصل النقابة مع أسرة "القبانى"، تروى "آية" أن النقيب ضياء رشوان، لم يقدم لهم سوى معلومات عن مكان وجوده فقط، أما النقيب الحالى يحيى قلاش فهناك وعود مستمرة ومتكررة للتحرك الجدى ولكن يبقى الوضع على ماهو عليه. ونقلت لنا زوجة "القبانى" إصرار وصمود زوجها الذى أكد لها أنه على يقين بأن الحق آت والظلم سينتهى يوما ما، مؤكدة أن أولادها على علم أن أباهم معتقل بسبب قوله كلمة الحق وأنه رفض أن يبيع ضميره لأى سلطة . اعتداءات جسدية وبحسب تقارير حقوقية، كشفت تعدى مسئولى سجن طرة، على هانى صلاح الدين، مدير تحرير اليوم السابع، المحبوس بسجن طرة، الذى تدهورت صحته بسبب منع الأدوية وسوء المعاملة، إلا أنه بعد ضغط الصحفيين استجابت وزارة الداخلية ووافقت على نقله للمستشفى لعمل الفحوصات اللازمة. كما أكد التقرير تعرض عبد الرحمن شاهين، صحفى بالسويس، للضرب المبرح، والصعق بالكهرباء، وإطفاء أعقاب السجائر فى مناطق متفرقة من جسده بمقر احتجازه فى سجن عتاقة بالسويس، وتدهورت الحالة الصحية له، منذ نقله من سجن عتاقة إلى الحجز بقسم "فيصل" بالسويس، لأسباب غير معلومة؛ مما أدى إلى إصابته بهبوط متكرر فى الدورة الدموية، وإغماء، فضلا عن تعمد الإهمال فى التعامل مع حالته؛ وفصله عن زملائه من سجناء الرأى، وحجزه برفقة السجناء الجنائيين. ويعانى أحمد سبيع، وحسن القبانى، ووليد شلبى، من تردى شديد للأوضاع داخل سجن العقرب شديد الحراسة، حيث يمُنع دخول الأطعمة والأدوية، والحرمان من الزيارة، والملابس والأغطية، ولا يتناول المعتقل سوى وجبة واحدة يوميا غير كافية، ما أدى إلى نقص شديد فى أوزانهم. حسبى الله.. دعوات أسرة محمد حسن ستة أشهر .. هذا هو عمر ابنة الزميل الصحفى محمد على حسن، بشبكة "مصر الآن"، وزوجة لا تعمل، حيث يتكفل أهل الزميل برعاية أسرته الصغيرة فى جو من الحزن والبؤس فى بيت لا يشعر بطعم السعادة فى ظل غياب أبنهم، هذا ما أكده لنا شقيقه فى تصريحات خاصة ل "المشهد". تشتكى أسرة الزميل المعتقل من 12 ديسمبر 2014، من أن وقت الزيارة لا يتعدى الساعة، مؤكدين أنها تكون بدون أى حواجز بينهم، كما أنه لا يتعرض لأى انتهاكات أو تعذيب فى المعتقل فى المرحلة الحالية، وأن الأسرة تعيش طوال الوقت فى ترديد الدعوات ويكررون "حسبى الله ونعم الوكيل". الداخلية تتصدر القائمة وتصدرت وزارة الداخلية أكثر مؤسسات الدولة انتهاكها لحقوق الصحفيين بأكثر من 60 انتهاكا خلال 3 شهور، ثم الجهات الحكومية والمسئولين ب27 انتهاكاً، حيث قامت وزارة الداخلية عبر منسوبين لها بنحو 51 انتهاكا، فى مواقع الأحداث، كان الهدف منها منع الصحفيين من توثيق الأحداث، وأكثر من 25 حالة تعد بالضرب على الصحفيين، وإصاباتهم جسديا، بخلاف التهديد لمنعهم من مواصلة عملهم ونقل المعلومات للجمهور. تهم ملفقة لمراسل "المشهد" مراسل "المشهد" فى دمياط، الذى يقبع خلف أسوار سجن جمصة التابع لمحافظة دمياط شديد الحراسة، منذ ما يقرب من عام ونصف، تعيش أسرته حالة يرثى لها. يواجه "الدشتى" الذى تم اعتقاله فى 15 يناير 2014، تهم الانضمام لجماعة إرهابية وتعطيل العمل بالمصالح الحكومية، وتعطيل المرور، وإثارة الشغب، والتحريض على العنف، الأمر الذى نفاه والده فى تصريحات ل"المشهد". "الدشتى" لديه شقيقين ووالدته يعيشان حالة نفسية سيئة جدا، وقال والده: "لم أعد أشعر بالطعام فى فمى منذ غياب محمد وأنا لا أشعر بأى شىء من حولى وأدعو الله أن ياتى إلينا بالسلامة وأدعو النقابة والمسئولين بسرعة النظر فى الموضوع وعودة ابنى إلى أحضاننا". انتهاكات داخل وخارج السجون وبعيدًا عن الأحداث السياسية، استمر التضييق على العاملين فى المجال الإعلامى من كل الأطراف، تعرض الصحفيون لانتهاكات خطيرة، شملت الضرب والاستيقاف والاحتجاز وتحطيم الكاميرات بسبب تغطيتهم لأحداث لا علاقة لها بالصراع السياسى أصلاً، وبلغت احتجاز أكثر من 19 صحفيا ومراسلا ومصورا. واستمرارا للتضييق على الحريات استغلت الجهات الحكومية، وخاصة وزارة الداخلية، الملاحقة القضائية للصحفيين حيث قدمت 4 بلاغات ضد جريدتى المصرى اليوم والدستور، لنشر أخبار صحفية بتهمة نشر أخبار كاذبة تثير الرأى العام، وقامت باعتقال أحمد سميح مدير راديو حريتنا، من مقر عمله 4 إبريل الماضى وإحالته للنيابة بتهمة العمل بدون ترخيص رغم أن الراديو يتبع إداريا المركز الحقوقى الذى يديره. والتهمة الرئيسية التى توجه للصحفيين جاهزة دائما وهى نشر وبث أخبار وصور وفيديوهات تثير الرأى العام وتضر بالأمن القومى للبلاد والوحدة الوطنية للشعب وهى اتهامات تقليدية توجه فى العادة لكل الصحفيين المعارضين. أسرة بحاجة للأب وزوجة تتحمل الأعباء تقول زوجة الزميل صبحى إبراهيم شعيب، الذى يعمل فى وكالة الأنباء الألمانية ل"المشهد" إن لديها أربعة أولاد وتعمل مدرسة ومتكفلة بأولادها وبالمنزل فى ظل غياب الزوج، حيث تقوم بدور الأم والأب فى المنزل وتواجه صعوبة فى ظل غياب زوجها، نظرا لاختلاف أعمارهم وكونهم فى مرحلة المراهقة ويحتاجون لوجود والدهم معهم فى كل دقيقة". زوجة الزميل "صبحى" لم تره ولو لمرة ولا تعلم عنه شيئا سوى أنه بخير ومتواجد فى سجن قسم مدينة قطور، ولجأت إلى النقابة وأبلغت باعتقاله ولكن لم يحدث شىء.