500 دولار للساعة وقال التقرير إن نادية صبحي رئيس القطاع الاقتصادي والموقعة علي العقد منفردة كانت قد أعدت لائحة جديدة بأسعار بيع حقوق الاستغلال للمواد الغنائية تنص علي سعر قدره 500 دولار للدقيقة الواحدة من أي أغنية أو حفلة للأغاني العادية و1000 دولار للأغاني التراثية الخاصة بأم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وشادية وفايزة أحمد وغيرهم وأنها حصلت علي اعتماد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقتها علي اللوائح الجديدة في 20 ديسمبر 2004 ثم خالفت هذه اللائحة يوم 24 ديسمبر من نفس العام مما يستوجب المحاسبة. وزيادة في المخالفة فإن العقود نصت علي أن مدة البيع مفتوحة حيث لم يرد فيها نص واحد حول تحديد مدة زمنية لحق الاستغلال وفق المعمول به في العقود المماثلة وهو الأمر الذي يمنح شركة روتانا الحق في استغلال تلك المواد الإعلامية مدي الحياة. ورغم ان القضية قديمة ومر عليها 6 سنوات الا ان طرف الخيط بدأ من محسن جابر صاحب شركة عالم الفن الذي فتح هذا الملف بمقاضاة شركة روتانا، علي خلفية بيع التسجيلات الفنية النادرة، والتراث الغنائي المصري بثمن بخس حيث أكد محسن جابر، بان له أغنيتين من مجموع ألف ساعة تسجيل، وقال إن العقد الموقع بين القطاع الاقتصادي وشركة روتانا، عقد "فضيحة" حيث يقول البند الأول بأن التلفزيون " باع " بيعًا نهائيا، ولم يمنح حق الاستغلال فقط، كما نص البند الثاني علي انه لا توجد مدة لهذا البيع! وأشار إلي أن من حق روتانا والتلفزيون المصري استغلال هذه الأغاني، ولكن لا يجوز لروتانا بيعها لشركة أخري، وإنما ملكيتها تنتقل فور انتقال ملكية روتانا لأي شخص أخر. تسعير الأغاني ورغم ذلك دافع محسن جابر عن نادية صبحي رئيس القطاع الاقتصادي الأسبق، والتي حدث في عهدها عملية البيع، وقال انها سيدة تتمتع بسمعة طيبة وان هناك خطأ ما حدث في تسعير تلك الأغاني. والحقيقة ان كل بنود هذا العقد تدعو للريبة بداية من عدم تحديد المدة وحتي سعر الدقيقة.. هذه البنود المريبة تشعر معها وكأن هذا العقد لم يمر علي الشئون القانونية فانفجرت الفضيحة وما كان خافيا علي المسئولين أصبح واضحا تماما مما ازعج أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بشدة من هذه الكارثة فقرر احالة الموضوع إلي الشئون القانونية المركزية بالاتحاد، فما فعلته نادية صبحي ليس فضيحة فقط وانما جريمة يجب ان تحاسب عليها. وقرر أسامة الشيخ فتح هذا الملف ومحاسبة من مرروا هذا العقد فمعني انها باعت الدقيقة من الأغنيات والحفلات ب 10 دولارات فقط أي انها حصلت في الالف ساعة علي 600 ألف دولار.. بينما كان سعر الدقيقة في هذا الوقت 500 دولار، وكان يجب ان تحصل علي 30 مليون دولار-165 مليون جنيه- في الالف ساعة لكن هذا لم يحدث ولا نعرف سر قيام نادية صبحي بالتفريط في الالف ساعة بهذا الشكل.. لا نعرف سر تمريرها لهذه الصفقة. الكارثة الاكبر ان هناك 11 الف ساعة غنائية ربما جري التفريط فيها أيضا وبنفس الطريقة.. ربما وضعتها نادية صبحي تحت يد المسئولين في روتانا أو غيرها، وبحسبة بسيطة 11 ألف ساعة اضربها في 500 دولار معني ذلك أنه تم التفريط في مليار و815 مليون جنيه كان يجب ان تدخل إلي خزينة ماسبيرو.. لقد وقعت نادية صبحي هذا العقد في 25 ديسمبر 2004، بالتأكيد كان المسئولون في روتانا سعداء بهذه الصفقة.. فهي تعني أنهم ربحوا من ورائها المليارات.. مما دفعها الا تتحري الدقة وتفتش في تاريخ من وقعت معه العقد وهو ألبير يوسف حداد الذي كتب في العقد انه يمثل روتانا.. وما عرف عن يوسف ألبير انه مجرد وسيط لا أكثر ولا أقل بل كل علاقته بروتانا انه اشتري منها افلاما لصالح الاوربيت، ويقال إنه لم يسدد ثمنها وبما أن ألبير كان وسيطا فمعني هذا أنه اشتري تراثنا الغنائي لصالحه ليبيعه ليس لروتانا فقط وانما لأي محطة يريدها وطبيعي انه سيختار المحطات التي تدفع أكثر فما لفت الانتباه في هذا العقد أن عنوانه كان مفتوحا بمعني انه لم يحمل اسم روتانا وكان العنوان بالكامل "بيع حق استغلال اعمال تليفزيونية للبث الفضائي علي شاشة تليفزيون" و لم يتم ذكر اسم الشاشة رغم ان العقد جاء في بنوده اسم روتانا وعدم ذكر اسم روتانا في عنوان العقد يزكي ان ألبير اشتري هذا التراث لصالحه وفاز بالغنيمة ووزعها علي محطات كثيرة من بينها روتانا فقد كان أسامة الشيخ واعيا بما يمكن أن يجري في هذا القطاع الذي ترأسه حاليا رجاء حسين فقام بإلغاء تفويض القطاع الاقتصادي بالتوقيع علي مثل هذه الاتفاقيات وهو قرار كفيل بأن يحمي المسئول عن هذا القطاع اذا ما ضعف، ويحمي تراثنا الفني من النهب اذا ما فكر في التفريط فيه، فلا يجب اعفاء ابراهيم العقباوي من هذه الكارثة.. كما يجب ألا تعفي منها ممدوح البلتاجي وزير الاعلام في هذا الوقت. سوابق ومن لا يعرف السيدة الفاضلة نادية صبحي فهي واحدة من الذين ساهموا في نهب تراثنا الفني.. فعند البحث في دفاترها القديمة ذكر ان القطاع الاقتصادي لم يسدد للعاملين بشبكتي الشرق الأوسط والشباب والرياضة مستحقاتهم المالية عن نسبتهم القانونية من حصيلة الإعلانات في شهر رمضان لعام 2006، وكذلك عدم صرف أية مستحقات مالية للعاملين بشبكة الشباب والرياضة عن الحصيلة الإعلانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي اقيمت في نفس العام ويذكر أن شبكة الشرق الأوسط قد أذاعت وقتها 2300 إعلان. والجدير بالذكر أن مكاسب القطاع الاقتصادي عن بطولة الأمم الأفريقية بلغت 25 مليون جنيه عن حصيلة الإعلانات في الإذاعة والتليفزيون - علي حد قول نادية صبحي رئيس القطاع الاقتصادي. كما لم يحصل المعدون من الخارج علي أية مستحقات مالية عن إعدادهم عدداً من البرامج في شهر رمضان الماضي. عرضت بعض قيادات الإذاعة هذا الأمر علي نادية صبحي رئيس القطاع الاقتصادي وكان ردها: «مافيش فلوس». يحدث ذلك في الوقت الذي حصل فيه القطاع الاقتصادي في نفس الأسبوع علي مبلغ 3 ملايين جنيه كاش مقابل الامتياز الإعلامي لإحدي الشركات لبطولة الدوري العام وكأس مصر بإذاعة الشباب والرياضة، ومع ذلك رفضت منح العاملين بالإذاعة حقوقهم المالية البسيطة جداً بالنسبة للارباح التي يحققها القطاع الاقتصادي من إعلانات الإذاعة وربما يكون هذا من ضمن اسباب احالتها للتقاعد بعد رفض التجديد لها للمرة الثالثة. بعد كل هذه الاتهامات كان لابد لنادية الخروج عن صمتها لتبرر ما فعلته حتي ولو كان تبرير ساذج وبعذر اقبح من ذنب حيث قالت: هذه تهمة باطلة ولابد أن يعي الجميع أنني بهذه الصفقة نجحت في تسويق مواد لم يكن لها سوق ولم تكن تحقق أي عائد مادي وكانت ساكنة في المكتبات، ولا أحد يستفيد منها ففكرت في عمل رواج لها ونجحت الفكرة، التي تجسدت في هذا العقد، فمن يرضي أن تظل مواد بهذه القيمة في المكتبات بلا أي فائدة وقد تتعرض للتلف كما حدث مع غيرها. كما أن العقود في هذا الوقت كانت نمطية فنحن نتحدث عن عقد تم توقيعه عام 2004 أي منذ 6 أعوام، وكما هو مكتوب أنه «عقد اتفاق بيع حق استغلال أعمال تليفزيونية للبث الفضائي علي شاشة التليفزيون» ولم نكن نغير أي شيء فيه وفي هذا الوقت كما قلت إنها خطوة رائعة أن نستفيد من كم الأغاني الموجود والعقد للاستغلال وليس للبيع وأري ان هذا السعر كان مناسبا وقت تحرير العقد إلي جانب أن تكلفة إنتاج هذه الأغاني القديمة في ذاك الوقت كان هزيلا بالطبع، وعليه فهذا مبلغ مناسب للغاية، أما فيما يخص بعدم تحديد مدة العقد، فهذا وارد خاصة أن روتانا لا يمكنها وفقا للعقد بيع الأغنية لأي جهة أخري فلقد تضمن العقد بندا أن الأغاني منحت لروتانا للبث التليفزيوني علي جميع قنواتها فقط دون أي وجه استغلال آخر، وبالتالي ماذا سيهمني هنا إذا عرضت الأغنية مئات المرات علي قنواتها وطوال الوقت بالعكس فهذا سيحقق رواجا للأغاني بلا شك. لا يا عواد اما ردها علي تقديم تراثنا علي طبق من ذهب للاسرائيليين فكان غير مقنع علي الاطلاق حيث قالت: لقد قمت ببيع حق استغلال الأغاني لقناة عربية لا دخل لي إذا أدخلت شريكا هويته إسرائيلية أو أي فرد آخر خاصة أنني حميت نفسي، ووضعت بندا صريحا لا يسمح باستغلال أغانينا في أي وجه بخلاف البث علي شاشة روتانا فقط. وإلي هنا تنتهي الحكاية ولكن لم تنته مأساة الضمائر الميتة الخائنة التي تتمني بيع كل شبر من هذا الوطن سواء كان ثقافة أو فنًا أو حضارة لنصيح جميعنا متذكرين كلمة الراحل عبد المنعم مدبولي بفيلم عايز حقي: "اوعي تبيع يا عواد!!"