رحل عن ثمانين عاما الناقد التشكيلي الكبير محمد حمزة بعد معاناة مرضية موجعة بدأت مع مرض الكبد وأوصلته مؤخرا إلي غرفة العناية المركزة لحوالي شهر إثر نزيف دوالي المريء. والناقد الكبير الذي فقدته الحركة النقدية يعد أحد أهم كبار النقاد في منطقتنا العربية وله الكثير من المؤلفات النقدية المتخصصة التي أثرت المكتبة الفنية وأجيالاً من الفنانين وله أكثر من ثلاثمائة وخمسين دراسة نقدية عن الفنون التشكيلية وكان عضوا فعالا ومشاركا في الندوات الثقافية والفنية في مصر وخارجها.. ومن كتبه المهمة «السيريالية بين الفنانات والملهات .. جزء أول» وكتاب «البوب فن الجماهير» وكتاب «الصعود إلي المجهول» عن الفن التجريدي وأثره علي الفن المصري المعاصر .. وكتاب «إطلالة علي الفن التشكيلي في البحرين». ومن مهامه الفنية التي كلف بها: إشرافه علي إقامة معارض جمعية الفنون الجميلة تحت مسمي «معرض الربيع» لعدة سنوات، إعداده لكتالوج متحف الفن الحديث بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، إعداده موسوعة صالون الشباب الثانية من 1993 حتي 1998 وتولي رئاسة تحرير النشرة الدورية المصاحبة لترينالي الجرافيك الأول وسمبوزيوم النحت الأول بأسوان.. وأسهم كعضو في اللجنة العليا لمراجعة المادة العلمية الخاصة بالسيرة الذاتية للفنانين المصريين التشكيليين لتوثيقها وإدخالها علي الحاسب الآلي.. وشارك عضوا في لجان التحكيم والاختيار للعديد من المعارض القومية وصالون الشباب وصالون الأعمال الفنية الصغيرة، وعضوا باللجنة الفنية لمتحف دنشواي وأكاديمية الشرطة الجديدة ولجنة تحكيم جوائز الدولة التشكيلية. وانتخب عضو مجلس إدارة جمعية خريجي الفنون الجميلة منذ 1956 وأصبح رئيسا للجمعية في اثنتي عشرة دورة وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين التشكيليين وعضو الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي. وقد تخرج الناقد الكبير في كلية الفنون الجميلة وعمل بمؤسسة دار التحرير للطبع والنشر «الجمهورية» منذ تخرج. وعمل كاتبا وصحفيا وناقدا فنيا في جريدة الأجيبسيان جازيت وله كتابات في مجلة سطور وجريدة الاتحاد الإماراتية ومجلة بريزم ومجلة محيط الثقافة وجريدة القاهرة. وصفحة ألوان وظلال تنعي الناقد الأستاذ الكبير رحيله للحركة التشكيلية المصرية والعربية وستواصل نشر زاوية في الصفحة بعنوان «ألف باء» حول المصطلحات الفنية والمدارس والحركات الفنية العالمية التي بذل جهدا كبيرا في إعدادها للصفحة والتي كان يفكر في نشرها في قاموس ضخم يفيد به أجيال شباب الفنانين. رحم الله الناقد الكبير وما ترك وراءه من فراغ كبير ولأسرته العزاء.