خسارة كبيرة للحركة التشكيلية المصرية برحيل الناقد التشكيلي محمد حمزة يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز الثمانين عاما قضاها متفرغا للنقد الفني البناء متناولا بكتاباته النقدية ملامح الحركة التشكيلية وحتي شهر مضي حين أقعده الإعياء والمرض طريحًا لغرفة العناية المركزة. بعد تخرجه في كلية الفنون اختار حمزة طريق النقد كوسيلة للتعبير وإيصال رسالته الفنية، كان خلالها شديد الصدق مع نفسه، شديد الإخلاص لمجاله الذي أحبه وأفني عمره له. وأما عن إخلاصه للعمل العام فحدث ولا حرج، فقد حمل علي عاتقه إعداد وتقديم العديد من الفعاليات والأنشطة الفنية من خلال اثنتين من أهم جمعيات الفن التشكيلي المصري ألا وهما جمعية محبي الفنون الجميلة وجمعية خريجي الفنون الجميلة، وقد تولي فيهما منصب الأمين العام، وهو العقل المدبر لأنشطة تلك الجمعيتين علاوة علي مشاركاته العديدة كتابة ونقدا في ندوات وأنشطة الجمعيات اللأخري علاوة علي قطاعات وهيئات وزارة الثقافة، كان خلالها صاحب رأي طليعي وفكر متفرد. و قد لا يعلم عنه الكثيرون أنه علي الرغم من معاصرته لأجيال فنية كثيرة وطول المدة التي قضاها من بدايات الحركة التشكيلية إلا انه كان من أكثر النقاد الكبار حبا للفنون المعاصرة والحركات الحداثية في كتاباته سابقا بذلك حتي شباب النقاد أنفسهم، ولم يكن يدخر جهدا في رصد متغيرات الحركة التشكيلية عالميا بشكل عام وصولا إلي ملامح الحركة التشكيلية المصرية بشكل خاص، يفيض علي كتاباته من غزير معلوماته الفنية الواسعة وكأنها روشته طبية يشخص بها اللوحات ويرصد من خلالها الحركات الفنية المختلفة، فقد كان رحمه الله من أغزر نقاد الفنون التشكيلية المصرية علما وثقافة. حمزة أيضا هو "صاحب موسوعات الشباب" التي أصدرها قطاع الفنون التشكيلية في ثلاثة أجزاء كنوع من التوثيق للفنانين التشكيليين الشباب الذين شاركوا في صالون الشباب علي مدار دورات عدة، كانت خلالها تلك الموسوعات لا تذكر إلا باسم كاتبها الناقد الراحل لما تركه فيها من بصمة نقدية توثيقية في آن واحد.