بعد رحيل ضياء الدين داوود - مؤسس الحزب العربي الناصري ورئيسه السابق - برزت الانقسامات داخل الحزب ، ليبدأ النزاع علي رئاسته ما بين د. محمد أبو العلا و سامح عاشور، ليعلن كل منهما أحقيته بتولي رئاسة الحزب، ويمتد النزاع ليصل الي صحيفة الحزب " العربي"، والتي تعد من أبرز الصحف الحزبية علي الساحة المصرية، وتسوء الاوضاع مع اعتذار الكاتب الصحفي عبد الله السناوي عن الاستمرار في رئاسة تحرير الصحيفة لينأي بنفسه كصحفي -كما صرح أكثر من مرة- عن تلك النزاعات الحزبية السياسية، وفي نفس الوقت يتفرغ لمشروعه الصحفي الجديد المتمثل في صحيفة "الحرية" التي من المقرر أن تصدر في سبتمبر المقبل.. وخلال الأيام الاخيرة ، تابعنا تراشق كل من سامح عاشور ود. محمد أبو العلا التصريحات الاعلامية، خاصة فيما يتعلق بوضع صحيفة الحزب، حيث أعلن عاشور انه سيعين الكاتب الصحفي جمال فهمي رئيسا للتحرير، متهما د. أبو العلا ب"التزوير" في ترويسة الجريدة بوضع اسمه كرئيس لمجلس الإدارة ووضع اسم ماجدي البسيوني رئيسا للتحرير ،وقال إن مؤسسات الحزب لم تستقر بعد علي اسم رئيس التحرير ، كما اتهم عاشور ابو العلا بطباعة الصحيفة في إحدي المطابع التي وصفها ب"مطابع بير السلم" وهو الامر الذي يراه مخالفا لقرارات المؤتمر العام للحزب الذي عقده في ابريل الماضي، وكان من بينها وقف طباعة الجريدة في مؤسسة الأهرام لحين إعادة بناء الحزب والجريدة بعد أن ساءت أوضاعها الداخلية، وهدد عاشور-بصفته رئيسا للحزب- بتحويل "أبو العلا للتحقيق، معلنا أنه -وبنفس الصفة- قد أخطر المجلس الأعلي للصحافة باختيار جمال فهمي رئيسا لتحرير صحيفة "العربي".. تدهور تواصلنا مع الكاتب الصحفي جمال فهمي الذي أكد أن ازمة جريدة العربي مازالت معلقة، وأنها تطبع حاليا بشكل غير قانوني، بعدما أخطر سامح عاشور مؤسسة الاهرام بوقف طباعته ،مشيرا الي أنه تم تقديم شكوي للجنة شئون الاحزاب لانهاء حالة النزاع الحزبي، وقال" طالما استمرت هذه الحالة قائمة فستظل مشكلة الصحيفة بلا حل، خاصة ان المجلس الأعلي للصحافة أعلن ان ما يدور حاليا في الحزب لا يخصه ، وقد وافقت علي تولي رئاسة التحرير من الناحية المبدئية احساسا مني بالواجب والمسئولية تجاه صحيفة العربي وبعد ضغوط الزملاء ،فليس من المعقول ان نترك صحيفة مهمة لها اسمها تتهاوي بهذا الشكل، لكن بصراحة صبري قد نفد وفقدت حماسي ". وقد عبر فهمي عن أسفه لتدهور مستوي الصحيفة معتبرا ان ما تقدمه في الفترة الاخيرة من مادة صحفية يعد رديئا للغاية وانه مجرد حشو حتي يستمر «الجورنال» في الصدور ، خاصة بعد أن هجر أغلب الصحفيين -علي حد قوله- الصحيفة. لا مشاكل! علي النقيض تماما أكد لنا د. محمد أبو العلا انه لا توجد أية مشاكل في جريدة العربي وان الوضع القائم حاليا سيستمر الي ان تتم إقامة المؤتمر العام للحزب في ديسمبر المقبل ويتم انتخاب رئيس له والنواب ورؤساء اللجان وغيرها، وحينها سيكون رئيس مجلس إدارة الصحيفة هو رئيس الحزب وقد يتم اعادة اختيار رئيس التحرير ،واضاف" توليت رئاسة الحزب بصفتي أكبر النواب سنا وذلك وفقا للائحة الحزب وبهذا يكون سامح عاشور النائب الأول، وبصفتي رئيسا للحزب، أكون رئيسا لمجلس ادارة الصحيفة ، وبعد اعتذار عبد الله السناوي عن رئاسة التحرير بعثت للمجلس الأعلي للصحافة واخطرتهم باسم رئيس التحرير الجديد وهو ماجدي البسيوني، ولا يحق لسامح عاشور ان يقول ان الجريدة التي تصدر حاليا مزورة، والمؤتمر الذي أقامه غير قانوني وبالتالي ما اتخذ فيه من قرارات لا يعمل بها ، وقد قام عاشور بوقف التعاون مع الاهرام في طباعة الصحيفة وتوزيعها دون صفة، رغم ان الشيكات الموقعة بين" الاهرام" و"العربي" موقعة باسم احمد حسن-الامين العام للحزب- مع العلم ان هناك ديونا علي صحيفة العربي لمؤسسة الاهرام، وبذلك لن تتمكن الأخيرة من استرجاع مستحقاتها بعد توقف التوزيع، ولا أعلم لماذا وكيف استجابت الاهرام لطلب سامح عاشور؟! واوضح د. أبو العلا أنه تم التعاقد حاليا مع مؤسسة أخبار اليوم لطباعة وتوزيع الصحيفة، وكانوا قد تعاونوا مع مؤسسة النبأ في اصدار أحد الاعداد، وأضاف د. ابو العلا أن مجلس ادارة الصحيفة اجتمع بكامله مؤخرا لمناقشة سبل تطوير الصحيفة، وقال إن الصحفيين اشادوا بالتطوير الحاصل في مادتها التحريرية وسيعقد اجتماع اخر غدا الاربعاء لاستكمال مناقشة التصورات المطروحة للتطوير. لسان الناصرية مستمر تواصلنا ايضا مع ماجدي البسيوني -رئيس التحرير الحالي لجريدة العربي- الذي أكد انه شخصيا كرئيس للتحرير يشعر بالاستقرار في عمله رغم النزاع الدائر، وانه يعمل بنفس الادوات التي عمل بها محمود المراغي وعبد الله امام وعبد الله السناوي من قبل، وأوضح قائلا" لائحة الحزب تنص علي ان رئيس تحرير"العربي" يتم اختياره من قبل المكتب السياسي وبتصديق من الامانة العامة للحزب وهذا ما حدث بالفعل وقد ارسل الحزب خطابا الي المجلس الاعلي للصحافة يخطره باسم رئيس التحرير الجديد، فقام الاخير بدوره باخطار مؤسسة الاهرام باسمي رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الجديدين، وانا الآن كرئيس للتحرير وكأمين للاعلام في الحزب لن أرد علي احد سوي باستمراري في اصدار الصحيفة ، بحيث تكون معبرة عن المصريين وهمومهم، وتؤدي دورها نحو القطاعات التي يدافع عنها الحزب، وأقول ان لسان الناصرية لن يقطع، وأي محاولات لاسكات هذا الصوت سيسجلها التاريخ". وحول ما يقال عن ترك الصحفيين العمل بالجريدة يوضح البسيوني قائلا : " الفواعلية" أو ملح الصحيفة من شباب الصحفيين ممن كانوا يعملون تحت رئاسة تحرير الكاتب عبد الله السناوي مازالوا مستمرين في العمل أما "الاساتذة" الذين كان ينحصر جهدهم في كتابة عمود صحفي، فأنا اري ان هذا الزمان انتهي، والاصل الان هو العمل الصحفي الحقيقي من نزول الي الشارع والاحتكاك بالناس ومع ذلك فالكتاب" الفحول" علي رأسي كالدكتور عاصم الدسوقي وأحمد الجمال وسعيد وهبة وسليمان الحكيم ومحمد الخولي". اما عن المشاكل المادية التي تعانيها الصحيفة والتي ترتب عليها عدم حصول الصحفيين علي مرتباتهم لأشهر متواصلة فيعلق البسيوني" من يعمل هو الذي من حقه ان "يقبض" نظير عمله، وهذه أبسط قواعد العدالة الاجتماعية التي أرساها "عبد الناصر" وخرجت ثورة 25 يناير للمطالبة بها، أما من يجلس في بيته فأنا أقبل رأسه ليقدم إنتاجا صحفيا للجريدة . ويختتم البسيوني حديثه مؤكدا ان من يسعون الي عمل" شو" فهؤلاء سيرتد اليهم ما يعملونه ، وأضاف" ستصدر العربي الناصري بنفس الطاقم الي ان يتم عقد المؤتمر العام للحزب وبعد تغير القيادات الحزبية ستتغير قيادات الصحيفة، مشيرا الي أن كل همه الحالي ان تستمر جريدة العربي في الصدور، وقال" هذه الصحيفة ملك لقارئها، وحجبها ليس من حقنا".كان سامح عاشور قد صرح بأن وضع صحيفة العربي الناصري الحالي هو نتاج ادارة فاشلة داخل الحزب واوضاع سياسية سيئة وأفصح عن أن الجريدة عليها مديونية تزيد عن 700 الف جنيه، وقد حاولنا الاتصال بعاشور لمزيد من الاستيضاح لكن تعذر ذلك بسبب إغلاقه لهاتفه المحمول..