يبدو أن الأيام المقبلة ستكون صعبة علي الناصريين في ظل الخلافات التي يشهدها الحزب الناصري بين جبهتي أحمد حسن الأمين العام وسامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب والتي ازدادت انفجارا عقب انتخابات مجلس الشعب. وخروج الناصري منها نظيف اليد ولم يحصل علي أي مقعد رغم عراقته ومكانته. وبدأ كل طرف من طرفي النزاع يلقي اللوم علي الآخر ويتهمه بأنه السبب في تردي أوضاع الحزب وتأخره عن عجلة التقدم والازدهار السياسي. هذه الخلافات لم تكتف بتوقف نشاط الحزب فحسب لكنها أصابت صحيفة العربي الناطقة بلسان الناصري وكشفت عن خلل كبير بالصحيفة كان الحزب يحاول اخفاءه لكن حجم الخلافات هذه المرة تغلب علي هذه المحاولات وانكشف حال الصحيفة. فقد انعقدت الأمانة العامة للحزب أمس الأول بمقر الناصري برئاسة أحمد الجمال نائب رئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام, حيث اكتمل نصابها القانوني بحضور42 عضوا من اجمالي77 وناشدت أعضاء الحزب جميعا بمقاطعة المؤتمر العام الطارئ الذي دعت له جبهة سامح عاشور أمس( في اليوم التالي) بنقابة التجاريين لأن المؤتمر باطل ومخالف للائحة الداخلية للناصري نظرا لعدم دعوة أي مؤسسة في الحزب له ولعدم تقديم ثلث أعضاء المؤتمر العام طلب عقده. وقالت الأمانة العامة في بيان أصدرته ان المجتمع العربي وفي قلبه مصر يمر بمرحلة مفصلية خطيرة قد يترتب عليها إما السعي لإنجاز مشروع تنموي ونهضوي للمحافظة علي تراثنا الانساني وإما السير في فلك النظام الرأسمالي العالمي الذي يسعي لتكريس كل أشكال التخلف والتبعية. وفي ظل هذه الأوضاع جرت الانتخابات التشريعية في مصر وكان من المأمول ان تفرز تلاحما لكل القوي الوطنية, لكن للأسف الشديد تم اقصاء كل القوي الوطنية, حيث استخدم الحزب الحاكم كل وسائل التزوير والتزييف لتغيير ارادة الجماهير. لذلك لن يسمح الحزب للنظام ان يضربه في مقتل من خلال تأجيج كل التناقضات الداخلية حيث يراهن عليها لتصفية كل القوي السياسية الوطنية وفي مقدمتها الحزب الناصري وذلك بهدف الانفراد بالساحة السياسية. إن الأمانة العامة في إطار اضطلاعها بمسئوليتها كمؤسسة حزبية لها شرعية قانونية ولائحية تهيب بكل أعضاء الحزب التكاتف من أجل الخروج بالحزب من هذا المنعطف الخطير والذي يهدد كيان واستقرار الحزب واستمراريته. وقررت الأمانة في اجتماعها انتخاب جمال عبد الناصر عويس أمينا للتنظيم, وتشكيل لجنة انضباط حزبي مفوضة من الأمانة العامة لاتخاذ ما تراه تجاه الخارجين عن الالتزام الحزبي والذين دعوا للمؤتمر العام الطارئ أمس( جبهة عاشور) كما ستكون اللجنة مسئولة عن حماية مقرات ووثائق ومستندات الحزب. وقررت الأمانة العامة تشكيل اللجنة بعضوية كل من أحمد حسن وماجد بسيوني وعبد السلام الألفي وعلي زرزور ومحمود مجر والدكتور محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب. واختارت الأمانة ياسر حسن أمينا للجنة كما قررت الأمانة العامة بدء الانتخابات الداخلية للحزب بداية من15 يناير علي أن يتم عقد المؤتمر العام في14 و15 ابريل, وشكلت لجنة للإشراف علي الانتخابات الداخلية يرأسها أحمد الجمال وبعضوية كل من أحمد حسن وعبد السلام الألفي وفاروق عبد الوهاب ومحمود مجر وياسر حسن وسعاد عبد الحميد ووجهت دعوة لكل من سامح عاشور والدكتور محمد أبو العلا وتوحيد البنهاوي للمشاركة فيها. كما شكلت الأمانة لجنة استشارية عليا تضم وحدات للشئون الحضارية والمرأة والطفولة وتضم في عضويتها كل من يرغب في المساهمة في الأعمال الوطنية, كما دعت الأمانة لجنة التنسيق بين الأحزاب الدولية خارج مصر للاجتماع في مصر بهدف تشكيل منظمة دولية للاحزاب الناصرية علي غرار الاشتراكية الدولية حيث بدأ الحزب فعليا التنسيق مع بعض الأحزاب في بعض الدول. وأكد أحمد حسن انه أخطر لجنة شئون الأحزاب ببطلان المؤتمر الطارئ الذي دعا اليه عاشور أمس. وفي أول رد فعل من جبهة عاشور أعلن سامح عاشور ان المؤتمر الطارئ الذي دعا اليه امس صحيح وان اجتماع الأمانة العامة باطل وبالتالي قراراتها باطلة وانه عرض هذه القرارات علي المؤتمر الذي لم ينته حتي مثول الجريدة للطبع لأخذ موقف حاسم منها. وقال عاشور إن أحمد حسن بيخترع وبيألف وان لجوءه لعقد اجتماع للأمانة العامة يعد هروبا تكتيكيا من مواجهة المؤتمر الطارئ. وتساءل عاشور كيف يحاسب الأدني الأعلي؟ وذلك في اشارة منه الي انه النائب الأول للرئيس بينما أحمد حسن أمين عام للحزب. وعلي صعيد أوضاع صحيفة العربي ذكر عبد الله السناوي رئيس تحريرها ان استقالته من رئاسة التحرير نهائية ولا رجعة فيها وانه من حقه مغادرتها بعد قضائها أكثر من10 سنوات بذل فيها كل ما يستطيع. وأضاف السناوي في تصريحات لالأهرام انه يتطلع لتجربة مهنية جديدة وانه تلقي عروضا كثيرة سيختار واحدا منها خلال أيام. وأعرب السناوي عن تقديره واحترامه لكل صحفيي العربي وقال إنهم يتمتعون بمهنية عالية وكل واحد منهم يصلح ان يكون رئيس تحرير, مشيرا الي انه باق في رئاسة التحرير حتي يجتمع المكتب السياسي للحزب قريبا لاختيار رئيس تحرير جديد, وأضاف السناوي انه لم يتدخل في اختيار رئيس تحرير جديد ولم يقدم أية ترشيحات مؤكدا انه سيظل ناصريا للأبد. ومن جانبه ذكر جمعة حسن جمعة الأمين العام المساعد السابق ومحمود العسقلاني التابعين لجبهة عاشور أن المؤتمر الطارئ باركه ضياء الدين داود رئيس الحزب أعطي تفويضا لعاشور بممارسة مهام رئيس الحزب. وأضاف أن المؤتمر سيعتمد التفويض وسيقرر تأجيل الانتخابات الداخلية للحزب لمدة عام لكي يتمكن الناصري من ترتيب أوضاعه من جديد وضخ عضويات جديدة, وسيشكل المؤتمر لجنة معنية بذلك. كما سيناقش المؤتمر آثار نتائج الانتخابات البرلمانية التي خسر فيها الحزب ولم يفز بأي مقعد وسيتم محاسبة المسئولين عن خسارة الحزب ومحاسبة الذين قبلوا عضوية مجلس الشوري بالتعيين( في إشارة لأحمد حسن ومحسن عطية) وتخييرهم بين الشوري وعضوية الحزب.وحتي مثول الجريدة للطبع لم يتم عقد المؤتمر بعد ان كان مقرر عقده ظهر أمس. ووصف الدكتور محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالناصري المؤتمر ب الباطل لأنه لم يستند علي لوائح الحزب أن اللجنة التي شكلتها الأمانة العامة ستحاسب الذين دعوا للمؤتمرحسابا عسيرا. وقد تصل لتجميد عضوية عاشور ومحمد أبو العلا نائب رئيس الحزب.