تسلم عالمان مصريان جائزة الملك فيصل العالمية في مجال "المعالجة الحاسوبية للغة العربية"، مساء اليوم في حفل أقيم بهذه المناسبة تحت رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي. تم تسليم الجوائز بفروعها الخمسة؛ وهي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والعلوم والأدب، والطب، واللغة العربية، وفاز بها المصريان دكتور نبيل على عبد العزيز والدكتور علي حلمي موسى في مجال "المعالجة الحاسوبية للغة العربية". وقال دكتور نبيل على عبد العزيز لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن تخصيص جائزة لحوسبة اللغة العربية فتح جديد يعكس أهمية هذا المجال العلمي التقني الجديد في الحفاظ على اللغة بأصالتها ونقائها ودفع عملية التنمية الثقافية والاجتماعية. مؤكدا أن اللغة هى بلا شك "البوابة الملكية للنفاد الى مجتمع المعرفة"، وأن قدر العرب اللحاق بركب المعرفة يتوقف على مدى الاهتمام باللغة العربية "تنظيرا وتطبيقا وتعليما". وقد تسلم الجائزة نيابة عن الدكتور علي حلمي موسى ابنه عماد، حيث اعتذر دكتور على حلمى عن الحضور لأسباب صحية بينما تسلم الدكتور نبيل علي عبد العزيز، الجائزة بنفسه. وأعرب د. نبيل عن سعادته بالفوز بهذه الجائزة العالمية التى احتلت مكانة خاصة في قلوب العلماء والمفكرين في العالم الإسلامى فضلا عن مكانتها الدولية، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين المصرى والسعودي. وقال إن تخصيص جائزة لحوسبة اللغة العربية لا يعكس فقط أهمية "لغة القرآن الكريم"، بل يعكس أيضا أهمية هذا المجال العلمي التقني الجديد في دفع عملية التنمية الثقافية والاجتماعية. مؤكدا أن اللغة هى بلا شك كما يقال "البوابة الملكية للنفاد الى مجتمع المعرفة"، وان قدر العرب للحاق بركب المعرفة يتوقف على مدى الاهتمام باللغة العربية "تنظيرا وتطبيقا وتعليما". ووجه العالم المصرى شكره الى القائمين على هذه الجائزة وهم أبناء الملك فيصل يرحمه الله وكذلك إلى السفير المصري بالرياض محمود عوف الذى نقل إلى الدكتور نبيل والى الدكتور على حلمى تهنئته الشخصية وتهنئة أبناء الجالية المصرية بالسعودية على هذه الفوز الذى يعد مفخرة لكل المصريين. وفاز بالجائزة في مجال خدمة الإسلام الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي؛ وذلك لما قام ويقوم به من أعمال خيرية عظيمة داخل وطنه وخارجه. وفاز بها في مجال الدراسات الإسلامية الدكتور عدنان بن محمد الوزان، المدير السابق لجامعة أم القرى؛ وذلك عن موسوعته المؤلفة من ثمانية أجزاء حول حقوق الإنسان في الإسلام، الذي هو موضوع الجائزة هذا العام. وأما الجائزة في مجال الطب – وموضوعها هذا العام " الحد الأدنى للتدخل العلاجي للأَجنة " ففاز بها عالمان أمريكيان أحدهما البروفيسور ريتشارد بيركويتز من مركز كولومبيا الطبي بنيويورك، وثانيهما البروفيسور جيمس بسل من كلية الطب في جامعة كورنيل بنيويورك. وذلك لعملهما معا أكثر من عقدين في دراسة التاريخ المرضي والمعايير التشخيصية المثلى ولخبرة كل واحد منهما في مجال أمراض النساء والولادة بحيث تمكنا من تطوير طرق البحث والوصول إلى نتائج مهمة رائدة. وأما جائزة العلوم – وموضوعها هذا العام علم الحياة البيولوجيا ففاز بها البروفيسور الأمريكي ألكسندر فارشفسكي، أستاذ بيولوجيا الخلية في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا؛ وذلك لاكتشافاته المهمة في ميدان فهم عمل الخلية الحية، وأهمية دور هدم البروتينات في تنظيم وظائفها. وقد فتحت تلك الاكتشافات مجالاً جديداً في علم الحياة، كما أصبحت أساساً في تطوير البحوث فيمجالات أهمها بحوث السرطان وأمراض الأعصاب والمناعة. ومن الجدير بالذكر أن جائزة الملك فيصل العالمية ثمرة من ثمار مؤسسة الملك فيصل الخيرية الرائدة في أسلوب عملها وهي مؤسسة أنشأها أبناء ذلك الملك، يرحمه الله، وبناته عام 1396ه/1976م، وفي طليعة الأهداف الجائزة تقدير رواد العمل الخيري النافع لأمة الإسلام وللبشرية كلها، وتقدير رواد الباحثين في المجالات المعرفية المختلفة. وقد فاز بفروعها الخمسة -منذ بداية منحها، عام 1399ه/1979م، 232 شخصا من أربعين دولة، والجدير بالذكر أنه كانت لجائزة الملك فيصل العالمية ريادة في تكريم علماء وباحثين. وبخاصة في ميداني الطب والعلوم، ذلك أن خمسة عشر فائزا، أو فائزة، بها منحوا بعد فوزهم بها جائزة نوبل، وأن عددا آخر نالوا بعد نيلهم إياها جوائز تضاهي هذه الجائزة مكانة، إضافة إلى ذلك فإن للمرأة نصيبا أوفر بجائزة الملك فيصل العالمية.