قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن الرئيس باراك أوباما يواجه انتقادات متزايدة داخل أمريكا وخارجها بسبب الحملة العسكرية على قوات القذافي. وأوضحت الصحيفة أن أوباما، وهو في رحلته الجنوب أميركية التي تدوم 5 أيام، دافع عن سياسة إدارته تجاه ليبيا، وقال إن القوات الأميركية تركز على الهدف الذي حددته الأممالمتحدة بحماية المدنيين من هجمات قوات القذافي، لكنه أكد أيضا على ضرورة إسقاط الزعيم الليبي. كما أكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ينبغي أن تستخدم وسائل غير عسكرية لإنهاء نظام القذافي ومن ذلك تطبيق عقوبات اقتصادية وحظر على السلاح. وبعد الانتقادات التي وُجهت للرئيس الأميركي بسبب عدم استشارته الكونغرس بشأن الهجوم على القذافي، قال أوباما في رسالة وجهها أمس الاثنين للكونغرس إن إدارته تسعى لانتقال سريع ومسؤول لقيادة العمليات إلى أعضاء آخرين في التحالف. ويقول محللون إن أوباما سيستفيد إذا تم إسقاط القذافي بسرعة، لكنه سيواجه انتقادات كثيرة إذا طال النزاع واتخذ منحى دمويا. ويواجه أوباما انتقادات من جميع الجهات، فالفريق المنادي بالتدخل قال على لسان السيناتور الجمهوري جون ماكين إن أوباما تأخر كثيرا في مساعدة المعارضين الليبيين، بينما انتقده أعضاء ديمقراطيون بسبب استخدام القوة، حيث يرى بعضهم أن ليبيا لا تمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة الأميركية، وبدأت مجموعة معارضة للتدخل التخطيط لمسيرات في لوس أنجلوس وشيكاغو وتسع مدن أميركية أخرى هذا الأسبوع. وقال جيمس ليندسي وهو مسؤول سابق بالبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون إن "أوباما أغضب الجميع تقريبا، فهو في نظر البعض فعل أشياء كثيرة ولم يفعل شيئا في نظر البعض الآخر، أما فريق ثالث فيرى أنه يتصرف ببطء شديد"، وأضاف "أوباما يواجه خطرا سياسيا واضحا". ومن بين الانتقادات الأخرى ما جاء على لسان الجمهوري ريتشارد لوغار الذي عادة ما يساند البيت الأبيض، حيث انتقد أوباما بسبب غياب خطة تتعلق بمرحلة ما بعد القذافي، ويقول "يجب وضع خطة لمرحلة ما بعد القذافي، من سيتولى المسؤولية؟ ومن سيدفع تكاليف كل هذا؟ الرئيس أوباما لم يقدم شيئا ملموسا بل مجرد آمال غامضة". ومن جهتها تقدمت مجموعة من النواب الديمقراطيين، من بينهم جيرولد نادلر عن نيويورك ودونا إدواردز عن ماريلاند ودينيس كوسينيش عن أوهايو وماكسين ووترز وباربرا لي عن كاليفورنيا، ببيان في نهاية الأسبوع قالوا فيه "إنهم منشغلون جميعا بمدى التزام قرار الرئيس بالدستور". كما جاءت انتقادات من الجامعة العربية التي دعت لتطبيق منطقة الحظر الجوي على ليبيا بعد إصابة مدنيين في عمليات القصف الغربي، ومن روسيا التي وصف رئيس وزرائها فلاديمير بوتين الهجمات على ليبيا بأنها "حملة صليبية"، وقال إنها تمنح روسيا مبررا لتطوير قدراتها العسكرية. لكن مسؤولين في البيت البيض يقولون إن التزام أوباما بعدم إرسال جنود إلى ليبيا يقلل من خطورة المهمة، خاصة وأنه ملتزم بموقفه القاضي بسحب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان.