تقوم مدرعات من الجيش البحريني بدوريات فى شوارع العاصمة المنامة بعد استعمال قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق احتجاج ضد الحكومة اثناء الليلة الماضية في دوار اللؤلؤة ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل. واكدت الداخلية البحرينية ان قوات الامن العام قامت باخلاء دوار اللؤلؤة من المعتصمين والمتجمهرين فيه "بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم"، بيد أنها لم تتطرق الى سقوط ضحايا اثناء ذلك.واخترقت مدرعات وعربات عسكرية شوارع المنامة بعد ان اخلت قوات الامن موقع الاعتصام في دوار اللؤلؤة. وذكر شهود العيان ان قوات الامن البحرينية هاجمت المعتصمين فجرا بينما كان العديد منهم نياما، وقامت باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي عليهم لتفريقهم. وقال الصحفي البحريني حسين مرهون في حديث لبي بي سي ان الشرطة البحرينية هاجمت المعتصمين حوالي الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي. واوضح ان اعدادا كبيرة من قوات مكافحة الشغب حاصرت المعتصمين من جميع الجهات، وبدأت باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ثم هاجمتهم لتفريقهم وتفكيك خيمهم. تأكيد سقوط قتلى واكد محمد المزعل نائب رئيس اللجنة التشريعية في مجلس النواب البحريني وعضو كتلة الوفاق المعارضة في حديث لبي بي سي سقوط القتيلين وقال ان ثمة عشرات الجرحى في المستشفى بعضهم حالاتهم حرجة. ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن العميد طارق حسن الحسن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية تصريحه بأنه قوات الامن دعت المتعتصمين الى مغادرة المكان " حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم". وأوضح أن قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين و المتواجدين بالدوار من اجل فض تجمعهم بالطرق السلمية ، للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات. واتهم بعض المعتصمين بانهم عمدوا إلى استغلال هذا المناخ المتسامح من اجل السعي لفرض ممارسات غير قانونية ومضايقة المواطنين والمقيمين وإيقافهم عند نقاط تفتيش أقاموها للمركبات والمارة في محيط الدوار. غضب المعارضة وقد تقدم عضو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (أعلى مؤسسة حقوقية رسمية في البحرين) الدكتور عبدالله الدرازي باستقالته من عضوية المؤسسة لما آلت إليه الأوضاع الحقوقية. وكان رئيس الهيئة ويدعى سلمان كمال الدين قدم استقالته في وقت سابق هذا العام. كما تنظم جمعية الأطباء البحرينية اعتصاما حاشدا للأطباء في حرم مجمع السلمانية الطبي. وتقول الجمعية إن الحكومة تمنع ارسال طواقم الاسعاف لجرحى المواجهات. أما الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجبهة الوفاق، وهي أكبر تكتل للمعارضة الشيعية في البرلمان البحريني، فنفى قيام السلطات الأمنية بمطالبة المتظاهرين بإخلاء ساحة اللؤلؤة قبل عملية الاقتحام. وطالب سلمان في مقابلة مع بي بي سي الحكومة البحرينية بالاستقالة، وإجراء إصلاحات عاجلة. وكان الالاف من المحتجين المعارضين للحكومة احتلوا وسط العاصمة البحرينية المنامة بعد مقتل اثنين من المحتجين في مواجهات مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية. ويدعو المتظاهرون الى اجراء اصلاحات سياسية والى استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي لايزال في منصبه منذ استقلال البحرين عام 1971. كما طالب المحتجون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وهو ما وعدت الحكومة بتنظيمه، وكذلك يطالبون باصلاحات دستورية، وانهاء ما وصفوه بانتهاك الحقوق المدنية. ومن العوامل التي زادت في التذمر الشعبي للأغلبية الشيعية في البلاد نسبة البطالة العالية في البلاد والفقر وخطوات تتخذها الحكومة لمنح الجنسية لعرب سنة من خارج البلاد بهدف التأثير على التوازن الديمغرافي. وعلى الجانب الاخر، خرجت مسيرتان مؤيدتان للملك في مدينتي المحرق والرفاع بالبحرين. شاهد فيديو من بي بي سي